الأربعاء، 21 أبريل 2010

طفل البراءة


وحين تراقصت متعُ الحياة بكهف نفس
غارق تحت المجاهل من ضياء العصر،
لم تغمض جفون..
لم ينم فييّ البعيدُ
ولا تناثر قطر عيدٍ شابهُ شبح القبيلة
رغم ما في العصر من لغةٍ هباء...
حينها مدّت أصابع بهجتي بعض الضياء..
لتقاوم الإغراءَ
إلاّ أنّ وحش الحبّ أطبق راحتيه على فؤادي،
فاكتوى لمّا احتوى طعمَ المعاني
وارتوى حتّى كأنّ الصوت يهجر للمسامع،
واستوي فوق الجسد،
وبداخل الجسد السماء..

نارٌ توهّج برقها فتألّقت،
هامت وهمّت واكتست شفقا وقالت:
هلاّ وعيت الحجم مدّ البحر،
فيض العمر،
سحر الشعر، بعد الأسر
من قبل التوحّدِ في الأحد...
:هلاّ سبحت معي محيط الوجد،
أبعد ما يكون من المجرّات الحروف،
ومفردات الخوف تهرب أو تطوّف حولنا
معنى يعانده الجلد...

أمتع النظرات تلك الغائرات، السابحات،
السائحات، الساهمات، بغير حد،
وبغير ضد...
. ثوب البراءة يتّحد كونا يهزّ مفاصلي،
ويدغدغ الكلمات والروح المثاني حين حلّق في المعاني،
مستبيحا ما خبأت لها وما خبّأت من لغة لها،
أدواتها وحروفها أشكالها،
وطباقها وجناسها..
حرّاسها تاهوا وغضّوا الطرف،
حين رمّز ثوبَها الإيماء..

كان انتمائي حدّ ما أبصر،
كشفَت غطائي فاحتويتُ عوالما في داخلي،
وأضأتُ كلّ مجاهلي من سنا برق أشعّ من العيون،
فعرّى ما سترتُ سنيّ عمري
حين حاصرني وقصّرني سياج العرفِ والحرف القديم...
بلا نديم كنت ألهو بين نونات وميم،
بين أعشى حين يغشى،
أو أغوص بصبح أعشى،
أو بقافية المعرّي والّلزوم،
مستظلاّ بالحكيم،
وهو يروي تحت أشجار "التبلدي" و"الحراز"
وحين يغفو تحت أشجار ل"نيم."..
كان يعني حسن قامتها القوام..
كان يعني النهد نهدا ، أن أقيم وأستقيم..

تناثرت كلّ أشيائي الصغيرة
واستكانت فيّ أطياف المعاني،
كم أعاني حين يوقظني جنوب أو شمال أو يمان.
حين تجلدني سياط الساسة الجبناء
يحتدم الصراع بمن؟ وكيف؟متى؟
الزيف يهرع من مخابئه،
والحيف عربدة لشيطان رجيم
أومسّ جان..
يكفي أنها قد ألهمتني أن أعيش بلا زمان أومكان..

تارة في النار أغفو،
أستحمّ بعطرها،
أمتّع ناظريّ بدفئها
ولسانها الممتدّ أحلى في المذاق من الجنان..
تارة أردفتها الكلمات عفو ورودها بخواطري
فتضوع عطرا غير سحر من بيان..
تارة ألهو بطعم الحبّ،
أمتطي فرسي،
أجوب مدائني،
وأشقّ أنهاري،
عباب بحاري الملأى من الفيضان..
تارة أنساب في أجوائي الحرّى سحابا
لا يفرّق حين يهطل بين عطشى الروح،
بين عوالم التوهان في الأزمان..

سامحت تاريخي الممزّق،
والمرتّق جبّة،
حيث ثقب الشمس غطّى كلّ مشرق،
واستفاق على دويّ الحبّ مطرق،
بين تاجوج والمحلّق،
بين عبلة بين عزّة أو بثينة،
حبّ ليلى،
طعم روح في المصلّى،
قد تولّى، مزج أوّل ،مزج ثان، مزج أغلى،
ما تنزّه كان أحلى في التوهّج والضياء..

هذه الأحجار أقسى وهي أصلب بل وأجمل في البناء...
هذي النفوس الضعف فيها، وهي أجمل في ترانيم الغناء..
هذا الغناء مع الفضاء الرحب قد شقّ رغم التيه خلجانا من الصرخات والآهات والأحزان..
حتى الغيوم السابحات النائحات برعدها دوّت طويلا ثم أرهقها البكاء..
هطلت دماء..

إنساني المظلوم والمكلوم عانق هيكل اللغة الجفاء..
مستنسخا هابيله.. ومعانقا لقبيله..
نبكي .. ونبكي.. ثمّ نقتل من بكى..
فالدمع أغلى في التجارة، جالبا للسعد أو للصخر ، أمواج الثراء..
ما بالنا نبني بداخلنا الحواضن للعدوّ،
فإذا توغّل عانق الأسماء؟
حتى عيون الريم إن بصفائها وجمالها قتلت
فلم تعد تحيي القتيل ولم يعد فيها الشفاء..
الحبّ قد ضلّ الطريق إلى الصراع بلا انتماء..
وهويّة الكون التلاشي
أصبحت في مجلس العظماء مثل الشنق في عيد الفداء..
ما لوّث الإنسانُ أجواء السماء
بل انكفى ليلوّث الروح المسافر في العراء..


وتأسرني عيون الغيب ،
يحكمني رقيب العيب والأسلاف،
لا تغفو العيون بداخلي،
تفتي بأنّ الحبّ ضلّ طريقه متعطّشا لرواءِ أرضي،
وسماد تربتي الجفاف،
وبلسمٌ لجراح حرف من هجاء..

كلّ اللغات تتوه تسبح في الفضاء،
ظاهرات الصوت والهمسات والصرخات والإيماء..
كلّ الفلاسفة الذين تغرّبوا واستغربوا وتعرّبوا،
لم يفلحوا في فتح ثقب من ضياء..
لينير عتمة لجّة الأموات في مدن الصقيع،
أو ضجّة كسرت غصون الصمت في الأحياء..

وواحة الإنسان منسيّة..
فيها الملامح حيّة..
والزهر متّسقا، ومعطّرا أجواء..
الحبّ والعطف والإلف والإيلاف ،
طوق الحمام،
المحبّة والتسامي،
الصدق والإيثار، والإيقاع،
والأفراح بسمة مشرق للكون عشق لتوحيد البناء..

كونٌ أبى أن يستقيم،
حروفه العصبيّة الحمقاء،
والأنا يختال في ذبح الأنا،
والبناء تهدّمت منه البروج بواحة غنّاء...
ما زال إنساني يتوق إلى الوراء..
ليظلّ في بشريّة الجشع المقيت،
تحت عباءة الطاغوت والجبروت والأقوى مخالبه،
فنعشقها حروف اللين، يرتعش البكاء..
تفرّقنا دماء الجهل والتدمير،
صليل سيوف حقد،
دويّ قنابل هزّت جدار الأمن
مزج الذكاء مع الغباء..

جهل تركّب من عذابات الجموع،
فاحدودبت قاماتنا من طعم جوع،
واستكنّا للركوع..
هرب الربيع،
وأقام فينا البرد يجلد ظهرنا،
لم يغادرنا الشتاء..
فتسلّلت من تحت أقدام الجميع،
فتن حبائلها، كشدّ الحبل بين أصابع الساسة..
وعند الصحو ينتصب الفناء بداخل البشريّة الحمقى
تمثالا ونصبا من وباء،
أو رياحا صرصرا
لا تعي نصحا لمن تغشى ولا لوم السماء...

ذبحنا الصدق في وضح النهار بلا ضياء..
واقتلعناها شجيرات المحبّة من مسار حياتنا،
وتهدّمت جدران دارٍ ظلّ يؤويني زمانا،
وكان زادي أن طمعت بما يغوي السراب،
حين غيّبه ضباب العين،
فأرقت دمعة ما أرقت وما تبقّى..
أدبّ ألهث نحو قوت اليوم،
أستجدي ما يسدّ الجوع
حتى لو أبيع لنطفة الآتي بلا استحياء.
ما أبلغ اللغة التي علقت بعين الشمس
صاغت حرفها بين المذابح والأفق..
ما أبلغ الكلمات وهي تدقّ طبل الأذن
تقرع باب أحزان الشفق..
حين عمدا تحترق..
حين تجتاز الكتابة والخطوط على الورق..
أو تمتشق لسلاحها من أجل حق..
والحقوق بوعينا من يستلب من يستحق؟..
منظارنا المتعدّد الأهواء..
ومزاجنا المتقلّب الأجواء..
ما استقرّ بساعديه من التوتّر والكمد،
أقدامنا غاصت وما احترقت من الرمضاء..
بيني وبين الغرب فاصل..
بيني وبين الشرق فاصل..
بيني وبين بلادنا كل الفواصل
بيني وبينك ألف فاصل
بيني وبين الذات فاصل
ديني ودين الغير فاصل..
لهجتي، لغتي تجمّلها الفواصل..
حتى متى سيظل إنساني بهذا العصر جاهل..
حتى متى يتجذّر الحقد المقيت، نظلّ في شُعب المجاهل..
حتّام تنتصب المقاصل للحروف شهيدة ما بين مقتول وقاتل..

قصمت ظهور الخيل إرثٌ من أجنّة يعرب الأولى،
فتعثّرت خطواتها لمّا ادلهمّ زماننا،
عقمت ليالينا وتهنا في مغارات بغير هدى،
صداها يوغل الأسماع يشبع غورها..
لا تزال ترنّ أصداء المغارات،
ونستعيد الصوت مسمع مع مع مع مع ..
الصوت في جوف المقال المدلهمّ من الحروف
مدّ حنجرة مجالا لا لا لا لا
إن السؤال لا لا لا لا ..
لا من يجيب، وليس من يسمع لظهر الغيب
أو يحفظ عن ظهر عيب ما يقول وما يقال..
يتلثّم العجز الكلام من المحال بلا مآل..
وبداخلي نفق يقود إلى عوالمي التي أثريتها بالحبّ محفوفا،
بظلال عشق لا يزول ولا يزال..

هي وحدها احتملت ولوج الكون
أوسع في المدى ممّا يصوّره الخيال..
هي وحدها ابتسمت وصفّق قلبُها طربا، وغنّى
فاستفاق الزهر عانقها
ومدّت جسمها البضّ المحاور
والمناور في مساحات الجمال،
على كلّ الفراديس الباسمات،
فاذا بها اختزلتْ من سحرها بعوالمي كلّ الحسان.
وتوحّدت وكأنّها هربت من البشريّة الشوهاء للإنسان..
ظلّت تجادلها وتنفر من معاقلها، وتهرب من مجاهلها،
تغنّى بالمحبة للزمان..

وجدت دماء قد أريقت عند لحظات الفرح،
وئدت على مرأى عيون الكون فانتصبت تحدّق كلّ روح في الدخان،
حتى تساير عرفها،
كذبت فآلمها أنها لعبت،
فشدّ وثاقها قيدٌ وكمّمها
وأغمض عينها وعيٌ تخاذل عن قوافي الحب،
أنفاس الربيع أبت تصافح وجهها،
إلاّ عندما ضحّت بكلّ زمانها المسفوح ظلما أو رياء..

ثقب الزمان أبى يغيّر نهجه،
لم يحتمل روح التمرّد
لم يطق منها انعزال.
وإذا ارتوت من حكمة، نزف الحكيم الصبر
حتّى راودته بما لديها
فاستمال لراحتيها واستكان بساعديها،
وغفا حتى تجاذبه الشتاء مع العراء..
بجمالها امتهنت حروف العشق ،
مزّقتها الريح ،
محت معالمها فغطّتها السماء..

وبما لِها
ولما لها من روح إشفاق على أطفال هذا الكون
لم تسلم ولم تجد الدواء..
وبوعيها احتضنت معارفها،
ارتوت أغصانها،
فأغضبها وحطّبها جفاف
حلّ باسم حضارة الإغواء..

هذا السواء بكلّ ما بذلت قد اعتلّت
وعادت مثل ما كانت تصارع في طواحين الهواء..

فاكتوت يأسا من اللغة المراوغة الحروف،
وآثرت أن تحتمي خلف المتون الجامدة،
وخلف أصوات يشكّلها الفؤادُ
بما يبثّ وما يعيد من النصوص
يشدّها الأفق البعيد..
فتذيب من سمت الدواخل ما ترسّب من جليد..
لغة العيون الساحرات، قوام بلقيس العنيد،
وهج لليلى حين جنّ عشيقها،
سحر لصوت فاق أبعاد السماء،
لما تكسّر حين تشهق أو تعيد..
عشق يداوي الجرح أو يجرح ،
هدايانا تجمّل أمنيات العيد من فرح نعيد..

حارت جنود البغي في لغو الكلام،
كانت قنابلها الغبيّة ترتعش، وتثير زوبعة
غبارَ الغشّ في طعم السلام..
لم يبق من عشقي غير أن أحميك ملتحفا فجوري،
شاهرا قلمي وحبرا من ضلال العصر أشهي
حين أكتب لا أبالي بالجدال أو القتال،
أعلم أن سحر الحب قطرة رحمة من ذات رب..
يتجاوب الوتر المشرّد في تناغمه..
أستنطق الصمّ الحروف من النصوص المعتمات المشبعات بوحش خوف،
من شراسته، أنيابه ملأى دما،
متربّصا ينقضّ حين يلفّ عتمتها ببعض من ضياء.

ولدت تحيط بها الرماح الرابضات بكلّ زاوية تجيب،
بأوامر العرّاف وهو يبثّ عيونه،
ظلّ الرقيب مع المغيب يطوّف حافيا
يتلصّص السمع،
ويسترق الوجيب من الدلالة
باحثا عن كلّ نصّ يستجيب،
أو يغيب به الإيماء والترهيب والإغواء،
ما كان يدري أنّ الليالي الحابلات حروفهنّ، تشعّ من حزم الضياء..
تخترق الحواجز والمتاريس الجنود عتادهم
من سابحات غائصات
أو بين أقمار الفضاء..

هذا الوليد من النصوص المنصفات امتصّ من حلماتها ثقة وعشقا
لا يهاب القصر أو يخشى الكهوف يؤمّها أهل الخفاء..

هذا الوليد امتصّ من حلماتها وعياً
تأبّى الصوت أن يحيا بلا كلمات،
يستبدل الحرف الممات بنبضه الدفّاق يحيا،
متجرّدا من حبّ ذات أوغرت صدر السماء..
هذا الوليد الوعي سامره فؤاد صادق،
حبّ تألّق ليس يعرفه الرياء..
هذا الوليد الوعي عانقه منذ الولادة أروعُ الشعراء،
واستلهم المعنى من البؤساء،
شقّ طريقه في الماء عبر مجاهل الصحراء..
هذا الوليد أبى يطأطئ رأسه..
فسماته سمة الخلود ،
ونهجه نهج المحبّة والعطاء..
ليظلّ رمزا بل وأهلا للبقاء..


ضجّت مساحات الجنون،
عربد طيشها،
انتحبت مشاعر مفردات لم تغالب طول درب شقّه عنت التزمّت،
هوس المغيب،
وانغلاق منافذ الإنسان في هذا الفضاء..

زمن تحدّر دمعه ـ حين استفاق على أشعّة فجره،
وجد الجميع يغطّ في نوم كأهل الكهف،
ويدبّ بالأقدام مغمضة العيون،
يأكل بعضه في نومه،
ويقتل لا يعي في القتل يدفع نفسه للانحدار
لأوهى ما يكون الخلق من هام البشر،
يرتدي ثوب الخداع بنصفه الأعلى
ويترك نصّفه العاري بلا كلمات،
يخطّ الحرف ما شاء القدر ..
لا يعي معنى الحروف
ولا يفرّق بين هاتيك الضمائر تختفي أو تنجلي أو تستتر..
لا يعي جسد الكتابة فوق صخر زماننا ،
على صفحات مدّ رمالنا
نهديه للريح تشبع للغرور مسيرها ما تلتهم..
على صفحات ماء لا يعي أن البناء بغير أعمدة هباء..

إنّ الدواء بداخل النفس التي امتشقت سلاح الوعي
والحبّ المخصّب بالعطاء وبالنماء..
فيها الضعف..
فيها القوّة العمياء ..
فيها الله يسكن عرشه،
لم يخترق حجب السماء..
فيها التمرّد والخضوع.. نعم ولا..
فيها الإله مقاربا ،
فيها الإله مفارقا،
فيها تكون كما تشاء..
فيها يكون الموت أضعف بنية ..
أو يصبح الطاغوت واللغز الذي جبروته قد جفّف الماء المداد ،
العجز يوهن للحروف..
فيها الكواكب والمجرّات الشواطئ والجروف..
فيها التعدّد للفصول يعادل الأجواء..

وحده طفل المحبّة يقرأ الأسفار،ما بالنفس،
وينتشي في كونه،
ويكنّ للكون العزاء..
وحده طفل المحبّة يزرف الدمع المحرّق والشفيف بصدقه
لمّا يشاهد من جفاء..
من ظاهرات الصوت في هذا الفراغ من الإناء،
ومن لغة هباء..
هذى الدماء تعود أسمى حين تلتحف السماء
وحين تنزف في التراب ..

طفل البراءة للنفوس غنىً ،
فزوّدوه بما يشاء..
حتّى حين يلهو يستحمّ بعطرها،
ويعانق اللغة انتشاء..

طفل المحبّة آية ..
لا يستبين الآي من ولّى وأطبق للجفون،
نام بكهفه،
لاذ بعجزه،
عشق الهروب إلى الوراء..



.
إقرأ المزيد Entry>>

الاثنين، 19 أبريل 2010

الإبداع والفارس

 
الإبداع:

حين ينتشي من كأسها ،
ويستحمّ سابحا بعطرها الأخّاذ والندى،
تسجد الحروف سجدتين،
سجدة الهدى،
وسجدة الهوى،
وسجدة لكلّ من أحبّ دربها أو اهتدى..
فالحرف منه فاعلا ومسندا،
تبلّل الندى بالضوء،
تيمّم الإبداع،
صلّى لعين الشمس،
شكّل النور الذي لا شكل له،
ثقب الحزن،
ورتّل الإنشاد في المدى،
فشرعه يقدّس الحروف والوطن..

 
. الفارس:

فارس الكلمات تغطّى بالغبار،
ودسّ الخطايا فوق ريش النهار،
لم يكفه انتحار الصبح والضحى،
لم يرتد الإزار،
وظلّ عاريا بحرفه المقدّس،
حافيا يمشي بصفحة الرمال والبحار،
ويطعم النار الملائكة العراة والمحّار،
أصابع النجوم تنحني،
وأهداب الغيوم تنثني،
لصدقه، وعشقه، وفنّه..
ترقص الأشجار،
يهدم الجدار
يمّحى في شرعه الغروب،
يحتمي بليله،
ويعتلي صدر النهار..


.
إقرأ المزيد Entry>>

الخميس، 15 أبريل 2010

ما أروع النصّ المراوغ



ما أروع النّصّ المراوغ
حين يستلّ الرحيق من الشفاه
ومن تدفّق متعة الحرف المعمّى..
ليهزّ نشوة قارئ جفّت مآقيه
وحلّق يطلب المعنى بلا كلمات..
ما أخصب النبضات ، عشق الحرف
ملتفـّاً يراقص وحشة الألق المضمّخ بالتجلّي
والوجد، والإيقاع والنغمات..
ما أعظم الوطن الذي سكناه عامرة بحبّ جمال كلّ الكائنات..
ما أجمل النفس البريئة وهي صافية
ترقرق ماؤها وثمارها نضجت بلا أشواك..
. النصّ أكتبه ويكتب فيّ ...
أقرؤه فيقرؤني على بعد المسافة والجهات،..
من المكنون .. ما بعد التحيّة في اللغات..
النصّ هو الحياة..
أعيشه ، ويعيش فييّ بطعمه ومذاقه..
وبلونه وبفنّه وبدفئه وظلاله المتراميات..
لو قال : أنت خلقتني وكتبتني ..
قلت : القراءةَ فاقت المعنى ، وخصّبت الحياة..
قلتُ : القراءة أوجدت معنى جديدا للتواصل
غير ما يعنيه غيرك من تراكيب الصفات .

.
إقرأ المزيد Entry>>