الأربعاء، 28 يوليو 2010

تيمّم صبراً

مَتْنُ كتابِكَ يا وطني
حبٌّ، نبْعٌ، فَيْضٌ، نَبْضٌ مكتوب
تاهت أبعادُ النّصّ..
واستعصى الفهمُ على الشّارح
جيلٌ مسلوبٌ حدّ غياب ملامح،
حدّ غياب الروح الطامح،
حدّ لهاث الشفة العطشى خلف سراب..
حدّ النسر الجارح يهوي فوق خراب
فتيمّم صبرا يا أيّوب..
وسّد رأسك بعض الكلمات الجوفاء وسامح
فالفجر غروب وهروب
الأفق احتجب فلا تأسى
الحرف تحجّب لا تنسى
القارب تاه عن المرسى،
انطفأ بريق العين الثكلى
لا ترثي الحال المنكوب
. فدروب العشق شتات
بين هجير الصحراء وأحراش الغاب..
والهجرة أضحت لصفات العشّق العاري
والجاري من عتمة ليلي ونهاري
لا ثوب يقيه ولا جلباب
جفّ الحلق، انفطر القلب
انحسر المدّ، وضلّ السرب
والفتنة أضحت قدرا مكتوب
حتى القبلة خجلى لا طعم لها
لحبيبة قلب كانت لهفى بعد غياب
فالعتمة حلّت في داري
أشواك أدمت مشواري
وأنا ألهث بالجرح النّازف
بالوعي الساري والشفة العطشى
والأقصى من حرف مثقوب
رحت أنقّب عن وطني
أتدثّر – رغما عني – شجني
بين شمال وجنوب
معصوب العين
حافي القدمين
لا عمّة في الرأس ولا مركوب
لم تبق لديّ سوى
عصا موسى
عليها جيلي يتوكأُ
وأهزّ بها لمسيح مصلوب
دياجي العتمة هتفت
من منا الغالب والمغلوب؟؟؟
هاجر عن صدري
الحرف الصادق والمكذوب
وبراءة عصفور مرعوب
فالمفردة اتشحت وجعا
بعيوب وعيوب
بجيوب كبرت وجيوب
ومشاهد مرضى وحروب
خسر الطالب والمطلوب
لكنّ المرجل يغلي
من أجل الفرح المسلوب
لعيون الوطن المحبوب
والفجر قريب
فتيمّم صبرا يا أيّوب..
تيمّم صبرا يا أيّوب...
.
إقرأ المزيد Entry>>

الثلاثاء، 27 يوليو 2010

المقامة المنسيّة:

تأمّلات في الملاعب السندسيّة
ومباريات الكرة السياسية
عبدالرؤوف بابكر السيّد

في يوم من أيّام (الكورة)، تلك اللعبة الأسطورة، الشهيرة في العالم والمشهورة، وخاصّة في دور(الفيفا) المنتظم والمتعاظم، لمباريات كأس العالم، وأنا أتابعها وأرى كيف تتلاعب بالمشاعر أقدامُ اللاعبين، ولها من الجماهير ما ليس لملك أو زعيم أو ثائر أو شيخ دين، عدت ببصري حسيرا، وبقلبي منقبضا كسيرا، إلى مباريات الانتخابات العسيرة في بلادنا الغنيّة الفقيرة، وتأملت الصرف البذخيّ غير المحدود، للأحزاب القديم منها والوليد، تلك الساعية للسلطة عن طريق الاقتراع، بالنزاهة كانت أم بالتزوير والخداع، فقلت في نفسي، وأنا في غاية الحزن والتأسّي، ما أشبه الصراع والميدان، في كرة ذات ألوان، بين الفرق المحلية ، والمنتخبات بين البلدان، ماذا لو أنّ كلّ حزب من الأحزاب دعم فريقا من الفرق المحلية ، واحتكموا لما تسفر عنه اللعبة الشعبية، ومن يحرز الكأس يفوز بكرسي السلطان في أمن وأمان، ويقبل الجميع هذا الرهان..
. وكل أربع سنوات، و(الفيفا) تعدُّ للّقاءات والمجابهات، وتنظّمُ جدولا للمباريات، تكون في بلداننا قد حسمت السلطة بين المتنافسين، على حكم الوطن المسكين، والجماهير راضية بحكم أقدام اللاعبين، وبما يطبقه الحكام من القوانين، والأحزاب وهي تحشد المشجّعين، وتعدّ فنيّا اللاعبين، خيرٌ لها من الوعود في الليالي السياسية بالميادين، ما دام الأمر كما يبدو، لا يعدو اللعب (على الدقون)، للفوز بكرسي الحكم الميمون..وبذا تتاح لفرق الكرة الأكثر شعبية، أن تحسم القضيّة، ولا صرف من الميزانية، ولا أعباء قانونية، أو تشكيك في المفوضيّة، ولا نتائج يندّد بها المهزوم واصفا لها بأنها مزوّرة وغير شرعيّة، وأنّ الأصابع الخفيّة ، قد استغلّت الطبيعة السريّة، أو لأنها لم تراع المعايير الدوليّة، فالمسألة لا تعدو كونها خداع، يحسم به الصراع، بأصوات سرية لا تذاع، ومخفيّة في صناديق الاقتراع، وكلها أربع سنوات، ونعود من أخرى للاحتكام للمباريات، والناس راضون بما تسفر عنه اللقاءات..
وبعد نيل (الكاس)، لن يكون هناك خلاف بين الناس، فالنتيجة ستكون واضحة أمام أعين المشجعين، الحاضرين منهم والمشاهدين، ونكون بذلك قد حسمنا أمر الصراع على السلطة في البلاد، وطوّرنا من لعبة الكفاح والجهاد، وتكون الملاعب السندسية، قد حسمت كذلك نتائج مباريات الكرة السياسية، ويقبل الجميع هذا الحل، لأجل أن نعيش في سلام وفي أمل، وفي أن لا يستمرّ حاكم مدى السنين، ولا نلجأ للخداع والوعود والنفاق والتلوين، والكذب اللعين على المواطنين..ما دامت اللعبة السياسية، لا تختلف عن فن المنافسات الرياضية، والاحتكام للأصوات الشعبية أو حناجر المشجعين..والذين يدعمون فرقهم ومن أدائها يطوّرون، يقبلون بالنتائج، ولمقدرات البلاد يتقاسمون، ويصبر الخاسرون فترة قصيرة وللميادين يعودون، ويحتكمون مرّة أخرى لأقدام اللاعبين..
والمناظرات بين السياسيين تكون في المؤتمرات الصحفية للمدربين، وما يصرف على الانتخابات، يكون قد طوّر المهارات، ما دام الصراع السياسي لعبة، كما الميادين تنافس في الحلبة، والقادر على إقناع الناس بالصبر والكفاف، كالقادر على تحقيق الأهداف.. وبذلك نكون قد حوّلنا الكرة السحريّة، والمنافسات الرياضيّة الكرويّة ، إلى حسم قضيّة الصراعات السياسية. ونكون بذلك حضاريين، فلا ملوك ولا سلاطين، بل طوّرنا اللعبة وحسمنا صراعات الحزبيين ،وتجاوزنا تقليد نظام الغربيين. والفرق بين اللعبتين أن الفرق الرياضيّة تلعب بالمهارات، والأحزاب السياسية تلعب بالمقدّرات، الأولى تمتّع المشاهدين، والثانية تضيّق على المواطنين.. كم أنا موجوع حزين، عندما أرى الشعوب ترزح تحت نير الحكام الميامين، وباسمهم تنتهك القوانين، ويعدّلها كما يشاء السلاطين.أو عن طريق البرلمانيين.. أو دعونا نجد الحلول ، مستخدمين العقول، باحثين عن البديل. ندعوك اللهمّ أنر عقولنا، وثبّت قلوبنا على الحقّ، وألهمنا اليقين، وانصر الشرفاء من أبناء الوطن الأوفياء المخلصين، يا ربّ العالمين .. آمين
.
إقرأ المزيد Entry>>

الاثنين، 26 يوليو 2010

أمام أضرحة العشّاق

احملوا عنّي،
عباءة القسّ، والشيخ، والراهب،
وكمّامة الإنعاش،
وابعدوا مصل الدواء..
امنحوا القلب فرصة للغناء،
إنها الآن ، أشعلت ندّ أصابعها..
عبق الطيبُ ، في انتظار المغنّي..
فاحملوا فارغا تابوتكم..
ودعوني أحمل المصباح في وضح النهار،
كي أضيء مساحة للرقص لكم..
زمنا توكأتم العتمة العمياء..
وتدثّرتم بغبار آلاف السنين..
تدحرجت سحبُ السماء..
خرساءَ من بين العيون..
والعباءاتُ التي تستركم، مزّقتها الرّيحُ
واستعارتها الشياطينُ التي قطفت،
هذا الضياء من الغصون،
ولم تأبه لكم..
ولشوك خطّ في الأجساد حرف اللين،
مهزومين..
محرومين..
منبوذين..
بكائين..
شكّائين..
. لم تأبه لحرف البدء والتكوين..
لصوت الجرّ والتسكين....
دعوني أحمل المصباح في وضح النهار
كي أضيء مساحة الرقص لكم..
أقدامكم .. تدمدم..
هذا النهار معتمُ ..
دمٌ .. دمٌ .. دم .... دم .... دمُ
لا بأس ..
فاغرسوا النخيل في الجراح..
أوتاره ستعزف النشيد، توقظُ الصباح..
ها هي ذي تراقص الظلّ
تعانقُ الفارس الذي ضمّخه عطرُها المقاومُ..
سحرها لها شقّ الطريق وابتنى
قصرا إليها..
أحجاره الكلماتُ ، وارتفاعه المكارمُ ..
وحين ألتقي فراشة في وطني..
أصير ظلاّ ..وماء .. سرابا لا يهم..
أكسو دفاتري شعرا..
أرضي اخضرارا..
وشمسي تخيط الثوبَ
شمس الله تمنحكم من الدفء ثمارا
وأنهرا من أجلها..
وهالني حين استفقتُ أنّني..
أنا الذي رسمتها .....
وأنني لا زلت قابعا
تحت رحمة الجلاّد وأسوار الظنون..
فلتهزموا القبور
وامنحوا القلب فرصة للجنون..
إنه وحده الذي يراقصها،
في ساحة ظلالُها أنتمُ ..
وأقســـمُ !!
من يُحكمُ الإيقاعَ من إيقاعها لا يهزمُ ..
القلبُ وحده ـ يا شيخ ــ لا يشيخُ ..
لا يعرف الفناءَ .. لا يهرمُ .
لا ترسموا الحدود فيه
لا تجلدوه بالمطارق السوداءَ والظنون..
ما زال لم يغمض العيون ..
يسمع الناقوس ، والأذان، والأصداء
اللغوَ والكلام..
الداء .. والدواء..
فامنحوه فرصة للغناء..
امنحوا القلبَ فرصة للغناء..
إنّها الآن أشعلت ندّ أصابعها،
عبق الطيب.. في انتظار المغنّي..
فاحملوا فارغا تابوتكم..
إنه وطنى.. رغم الجراح والركام..
إنه صوتي، وصوت كلّ الفقراء..
يشقّ أسرار الظلام..
ينسج العباءة للحبّ..
ولا يبكي إلاّ أمام أضرحة العشّاق
النائمين في ســــــــــــلام ...
.
إقرأ المزيد Entry>>

الأحد، 25 يوليو 2010

..سؤالٌ حائر..

جليد الكلمات يذوبُ يحزُّ العظمَ
من هاجرة السلطان
خوف الطوفان تُهاجر..
تعوي الريحُ الخرساء بلا معنى
بين الأطلال الصّماء تغامر..
وبوعي يخدش ماء العين يكابر
أخطّ الحرف وألهو
بحبر ضلال العشق الثائر
بجدائل صمت ملعون كافر
وبطهرٍ فاجر..
الليلُ تعربد وحشته،
والفجر حزين..
بطبلٍ خاوٍ يا مسكين
بحدّ السّين الحرف هجين
طالَ الماضي والآتين
. هزّ الفعل الخائر حرف اللين
سوّى وادي الصّمت الهادر
بالحبّ العاثر..
سدّ الأفق الآتي..
دغدغ آذان الحاضر
قطع الحبل السرّي العاصي
لسؤال حائر..
قبل الميلاد..
وما بعد القرن الحالي الجائر..
منْ سلب الشّوق من الرئتين وتاه
تاه بزهو السلطة والجاه..
وأذلّ جباه
حجب الخبز - كما الكلمات - عن الأفواه..
ويا الله .. يا الله
منْ لاذ بماضيه وهشّم وجه الحاضر
تحت الصخرة (عمّار) الصابر
فوق المشنقة (سبارتاكوس)
و(المختار)شيخ الشهداء
(صدّام) الثائر
(لوممبا) المغدور و(عبدالناصر)
والقائمة المنشورة تطول
في ملهى التاريخ السّاخر
منْ جعل الأفكار الحبلى صغائر؟
يا وطن الحبّ..الحبّ كبائر
يا وطن الشوق ، الشوق خناجر
فيك العشق ضلال سافر
ويظلّ سؤالي الحائر
(بقدرة قادر)
أصبحتَ بلا وطنٍ
وسكنتَ سكون مقابر..
.
إقرأ المزيد Entry>>

الخميس، 22 يوليو 2010

عَوْلَمَـــة :


أعَوْلِمُ حُبّي..
فأحبّ الناسَ جميعاً..
لكنّ القلبَ أخَصْخِصُهُ
لِعُيونٍ دَافِئةٍ تَفْهَمُنِي..
أقْرأ فِيها النصّ وتَقْرَؤني
أقرأ فِيها.. عُيونَ الوَطنِ .. وتُلْهِمُنِي.
إيقاعَ الزّمنِ.. ونبْضَ القلبِ..
النّبْعَ.. الدّفْقَ.. الفَيْضَ..
فيحْمِلُنِي الرّيحُ عَلى فنّي
والصّوتُ السّاحِرُ والدّنِّ
فأدنْدِنُ لَحْنِي وأغَنّي
ولأنّي مسْكُونٌ بالحُبّ لأنّي
أعَوْلِمُ حُبّي
لكنّ القَلبَ أخَصْخِصُهُ
لِعُيُونٍ دَافِئةٍ تًفْهَمُنِي..
أقرأ فِيهَا النّصّ وتَقْرَؤنِي....
. end.
إقرأ المزيد Entry>>

الأحد، 18 يوليو 2010

أوسمة وشهادات تقدير

تشكل الأوسمة وشهادات التقدير بالنسبة للفرد اعترافا بفاعلية ظلّت عنوان جهده وبحثه وإسهاماته على مدى سنيّ عمره.. وهي مصدر فخر واعتزاز بهذا التكريم الذي قدّم دفعة قويّة لاستمرار العطاء الذي لم ولن يتوقف في شتى المجالات ، لذا فإنه يسعدني كثيرا أن أعرض لهذا التقدير والتكريم الذي إن دلّ فإنما يدلّ على وفاء تمتع به كل من تعاملت معهم أوقاموا بتقدير الجهود التي بذلتها طيلة مرحلة حياتي العلمية والعملية.. وسأستعرض جزءا منها توثيقا للسيرة الذاتية..مقدما التحيّة والاعتزاز لكلّ من ثمّن الجهود وقدّر الإبداع.. وأولاها وسام الفاتح العظيم من الدرجة الأولى والذي تم تكريمي به في العام 1989...
. كما أني لن أعلّق على كلّ شهادة تقدير ، بل سأتركها تقدّم نفسها والجهة التي منحتها ، لقد منحتني محبّة العطاء والتواصل والمساهمة في فعاليات ثقافية ومؤتمرات علمية أثق تماما في أنها تركت أثرها في جيل نؤمّل في مواصلة المشوار، جيل البذل والعطاء.. هذا الجيل الذي قلت فيه أمام الأخ قائد الثورة في إحدى حفلات التخريج بالجامعة:

قلادة الوفاء

إليك أيها الفارس الوطن..
الصدقَ .. والوفاءَ تستقي
جموعُك التي لا تنتهي..
من الزمان للمكان.. والمكان للزمان،
أجيالك التي ابتنيت أصبحت هي الجبال.
تدافعت..
تداخلت..
تعانقت ..
توحّدت على المدى بلا انتهاء..
تعشق المحال.
يا شمس أمّة قد أشرقت .. وللجميع..
أبناؤكَ الذين يمتطونها الجياد..
فوارسٌ ..
بواسلٌ ..
حين يقتضي المقامُ .. والمقالُ .. والقتال..
أصيلةٌ أفكارك الجياد..
منها تعلّموا.. أمانةَ الوطن،
وحلّقوا كما النسور فوق أرضهم،
لم يدرسوا الهجاء،
شعرَ الخمر،
والرثاءَ..
والمدائحَ المذهّبة.
نتاج ما أوحت به العصورُ الكاذبه
بل نقّبوا..
عن عروة بن الورد في القديم والحديث،
تدارسوا النضال والمقاومة..
عبر أجيال مضت ..
وعبر أجيال أتت ..
إنهم باقةُ الوفاء..
روافدُ الحقيقة..
قوافل التحدّي..
همُ المدى..
هم الندى..
هم الإيمانُ والهدى
هم النشيدُ ... والرصيد للبلاد
حياةُ نبض..
ودفق نبع..
وفيضُ حبّ..
قلادةُ الوفاء لك..
أيّها الفارس الممدود .. يا وطــني..
الشاعر صحبة والده يرحمه الله


























































.
إقرأ المزيد Entry>>
خاطرة في ثلاث بطاقات..

عبدالرؤوف بابكر السيّد
البطاقة الأولى:

عندما تشقّ بذرة طريقها إلى السماء..
تنمو المعاني مثلها بكبرياء..
لكنّ جذرها يظلّ عشقها..
يغوص نحو العمق..
دلالة انتماء...


البطاقة الثانية:

اقرأ،
باسم حبّك الوطن..
آية الشموخ والإباء والنضال..
واكتب،
باسم حبّك الوطن..
فعلا من الأفعال تامّا..
يتعدّى الحاضر للأجيـال..

. البطاقة الثالثة:
حين يستريح كفّك الصغير في يدي..
حين يستقرّ يا صغيرتي..
تنتشي الحروف داخلي..
تسافرين فييّ..
غابة من المعاني والفرح..
ويهتف الفؤاد بالحنين للوطن..
.
إقرأ المزيد Entry>>

السبت، 17 يوليو 2010

إليكِ


العشق القلادة لكِ..
يا أحلى ومضة في العمر
في الليل المهدّم بالفؤاد
الحبّ.. والحرفُ .. الكتابُ .
الدربُ نبضُ القلب،..
إشراقاتُ نور في مجاهل الزّمن المعمّى
والمعتّم بالسواد ..
فيكِ الحياةُ .. ومنك ..
إليكِ .. كلُّ قنوت قلبي في الصلاة..
. محرابُ قلبي أنتِ ..
كلّ الثواني النابضات من الحياة..
يا حروف الصدق أنت
يا كتاب الحق أنت..
يا ابتهال القلب..
خفق الحبّ ..
حدّ المنتهى.. يا بلادي ..
.
إقرأ المزيد Entry>>
مقامة الكلمات المثقوبة
عبدالرؤوف بابكر السيّد

كلمات الوطن نشيد، يسمو فوق الترديد، أحلى من نور البسمة ونعومة جيد، أعذب من نظم قصيد، أنقى من طهر وليد،.. قالت والوهم عراجين تتدلّى بين البين، وقيد يدين..من غير يقين: نتيمّم بالصبر إلى حين، فنصف الكلمات جليد، والأخرى تعشق للوجنة أو تسعى للتمجيد، والأخرى تعتمد الأنساب، وجع ينساب، في المسكون بحمى العشق، وبين دفاتر أمن وحديد..
نصف الكلمات المثقوبة بالفوضى، حلم أشهى لا يحتمل الطعن أو التنديد، يتسكّع فوق سطور التلمود، يتمطّى بطرا فالخير عميم، ويردّد ديباجته دون علامة ترقيم، فالشكّ يغوص بعمق الكلمات، يطعن خاصرة العتمة والآهات، وبلا رحمة يخنق حنجرة التغريد..
. لكنّ الأرض ولود، والنبض مع العشق يزيد، يحملها عشّاق الحرف المحموم، علامة وجع مكتوم، في وطن مكلوم..
يا نبض ثراها.. أتراها ترفل في الأصفاد.. تتدثّر أتربة وغيوم، تتوارى الأحلام إزاء الفعل القادم.. خجلى من سيف الحاكم ، تأسى للشعب المغلوب النائم والمحكوم.. والعالم يرقب سحرة فرعون، والعين على خازن قارون.. ويظلّ العشق كسير، كشف المستور، ويْلٌ وثبور،والبرق الخلّب منشور، بالكلمات المثقوبة تمشي في الطرقات قبور..وتبقى كلمات الوطن نشيد .. يسمو فوق الترديد.. فوق الأطماع الشخصيّة والتهديد.. عصفور الجنّة نائم..داخل قفص التوليد..
.
إقرأ المزيد Entry>>

الأربعاء، 14 يوليو 2010

أشهد ألاّ

عند ارتحال المدن
تتحدّى الحروف دلالتها
كلُّ الفرائض تسقط إلا فريضتها

ليس مسّاً حين نستبدل الصوت
ـ بالصمت لحين
حين تمتلئ الرئتان بأريج أنفاسها
وتتكئ حزمةُ الضوء بين ابتسامتها
ـ والعيون
. إنها اللغة الصولجان
وفيها الرقيب يدسُّ ما شاء

الآن جهراً أعلن حبي لها
وأزفُّ روحي لها
وأشهد أن لا غيرها
علَّها
تكون امتدادي الذي أدخرهُ،
لميلاد جديد
.
إقرأ المزيد Entry>>

السبت، 10 يوليو 2010

مقامة المفردات
خطأ في القاموس العام

   عبدالرؤوف بابكر السيّد

اللغة تواضعٌ يحمل دلالات كلّ مفردة، ويجمع تواصل كل شاردة وواردة، حسيّة ومعنويّة أو سائدة، ويحصر لمعانٍ تقبض عليها الحروف مفتوحةٌ وموصدة، ويعمّقها الاستخدام، ويؤطرها مع الزمان الكلام، المنطوق منه والمكتوب، ويخلو قاموس المفردات من الخطأ، ويسطّر عن طريقه كلّ مبدأ، لأنّ الرصد يتمّ لاحقا للاستعمال، كما التقعيد لاحقا للإبداع والاكتمال،والبيان شاهدا بالمثال ..
ولكن هذه الأيام، مع تغيّر اعترى الأنام، في الهجرة والمقام، في القعود والقيام، في الحروب والسلام، والناس تدبّ في الحياة وهم نيام، أو هكذا يريدهم الساسة والحكّام، يتفجّر إحساس بأنّ هناك خطأ في القاموس العام، بل هناك شيء مّا تجاوز الإيهام والإبهام، أو أن هناك غفلة وانحرافا في الوعي بشكل عام، ربما كانت العولمة التي تسعى لخلق الانسجام، وربما كان التطلّع لتحقيق الأحلام، وربما كان انحسار الحبّ والغرام، أو ما حجب الأفق من الغمام، أو لربّما اليأس سيّد الأحكام، فقد لمس الجميع التغيّر في المزاج العام، واختلافات في المناخ على مدى الأعوام، ونزاعات الحرب والسلام، والحلال والحرام في فتاوى الشيخ والإمام..
سبحت وسط سديم الظلام، وقرأت ما سطره الواقع وما كتبته الأحلام، وما دريت لمن يكون الاحتكام.. فوجدت البلاد تطرد أبناءها، فيطلبون الهجرة وينسون أسماءها، وقد كانوا الأوفياء لها، قانعين بأحوالها، صابرين على أجوائها، عاشقين لأسمارها، حامدين شاكرين على نعمائها..قلت إنها سحابة معتمة وستنقشع، لكنّ ما تراه العين كان أبشع..بينما كانت الآمال أروع..
. فالخيانة أضحت وطنيّة، والعمالة انتقائيّة، لها برامجها ومبرراتها المنهجيّة، والسيادة أمست للمحكمة الجنائيّة، والتدخلات الأجنبيّة، واختلّت الآيات الكونيّة، واستشرى الفساد في كلّ الجهات، فالرشوة صارت تسهيلات، والكذب أضحى من السياسات، والنفاق أجدى من المواجهات، والحكم بالصناديق أو بالانقلابات، وبعض أهل الدين ركّزوا على العبادات وتركوا المعاملات، وحرّموا التسامح والابتسامات، وأباحوا العمالة والعمولات، والفتاوى تفصّل حسب الطلبات،و(سلمها لعالم وارقد سالم) والوساطات والمحسوبيات أضحت هي المؤهلات، لأنها عماد الولاءات، تفسّر بأنها تزكيات وخدمات، فجاءت عن طريقها التعيينات، واعتُمدت عن طريقها الترقيات، والحريّات ضاعت بين القمع والانفلات، والكفر بالجماعات، والسعي لتقديس الفرد والذات، وانهارت الحروف والمفردات، فالنفاق أضحى سياسة، والسياسة رئاسة، والرئاسة كياسة، والاقتصاد الحر تجاوز للبرّ والبحر، فالفضاء مفتوح والاختلاس مسموح، والثراء فنّ طموح، ولا يهمّ إن كان الشعب مكبوحا جماحه، أو الوطن مجروحا أو مهيضا جناحه.. والشعوذات ليست جهالة، والاستقواء بالغير لا يعدّ عمالة، واستدعاؤه لاحتلال الوطن ثورة، والثورة الحقّ عورة، والاحتماء بالدين في السياسة، والخداع باسمه للتمكين في الرئاسة، وحمل السلاح ضد أبناء الوطن نضال، والنضال مآل، لا يعتريه شكّ أو جدال، والانفصال عن الوطن الواحد استقلال، ووجود قوات أجنبيّة في أرض الوطن حماية، بل أضحى غاية، والحريّة إخلال بالنظام العام، أو لابدّ من الانضباط والتمام، والحداثة تدمير للمجتمع، لمن يعي ويسمع، والحفاظ على التقاليد والأعراف البالية أصول ووطنيّة، وتلك غاية وأمنيّة، وقتل المدنيين جهاد، والإعلان عن ذلك على رؤوس الأشهاد، والانتحار فدائية، حين تكون الدوافع دينيّة، والتراث واستنساخ الماضي أصوليّة، وحريّة التعبير انحلال وفوضويّة، والطيبة سذاجة عصريّة، والكرم تبذير وأخوّة شيطانيّة، والصدق قيمة بدائيّة، والشهامة تعدٍّ على القانون بموادّه المحميّة، والشجاعة تهوّر وقضيّة جنائيّة، والجبن سياسة للتأمين، والدبلوماسيّة كذب ومراوغة وتلوين، والديمقراطيّة تمثيل للشعب كما يقولون، وخداع أمين، والمرأة - وما أدراك - أستاذ للشياطين، إلاّ الطيّعة منهنّ إلى حين، والتي لا تستمع للعلمانيّين الملحدين، ولا الوطنيين المجانين، وتلتزم بالدين والمتديّنين، كما تلزم بيتها الأمين، وإن خرجت فالنقاب حافظ لها من الطامعين، ومن مجتمع الذئاب الجائعين، والتعليم تجهيل صريح، والجيل الغائب جريح، وضعف اللغة العربيّة، يحتّم على أهلها اللجوء للغات الأجنبية. أو الإعلاء من شأن اللهجات المحليّة، هذه مجتمعاتنا بلا جدال، على هذا المنوال، والحوار ليس بالمفردة بل بالحرب والقتال، والسؤال متى يستفيق العقّال، لتصحيح هذا الحال، ومتى تعود قيمنا تلك الثوابت والرواسي كالجبال، فالجماهير مستباحة، ولذلك أخلت الساحة، ألم أقل إن هناك خطأ في القاموس العام، وأنه لا يفي بالمرام، فما علينا إلا إعادة كتابة المعاجم، بما ينسجم في مجتمعاتنا بين المحارم والمغانم والمكارم، أو ما يمكن استخراجه من المناجم، وما يتم استحداثه من مصطلحات، من أجل الوعي بالذات، وما تعدّل دلالاتها حسب الانحدارات، وما يستحدثه الفساد من مفردات ...
إقرأ المزيد Entry>>

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

تحيا المقابر

قالت لي الخنساء: ابكِ أباك
قلت : كفى..
بكيت آلاف السنين عليه
ما جدوى البكاء..على المتاحف
والبكاء على المآثر ..
قالت: ألا ترثيه بالكلمات
قلت: كفى ..
عمري مضى وأنا أردّد
-عبر تاريخي – البكائيات
فوق آلاف المنابر..
حتى بكى زمني -الذي أحيا – عليَّ
. ومضى يؤنّبُ فيّ
ألعنه فترتدّ لعناتي إليّ..
قالت: ألا تفخر به؟؟
: أبي يفخر إذا ما عشت عصري
ويسخر من بكاء العجز
يغضب إن رآني أنتحب
أسفاً عليه..
بكيت عليه ما يكفي
فإذا به يبكي على ضعفي
ويسخر حين أُعطى الشمس ظهري
أردّد كلّ تاريخي الذي ولّى على القبر..
تجلّى العجز حتى صار مجتمعي يكابر
وأمسى ليس فيه سوى المظاهر
وأصبح يستعين بكلّ مسحور وساحر
وموتى يأكلون ويشربون..
يتناسلون الموت يمشي في سكون
ويوم الأمس تحرسه العساكر
لكي تبقى أسير الكهف ميْتا أو تهاجر
وإن شئت الحياة الموت فلتهتف:
بلى تحيا المقابر..
.
إقرأ المزيد Entry>>

الخميس، 1 يوليو 2010

كُرْمَى لها ..

ليلة حبلى ولا غيرها
أشهد ألا غيرها
إنّا لها..
حتّام يا وجع السنين
تسلو بها
تلهو بها..وكأنما كلف بها
دَرّها لك أم سرّها
سرّها فيك أم جهرها
وتشقّ نهرا من رماد القهر
يهدر بالأنين، ولا لها في البدء ..
كيف المنتهى؟
حتّام والصبر الجميل توشّح الحزن النبيل
وطال شمس العارفين
إنّا لها ..كرمى لها
. حتّام تكتب في صحائف ناصعات ما يسوّد للجمال
ولا تطال المترفين..
إنّا لها .ولها بها. كرمى لها
هذى الفتاة البكر تشدو لحنها
قد أشبعته من المعاني المترعات الزاكيات
ودثّرته البؤس والفرح الحزين
كرمى لها.. كرمى لها
حتّام يرتحل الشقاق مسافرا فينا
قتيلا أوجريحا أوسجين
إنا لها ..
حتّام فرقتنا مساحات من الأحلام
نرفدها بحبّ النفس في بؤس
ونشفعها بدين
حتّام يجثم بيننا الفعل
مكسوّاَ بماضينا الحنين
ومكسوراً بحرف الجرّ أو نقص هجين
ومعتلاّ يردّد أو يرجّع في الأنين
من غيرها .. إنا لها برّ الأمان
إنّا لها لغة المكان..
كرمى لها..
من فجّر البركان فيها؟
من ألبس الإيمان ثوب شقاقه؟
من قاوم اللحن والإيقاع مجرى النيل
شوق الجيل
والفرح الجنين
حتّام يقهرنا الزمان
نحيا عليه، به، وفيه مغلولي اليدين؟
حتّام ...
قد كنّا جبالا يستجير بنا الجوار
وكنت أمّ المؤمنين
الصابرين بعزّة لا تستكين
الواهبين الكون شمس العالمين
حتّام كيف مآلنا صمت
وكيف نصبح في بلاد الله شعثا لاجئين
حتّام...
قد كنّا نعرّفها البطولة باسمنا
ماذا جرى حتى نولّي هاربين
أونسلّم خائرين
حتى نهاجر عنك..
أو نبقى بأرضك مقعدين
حتّام يأكل بعضنا بعضا
ويقتل بعضنا غدرا
ويخدع بعضنا جهرا
يولّي حبّنا حقدا دفين
وباسم من ؟
سبحان ربّ العالمين
ما هكذا نرد الحياة..
ما هكذا خلفاء فيها..
أو هكذا نرد السنين.
إنا بها..
إنّا لها..
ليلة حبلى ولا غيرها
كرمى لها.. كرمى لها
فالروح سرّ العاشقين
والمجد درب السائرين..
الواثقين بنصرها
والثائرين لأجلها.
إقرأ المزيد Entry>>