الخميس، 26 نوفمبر 2009


على ذات القصيدة


في آخر النفق الملبّد بالسواد
رأيت نورا لم يكن أقصى بسرعة ضوئه نحوى،
أكثر من خطو عدوي،
لكنّني أوقفت راحلتي،
وعدت بعد الموت كي أنهي القصيدة..


لقد كتب الملائكة اتهامهم إليّ
بأنّني خالفت أمر الله،
سبحان الإله أعادني للآخرين،
ومزّق في وجوههم العريضة
باتهام ليس فيه من الحقيقة غير أنّي،
لا زلت أحمل للدواة أخطّ أسطر في الورق
. أمدّ يداي أنتشل الحروف من الغرق،
لأبثها بعض الرؤى،
وأعود ثمّ لأتقيه وألتقيه مباشرا مستبشرا،
فيلفني هذا الضياء من العقيدة..

لم ألق بالا للنزيف من الدماء،
فما أخطّ لأجل من أهوى من الإنسان ،
وهو يطلّ يحتضن الحقيقة..
لست متّشحا بغير هواي
والحرف الذي أهوى براءته، وضحكته ،
وطعم قراءة الفردوس من شفة تنغّم ما كتبت ،
وتسبح في محيطات الدلالات البعيدة..

يا أيّها الإنسان إنّك كادح،
فاكدح بحبّ النهر وهو يعرّي الأمواج
من صبح إلى صبح..
ومن شمس إلى شمس جديدة..

وحين يحطّ عصفور على كتفي سأطعمه،
بكفّي اليسرى
وأفلى شعره بأنامل اليمنى،
فمخالب البشر التي بدواخلى هربت
إلى ماض تلاشى،
خجلى بما كسبت وما اكتسبت ،
وعادت تحتمي بدواة محبرتي
لتخطّ أحرفها الجديدة..

من رحم هذا العشق للإنسان تنبعث القصيدة..
لم أسلم لها صفحة الخدّ المسالم
حين تهبّ ريح تنحني كلّ الرؤوس لها،
ولا حرفي الذي أسلمته نغمي
أكرّر فيه مفردتي لمفردتي العنيدة..

سأكتب في صحاريّ القريبة والبعيدة..
أخطّ على مسارات عديدة،
سطور مفردتي الجديدة..
فلا كنز حلمت به ،
ولا لغة رشيدة..
فقط حين ألقاها وتعبث بي
سأخرج للضياء لكي أعيده.
وأكتبها على ذات القصيدة..

.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق