الخميس، 30 ديسمبر 2010

هل يحقّ لنا الاحتفاء بالعام الجديد ؟

هل يحقّ لنا الاحتفاء بالعام الجديد ؟

درج العالم بالاحتفاء برأس السنة الميلاديّة الجديدة كلّ عام، والفرح بقدوم عام جديد تفاؤلا بأن القادم أجمل في كلّ مناحي الحياة، وعلى كلّ الصّعُد، الفرديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والعلميّة والمعرفيّة، فالابتكارات والاختراعات والتقدّم العلمي والتكنولوجي والبحث العلمي يقدّم الجديد كلّ يوم، يحارب الأمراض والأوبئة الفتّاكة ويعمل على صحّة الإنسان وإسعاده في كدح لا يتوقّف، وبذل وعطاء شامل بلا حدود، محقّقا خلافته لله على هذه الأرض، ومن ثمّ حُقّ له أن يحتفل وأن يحتفي وأن يفرح في مثل هذا اليوم.
ودرج أن يحتفي العالم وأن يحتفل برأس السنة الميلاديّة الجديدة لأنّهم يتعاملون مع الزمن بدقّة الزمن ومعرفة قيمته بأدقّ وحداته من (الفمتو ثانية) وكسور الثانية وحتى الساعة واليوم والأسبوع والشهر والعام، وهم يعتبرون الزمن ثروة ويعرفون كيف يستثمرون هذه الثروة ولا يسمحون بتبديدها، ودرجوا على الاحتفاء به لأنّ الزمن لديهم هو القيمة الحياتيّة التي يعرفون ويقدّرون قدرها، ومن ثمّ حقّ لهم أن يحتفوا ويحتفلوا بانقضاء عام وميلاد عام جديد..
. أمّا في بلادنا ودول العالم الثالث فإنّ الحسرة تنهش قلوب الناس في مثل هذا اليوم، لأنه من جهة نعتبره خصما من أعمارنا، ومن جهة أخرى فنحن نحتفي بالماضي وأعرافه وتقاليده ومعتقداته ونقدّره أكثر من احتفائنا بالمستقبل، ومن جهة ثالثة فنحن لا نعرف كيف نستثمر حاضرنا فكيف بما هو في رحم الغيب لم يولد بعد، ومن جهة رابعة فإنّ ثقافتنا هي ثقافة الموت الحق وثقافة الدنيا الفانية، ومن جهة خامسة فنحن ليس لدينا سوى البكاء دائما على المجد التليد الذي كنّا عليه وأضعناه، والبكائيّات على الماضي سمة من سماتنا منذ عصر ما قبل الإسلام من بكائيات على الأطلال، وبكائيّات على فراق الأهل والأحبّة، وانتهاء بما نحن فيه، مرورا ببكائيات الأندلس وفلسطين والعراق والسودان وما ينتظره،والبقيّة تأتي ومازالت لدينا بقيّة من دموع. والنظرة الماضويّة المسيطرة علينا ما هي إلاّ نتاج الخواء الفكري والروحي الذي تعيش مجتمعاتنا فيه، فالتراجع والاحتماء بالجدار الأخير هو سمة الانهزامية والخواء الفكري هو سمة التخلّف الحضاري. ومن ثمّ تأبيد الماضي والعمل على استنساخه بل وتقديس شرع الأسلاف. ليصبح الصراع على السلطة والاقتتال لعدم وجود مشروع لعدالة اجتماعيّة ولا لأمن اجتماعي. هذا ما تعجّ به ساحاتنا السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة.من صراع (سلطة سياسية وسلطة ثقافيّة وسلطة دينيّة وسلطة قبليّة وسلطة حزبيّة وسلطة جهويّة وسلطة أبويّة) صراعات لا تنتهي ولا يلوح في الأفق أنها ستنتهي.. ولعدم وعينا بالحاضر على أنه أساس المستقبل ، وعدم اهتمامنا بالعلم والمعرفة وتطوير القدرات وتحقيق التقدّم والرفاهيّة لشعوبنا فذاك ما يجعل القصور ماثلا أمامنا والأعين مثبتة خلف رؤوسنا نتوق للماضي وما كانت عليه الأوائل.. فلماذا نفرح ونبتهج بالعام الجديد ما دام سيبعدنا عنهم ويقصّر في أعمارنا؟؟ ولماذا نفرح ونبتهج بالعام الجديد وهو لا يحمل لنا جديدا ولا نسعى نحن لخلق الجديد فيه؟ حتّى أعيادنا نسائلها دائماً بأيّة حال عدت يا عيد؟
حُقّ للغرب والعالم أن يحتفل ويحتفي برأس السنة الجيدة لأنّها ستقرّبهم من تحقيق أحلامهم ومخطّطاتهم واستراتيجيّاتهم المستقبليّة، أمّا نحن فكلّ عام تقهرون وترذلون، وكلّ عام يقضم من تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ومثلنا شيئا، نسعى لأن لا يحدث فجوة في حياتنا المستنسخة، فنحن (في شرنقة الماضي) مجتمعات نخاف ونخشى الماضي ونهرب بأحلامنا إليه ونتوجّس من كلّ جديد، سل أيّ فرد يحكي لك عن جمال ماضيه، حتّى على صعيده الشخصي، سل أيّ مجموعة في مجتمع سيقولون لك: ماضينا كان أجمل و(يا حليل أيّام زمان) افتح أيّ قناة فضائيّة من دولنا تجدها إمّا أخبار الصراعات أو تستضيف من يحكي عن(صفحات من الماضي) (صفحات من تاريخنا) (أسماء في حياتنا) (من تراثنا) (من الأرشيف) (أيّام زمان) (مسلسلات تاريخيّة) (قصص من الماضي) فالحاضر المعاش لا يسرّ مطلقا بل يشكّل هزيمة حضاريّة بالغة السوء بل وكارثيّة، حيث عجزنا عن اللحاق بركب التقدّم، وعجزنا عن صنع الحياة وعن الاكتفاء بما ننتج، نستدين ونتسوّل فنقع تحت رحمة البنك الدولي والمصرف الدولي والدول المانحة، فما من دولة إلا وغارقة في الديون- إلا من رحم ربّي فمنحه النفط _ لعدم قدرتها على الإنتاج وحكّامها يريدون أن يحافظوا على أنظمتهم والفساد يضرب أطنابه في كلّ مجتمعاتهم لا يهم وبمساعدة من ذات ألأنظمة، والحوار لانتزاع الحقوق ليس بالكلمة بل بالسلاح الذي يجبرنا على الحوار، والمستقبل بيد الغيب لا يد لنا في صنعه، اللهمّ إلاّ الاحتفاء بالإنجاب والإكثار منه فهذا عزاؤنا (التعداد السكّاني)، فأبناؤنا يكبرون دون رعاية لهم، ودون أن نخطّط لأمنهم وحمايتهم وتعليمهم ومستقبلهم، ما يهمّنا أن نستنسخ أنفسنا فيهم ونغرس بداخلهم خيباتنا، وماضينا، وهزائمنا وبكائياتنا وعجزنا عن أن نعي الحياة أو أن نفكّر و(مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها) إنه قدرُنا، و(قدّر الله وما شاء فعل) نأكل ونشرب ونتناسل وهذا كفى..وكلّ عام ودعواتنا أن يكون الجميع بخير،.
.
إقرأ المزيد Entry>>

السبت، 18 ديسمبر 2010

إنّا لها

إنّا لها

انتشت روحي حدّ ما زلزال وجدي هزّها
من اسمها؟ من كأسها ؟ من روحها ؟
من تربها ؟ من حسنها وجمالها ؟؟
لا أدري..
ولكنّي انتشيت بحبّها للمنتهى
حتى الملائكة انتشوا..
لمّا رأوا وهجا إلهياً تجلّى
بالمحبّة والنُّهى..
حتى الأبالسة انتهوا ممّا بهم
وأحبّ كلّ بلسَهُ وبهِ التَهى
. والإنسُ أزهر في المدائن والقرى
سكر الجميع بخمرة الوطن المعتــّق
منذ أن وطئ الثرى
طفل المحبّة بالبراءة هاله ما قد جرى
هي جنّة لولا تجاهلنا المحبّة من سنين
هي روضة لولا ارتحال الراحلين
هي غضبة من أجل أن نحيا عليها أجمعين
بما بها وبما لها
وبما يفسّر سرّها الماضي الدفين
هذا الحنين
وطن الجدود الصالحين.إنّا لها .. إنّا لها
.
إقرأ المزيد Entry>>

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

همهمات للوطن

همهمات للوطن

يا سارية الحبّ
أنَّى وُجِدْتِ .. الوطن
أنَّى تَجَلّيْتِ
توهَّجِي بسماء روحي وتراب الوطن
إنِّي سكنتُ الفضاءَ الرّحيبَ .. ويسكنُ فيَّ الوطن
تجاوزي مفردات الشجن واحتمي بالوطن
هذا كتابي صفحة بيضاء،
فاكتبي فيها حروف الوطن
هاهم صحابي في الروابي
يستشرفون شموخ الوطن
هذا حضوري غيابي غارق في الوطن
هذي حروف التهجّي أسقطُّهَا من حسابي
وأبقيت منها حروف الوطن
. صفاء النفوس لعشق الوطن
جمال التلاقي جمال الوطن
ودفء اشتياقي لروح الوطن
ونبض القلوب ينادي الوطن
وسرّ التفاني لأجل الوطن
وفيض الأماني لعرس الوطن
عيون الحسان عيون الوطن
ولحن الأغاني نبض الوطن
وعمق المعاني معاني الوطن
وعشق التفاني لأجل الوطن
ودفء الشموس كدفء الوطن
عجبت لأمري، المحبّة ديني
وهذا الرقيب يباعد عنّي الوطن
يا سارية الحبّ تجلّي في ربوع الوطن
وأضيئي سماء روحي وتراب الوطن.
.
إقرأ المزيد Entry>>