الخميس، 5 يونيو 2014

دعوة

دعوة.....
 مرحبا بكم جميعا أصدقاء مدونتي .. ويسعدني كذلك زيارة صفحتي على الفيس بوك لمتابعة يوميات : عبدالرؤوف بابكر السيد على الرابط التالي : www.facebook.com/raoof44 وسنتواصل عبر الصفحة وعبر هذه المدونة . لكم تحياتي مع باقة من الود والمحبة..
إقرأ المزيد Entry>>

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

هواجس الهمس..

هواجس الهمس..

                
    

                                    عبدالرؤوف بابكر السيد..

عارٍ من كلّ ما يدثّر مفرداتي من الرمز، لكنها تشرف من علٍ على امتدادات الأفق.. يعانق بعضها بعضا إلى حيث الوله والعشق الهجائي الذي يذوب في دلالاتها المتناسلة مع خيوط الفجر الأولى.. الأشعّة تنسج في دواخلي الفرح الذي كان يغطّ في نوم عميق تاركا الساحة لعربدات الحزن الصامت ، والشجن الذي خاصمته الدموع في كبرياء.. هذا أنا، حرف داخل حروف اللغة الثمانية والعشرين، وحرف خارج هذه الأشكال التي ترسم بها الكلمات.. الجميع لا يعرف سوى الموروث من الأبجدية، وما تضمّ رفاته المعاجم، وما يتناسل من الاجتماعيات التي يجيد الجميع قراءتها إلاّي.. . حاولت جاهدا ما وسعني أن أحلّ الكلمات المتقاطعة، فاستعصت عليّ ولم أفقه معانيها الجديدة..لا الحب ولا العشق، ولا الوطن ولا الصدق ولا الأمانة ولا القومية ولا القيم ولا المعتقد ولا الوفاء ولا الإيثار، ولا الود ولا التراحم حتى في صلة الرحم.. المفردات جميلة ولكنها ترتدي من الأزياء، وتضع من المساحيق ما يخفى رونقها وبهاءها، بعضها تراثي تجاوزه الزمن ، وبعضها تساقط على أرصفة الموانئ من بواخر عابرة.. المفردات رائعة حدّ الاقتناع بها، وبعيدة ضبابية لا تحكم سلوكنا ولا تستضيفها الممارسة الحياتية.. الحكم والمقولات التي تتزيّن بثوب الجمال، نشهق فيها " يا اللــه " ما أروعها.. ولكنها لا تجد مساحة في دواخلنا، ولا زاوية يمكن لها أن تستقر بها.. ألسنة تنطق ولا تفقه ما تقول.. ولأنّ العقول استقرّت على ثوابت هي من نافلة القول، فلا مجال لحركتها وتفاعلها مع تجدّد الحياة واستقبالها لأشعة جديدة ليست تلك التي تبدّدت بالأمس.. أيها الوطن الجريح.. العقوق وصل بأبنائك أن هجروك وهم على ترابك.. لا يشعرون بالغربة التي يعيشونها فيك.. ولا هم يسائلونك عن هذا النزيف الذي لا يتوقّف.. لك الله يا وطني.. ولي الله وهو حسبي.. ولكل من يعمر وجدانه بالله سلوكا وممارسة .. لا مفردات من القول لا تتجاوز طرف اللسان.. ولا تعليق... على واقع أعمى.. زادته العتمة انفصاما، وظلما ، وظلاما.. وليس أمامي سوى الهمس وأنا أنوي الجهر.. .
إقرأ المزيد Entry>>

الاثنين، 18 فبراير 2013

                                                   الحب .. أبعاد المفردة ودلالاتها
   

                                                           عبدالرؤوف بابكر السيّد
 
امرأة متزوجة تعيش في وئام مع أسرتها الصغيرة – زوجها وطفلها – خفق قلبها دون إرادتها لرؤية شاب في الحي الذي تقطنه – والقصة واقعيّة روتها لي صديقتها – ولأنها لاتريد هدم أسرتها، وفي ذات الوقت لا تريد أن تصارح زوجها حتى لا تجرح كرامته فهو (رجل شرقي) طلبت منه أن يبيع البيت لينتقلا من هذا الحي الذي أضحى غير مريح بالنسبة لها، ولم تستطع أن تبني علاقات طيبة مع الجيران، إلا أنّ الزوج رفض وبشدّة الامتثال لإرادتها فهو مرتاح في هذا الحي القريب من مكان عمله.. وإيمانا منها بسعة أفق زوجها الذي تعلّم في الدول الغربية ويحمل أفكارا تحرريّة غير متزمّتة، وبأنه يمكن أن يستوعب الأمر إذا صارحته به، لأنّ الحبّ لا يطرق الباب ولا يستأذن أحدا، ويقتحمك فجأة ويحتل مساحة كبيرة من قلبك..صارحت الزوجة زوجها بأنها تعتز به ولا تريد أن ترى شابا في الحي خفق له قلبها، وهي تريد أن تحافظ على أسرتها التي شكلت لها حياتها ومستقبلها.. كانت تعتقد أن الزوج سيكبر فيها ذلك، بل ويستوعب ذلك ويمتثل إلى تغيير المنزل إلى حيّ آخر حتى يغلق الباب كما أرادت على هذا الضيف غير المرغوب فيه، إلا أنها فوجئت بشتمها وتحقيرها بل وضربها من قبل زوجها الذي حرّم عليها الخروج من البيت، حيث أصبح يغلق باب بيته ويحمل المفتاح معه حتى يعود، فأضحت سجينة بيتها، وتحوّلت حياتها إلى جحيم دون إرادتها فالحب لم يستأذن والزوج لم يستوعب.. . فما هي أبعاد كلمة الحب وما دلالاتها؟ الحبّ كلمة كانت إلى وقت قريب محرّمة في مجتمعاتنا العربية، ومنذ القدم عند العرب كان الشاعر الذي يقول شعرا في فتاة يحبها تحرّم اجتماعيا من أن يتزوج بها، وعندنا في السودان كانت الكلمة البديلة لها هي " الريدة " أي المحبّة تحاشيا لإطلاق الكلمة صراحة، بل وحياء من التلفظ بها، إلى أن أحدثت قصائد الشاعر نزار قباني بمثابة ثورة اجتماعية انتصافا للحب كقيمة سامية، وحوصرت الكلمة لتقتصر دلالتها على شخصين يحبان بعضهما على أن تقود هذه العاطفة بينهما أو توجّه نحو الارتباط (الزواج لتكوين أسرة) فيما عدا ذلك فالحبّ محرّم اجتماعيّا.. وهو فهم – حسب رأيي المتواضع – مغلوط أملته البنية المغلقة لمجتمعاتنا، إذ أنه ليس إراديّا، فهو عاطفة تغزو القلوب ولكنه يكبت بحكم البنية الاجتماعية أو الفهم الديني القاصر لدى البعض.. وحتى الاحتفاء به في الرابع عشر من فبراير من كل عام يرى الكثيرون أن فيه تشبه بالنصارى، وهو أمر يحتاج إلى وقفة حواريّة ليس هذا مقامها.. فالحب في مدلوله الإنساني والذي دعمته الديانات السماويّة هو تلك العاطفة السامية التي تربط الفرد بمحيطه عدا نفسه – فحب النفس هو الأثرة الضيّقة ، بل المرض النفسي غير المحبّب في العرف أو الدين..أمّا حبه لمن ولما يحيط به فهو عاطفة إنسانيّة سامية بعيدة عن البشريّة القاصرة على الحب الغريزي الذي يستوى فيه مع كل الكائنات البشريّة، ولا شيء يثري هذه الحياة سوى المحبّة التي تمنحك راحة نفسية وجمالا روحيّا وخصوبة وجدان يجعل المحال ممكنا.. فأن تحبّ الحياة أو أن تحبّ الآخر ليس حبّ امتلاك بل تتمنى له الخير ، أو أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، أو أن تحبّ عملك فتبدع فيه ، أو وطنك ومجتمعك فتضحّي من أجله، أو أن تحبّ فعل الخير من أجل هو خير أو تحب القراءة والتحصيل المعرفي، أو أن تحبّ العطاء بلا حدود، أو أن تحبّ رسولك الكريم وتتأسى مكارم الأخلاق الذي بعث ليتمّمها، أو أن تحب الذات الإلهيّة لكثير نعمها عليك.. تلك كلها دلالات لا ترتبط بمفهوم الحب الذي يتم الاحتفاء به كل عام فهذا له قصّة ارتبطت بحبّ الغريزي بين الجنسين، وهو كما ذكرنا إن لم يقد إلى الارتباط بالزواج فهو محرّم ومنبوذ في مجتمعاتنا.. إلا أنّ الحب السّامي الذي يبنى ويثري الحياة سواء للوطن أو للعمل أو للآخر أيّا كان فنحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا فذلك لا يرتقي إلى الاحتفاء به رغم أنّ أدبيّات بنية الوعي المفتوح قد أشارت إليه، ففي الأمثال الشعبية (الجنّة بلا ناس ما تنداس) وفي الشعر كما يقول المعرّي: ولو أنّي حبيت الخلد فردا لما أحببت بالخلد انفرادا فلا هطلت عليّ ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا وفي حب الوطن : بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام وعن العمل يحثنا رسولنا الكريم " إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ". وعن حبّ الآخر " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبّ لنفسه ". هذه المعاني السامية والتي تنطلق من أبعاد كلمة الحب تمّ اختزالها إلى الحب الغريزي القاصر الذي يتأسس على حب التملّك للآخر، أو إذا لم يتم ذلك انقلب إلى كراهية وحقد بل وانتفام، فالحب الغريزي مفطورة عليه كل الكائنات البشرية بما في ذلك حب الأم لأطفالها أو الوالدين لأبنائهم ، أو الأبناء لآبائهم.. من هنا نرى ضرورة التفريق بين هذا الحب القاصر المحتفى به، وذلك الحب السامي الذي يربط الفرد بمن حوله وما حوله في نشاطه الحياتي العام، حتى نحدّد موقفنا من دلالات وأبعاد المفردة، فالإنسان يشكّل الحب جوهره الداخلي ومرتكز قيمه المثلى ... .
إقرأ المزيد Entry>>

الخميس، 27 ديسمبر 2012

صدور كتاب جديد



صدور كتاب


مع تباشير إطلالة العام 2013م وصلني من مدير الدار العربية للنشر والتوزيع الأخ الدكتور محمد دربالة نسخة من كتاب – فاعلية شعر الرفض والتمرّد .. أمل دنقل .. عبد الرؤوف بابكر السيد .. دراسة نقدية موازنة في ضوء منهج التحليل الفاعلي – وقد وصلني الكتاب عن طريق الأخ الدكتور صلاح فرّاج مشكورا . لقد جاء الكتاب في طبعة أنيقة فاخرة ، وزيّنت صفحة الغلاف بصورة الكاتبة أ.د.هدى رجب العبيدي ، حيث اشتمل على 487 صفحة مقاس 17 × 23.5سم، وهو عبارة عن أطروحة دكتوراه محكمة قدمتها الباحثة بجامعة الفاتح بطرابلس – ليبيا ، مع مقدمة لمدير الدار العربية د. محمد أحمد دربالة، وبعد إهدائين اشتمل الكتاب على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول تناول الأول منها أدبيات بنى الوعي ثم نمو الفاعلية عند كلا الشاعرين في الفصل الثاني، كما تناول الفصل الثالث الأنماط التعبيرية والرابع الأنماط الفنية ، ثم الخاتمة مع مقابلة شخصية مع الشاعر عبدالرؤوف بابكر السيد، بالإضافة إلى قراءة للأستاذ عمر رمضان " بين يدي الشعر" ثم قائمة المصادر والمراجع. . وأنا إذ أشكر الكاتبة لتناولها شعري وشعر أمل في أطروحتها، مع تهنئة بصدور كتابها الثاني، أشكر د. محمد دربالة الذي بعث لي بالنسخة الأولى من الكتاب، كما أشكر الصديق العزيز د. صلاح فرّاج الذي تصادف وجوده بالقاهرة في الأسابيع القليلة الماضية ، متمنيا أن يجد الكتاب من قراءات المهتمين بشؤون الأدب في الوطن العربي وخارجه ما يدعمون به البحث العلمي والأدب المعاصر..
إقرأ المزيد Entry>>

الأحد، 12 أغسطس 2012

حوار مع صحيفة آخر لحظة السودانيّة اليوميّة

صحيفة آخر لحظة السودانيّة اليوميّة
 حوار عيسى جديد.. تصوير سفيان البشرى 
الثلاثاء 10 – 7 – 2012م 
حوار مع الشاعر عبد الرؤوف بابكر السيّد... شاعر الهاجس والحرف 
حملت وطني داخلي في الغربة.. والآن غريب في وطني 
سلطة الله على المثقّفين أن يوضّحوا آراءهم للسلطة 

الحرف حين يفرّ من وكر الكذب يبقى طريدا .. ما بين حبر منسكب.. أو عبر فعل مضطرب.. قابعا ومكبّلا بعيون أمن ترتقب.. هكذا يعرّف نفسه في مشهد شعري ثائر باحثا عن مرافئ آمنة للنفس.. ارتحل طويلا في الغربة حتّى أرّقته فكان هاجسه وسؤاله القلق.. . الشاعر عبد الرؤوف بابكر السيّد، جلست معه آخر لحظة في قراءة لهذا الهاجس والحرف، فتحدّث بجرأة عن كلّ الأشياء التي تقلقه، وعن حلمه بوطن متماسك وفضاءات أرحب. إلى محطّات الحوار: . مدخل أوّل.. إضاءة عن النشأة والتكوين في سطور .. 
أنا عبد الرؤوف بابكر السيّد .. أستاذ جامعي مشارك.. ولدت بقرية المتمّة، ونشأت في أم درمان، وأكملت تعليمي الابتدائي والثانوي بها.. أما الجامعي فدرست بجامعة القاهرة فرع الخرطوم سابقا.. كلية الآداب.. وقمت بتحضير رسالة الماجستير تحت عنوان " المدارس العروضيّة في الشعر العربي" التي نوقشت في مطلع العام 1972م.. عملت بوزارة التربية والتعليم، وفي إدارة المناشط التربويّة.. وفي الإعلام كنت أقدّم برنامج مع الطلاب لمدة عامين متتاليين بتلفزيون جمهورية السودان.. وفي العام 1975 انتقلت إلى ليبيا وبقيت بها حتى 1986م، عدت بعدها وأسّست مجلّة العقل الجماعي 87- 1989م، بعدها عدت إلى ليبيا 1991م وعملت بجامعة سرت، إلى أن وصلت لمرحلة التقاعد وفي 2010م كانت عودتي من الغربة إلى السودان. 

ملكة الشعر عندك قويّة كيف اكتشفتها؟ واحتفيت بها.. وعلى ماذا اتّكأت لتنهض بها؟؟ هذه مسألة قديمة.. فأنا كتبت الشعر منذ أن كنت طالبا في المرحلة الثانويّة، وصقلته في الجامعة، وكلما ازدادت المعرفة لدي وأنا أبحث تكثّفت اللغة عندي حول قضايا كثيرة.. حول الوطن.. حول الأمّة العربيّة، فكتبت الشعر وفق المخزون ووفق رؤيتي..الشعر بالنسبة لي قضيّة تحمل مضمونا وهدفا إضافة إلى المشاعر..لقد اتكأت على كلّ ما كتب في الشعر، ونهلت منه، وتشرّبت به، واشتهرت بكتابة المطوّلات.. لديّ مجموعة من الدواوين يضمّها ديوان الحروف، ثمّ مجموعة المفردات ، ومجموعة أخرى هي السياق.. فهي مجموعات تضمّ دواوين شعري.. والشعراء هم أهلي وأسرتي وقبيلتي، منذ مرحلة الثانوية وحتى الآن، بدءا في الحديث من شوقي وحافظ والبارودي والرصافي والجواهري وحتى درويش وسميح القاسم وأدونيس والفيتوري وعبدالصبور والبياتي ونزار- قائد الثورة الاجتماعيّة قبل 67 والسياسيّة بعدها –ومظفّر النواب وأمل وغيرهم.. كلّ حديقة الشعر كنت أتجوّل بها على الدوام، وأختار كلّ يوم ركنا قصيّا فيها مع أحدهم.. ومازلت أقرأ كلّ جديد في الشعر.... 

الشاعر .. هل هو بالضرورة معنيّ بحلحلة القضايا.. أم بطرح الأسئلة القلقة الباحثة عن إجابات والمضيئة للعتمة؟ 
 الشاعر منذ القدم هو إعلاميّ صاحب رسالة.. وعند القبيلة كان هو صوتها ولسان حالها المدافع عنهابالحرف والكلمة، لذلك هو معنيّ بطرح الأسئلة القلقة الباحثة عن الحقيقة، والإجابات التي تهدف لحلّ قضايا.. وهنا الشاعر يحتاج إلى الصدق والثبات على المبدأ وسط تعقيدات الحياة المتشابكة، وحتى يبعث برسائله إلى القارئ.. أنا ضمّنت كل هذه القضايا ورؤيتي في الحياة وفي السودان والوطن العربي في مجموعات كبيرة من القصائد، حتّى قضيتنا مع التراث ضمّنتها متوني الشعريّة.. لا أفرضها على أحد، ولكنها رؤيتي الخاصّة..

الشعر عندك مبنيّ على التفعيلة، وكذلك الشعر الحر..هل أنت من روّاد هذه المدرسة، وهل من السهل إيصال نصّك إلى القارئ؟؟ 
 أنا في البدء مختصّ بعلم العروض، ورسالتي في الماجستير كانت عن المدارس العروضيّة في الشعر العربي.. والمدارس تعني المدرسة القديمة ومدرسة التفعيلة ومدرسة الموشّحات ومدرسة الشعر الحر.. وكل هذه المدارس قمت بدراستها في رسالتي الأكاديميّة.. لكن بالنسبة لي وجدت أنّ شعر التفعيلة يعطيك مساحة من النّفَسِ تكون صادقا فيها مع نفسك وتسترسل مع مخيّلتك كما تشاء.. لا أن تتقيّد وتصنع.. إيقاع العصر في الجاهليّة كان رتيبا، والبحور هي وليدة إيقاعات تلك المرحلة.. الآن هناك اختلاف، وصعب علينا أن نكتب بإيقاع رتيب، بينما الأحداث تأخذنا خطفا، فإذا تماشيا مع روح المعاصرة يجيء الشعر، ومن السّهل وصوله للقارئ وفقا لأدواته المعاصرة.. وأوّل تمرّد لي على شعر التفعيلة كتبت: 
 تعب مرهق 
 المفصل منّي يتوجّع 
والرأس تهشّم وتصدّع 
والقلب ينادي الصدر يضيق 
وبذهني أغفو وأفيق 
والعرق مع الآخر ينبض يتقطّع 

 مقاطعا.. لكن ألا تعتقد أنّ استخدام الرمزيّة المختزلة في اللغة الشعريّة يضيّق مساحة القراءة وتصبح النصوص هنا للصفوة والنّخب الثقافيّة؟ 
 الرمزيّة تفرض نفسها، فعندما يكون هناك تضييق على المفردة والكلمة من قبل أيّ نظام يلجأ الناس للرمزيّة ، وعندما تكون القضيّة قضيّة حياة يستطيع الإنسان أن يكتب بدون رمز، لأنّ الأمور لا تحتاج بعد ذلك إلى ترميز.. الترميز حين يكون هناك رقيب خارجي فتضطر إلى استخدام الرمز.. وأنا مع الرمز المفتوح والذي به إضاءات وإشارات وليس مع الإيغال في عتمة الرمز ليصبح مبهما ويمكن تأويله وتحريفه.

تحدثت عن الحرف التائه.. والمشتعل دخانا.. والمرتسم جدارا.. والمنطلق رصاصا.. يتمزّق..ماذا يعني لك الحرف؟ وكيف تطوّعه ليكون المعنى والفكرة والهدف؟؟ 
 في الأصل هنالك للحرف سلطة وللكلمة سطوة وما بين السلطة والسطوة تكون الكلمة.. كما أن هناك صراع قديم ما بين كلمة السلطة وسلطة الكلمة.. ونلاحظ أنّ أيّ انقلاب عسكري يحدث يضع أوّل ما يضع يده عليها هي منابر الكلمة من إذاعة وصحف وتلفزة، حتّى تصبح كلمته هي التي تسمع.. ولذلك فالحرف بما له من سلطة لا يستطيع أيّ نظام أن يقمعه، فهو يأخذ بالرمزية ويأخذ بالمباشر وينطلق كالرّصاص ويشتعل كما الدّخان، وقد يتوه ولكنه يجد درب الخلاص، والحرف منطوقا أو فاعلا هو الأبقى لأنه خالد، ولهذا فالصراع بين سلطة الكلمة وكلمة السلطة .. من الصعب أن تؤاخي بينهم، إلا إذا كان هناك تلاقح مابين المثقفين والسلطة ، لا أن يبرّر كلمة السلطة .. لا .. لكن أن تأخذ السلطة ما تقوله الكلمة.

مقاطعا.. على ذكر علاقة السلطة بالمثقّف.. يقولون إنّ السلطة تسعى دائما لاحتواء المثقف، كيف ترى هذه العلاقة الجدليّة؟؟ 
 مثل ما قلت لك.. إنّ السلطة تعتبر أنّ لها كلمة تعبّر عن أيديولوجيتها التي ترى ضرورة نفاذها عبر المجتمع، ومن ثمّ تبحث عن المثقفين الذين يبرّرون لها ما تفعل.. وأنا أرى أنّ سلطة الكلمة على المثقفين هو أن يوضّحوا آراءهم وعلى السلطة أن تستنير بما يكتب لا أن تحتوي المثقفين وتدجّنهم، ولا أن تقمع ما يكتب لإسكات صوتهم. 

 هذا يحيلنا إلى الكلمة في كتاباتك ونصوصك.. عن الهاجس والحرف يتربّص بك وتتربّص به شعرا، افصح لنا عن ذلك.... 
 وتريّة الهاجس والحرفمحاولة شعريلمعالجة قضايا إنسانية وطني وعربية قوميّة، وه الهاجس متربّص بي لأنني متهجس به، ووتريّة الهاجسوالحرف فيها الجانب التكثيفي للمعنى وبها اختزالواختصار ولمحات، ثمّ تداعيات اللف مع تداعيات انتقالات المعنى.. ذا و اسلوب الذي اتبعته، إضاف إلى ّالقضايا المعاشة الآن تؤرّق كلّ الشباب العربي وكل المواطنين العرب هي ذات القضايا.. وهذا ما يوضّح اهتمام المثقفين بهذه الوتريّة – حسب ما أزعم – أي أنه جملة قضايا يعيشها المواطن العربي منذ فترة طويلة وحتى الآن لم يجد لها حلاّ..

وتريّة الهاجس والحرف تقودنا إلى الغربة والحنين إلى الوطن.. وعن الغربة كتبت " عالقة تملأ فينا العمق.. البعد.. النفس.. اليوم.. الأمس.. فكيف كون .." فكيف كنت أنت في الغربة؟؟ 
كنت حاملا وطني في داخلي حقيقة .. وأحسستُ بالغربة بعيدا عن الوطن كما أحسست بها أيضا وأنا الآن داخل الوطن .. وفي وتريّة الهاجس والحرف أقول:
 ما بال الهاجس يوغل بين مسامّ التربة 
 يكتب فينا كيف نكون؟ 
نتعلّم كيف؟ .. وفيمَ؟؟ .. علامَ ؟؟؟ وأين نكون 
من كنت تكون.. من كان يكون.. 
فالغربة عالقة 
تملأ فينا .. العمق البعد.. النفس .. اليوم.. الأمس
 فكيف نكون؟؟ الغربة عالقة يا هاجس منذ امتدّ البصر وعانق أرصفة الميناء عانق ألوان الأزياء مذ زاغ البصر.. وضلّ الأثر.. وشحّ المطر.. بلا مبتدأ بقي الخبر بدون حياء... إذن نحن عالقون في الغربة بحسب ظروفنا.. وعانقنا أرصفتها طويلا..لأننا مستهلكون نحتاج إلى كلّ شيء من الخارج.. فالغربة ظلّنا إلى أن ننتج ونستكين في أوطاننا..وأن نزرع ونصنع حتى لا نكون رهائن لدى الغير..لذلك أجبرنا على الغربة..

 الوطن مفردة لديها مساحة خاصّة في نصوصك الشعريّة خاصّة وأنت في الغربة، وهنالك حنين وشوق في المطوّلة الأخيرة التي كتبتها "أشجان التحيّة والسّلام" 
 أكيد الوطن حاضر دوما عندي.. كتبت قصائد كثيرة والمطوّلة التي كتبتها بعد عودتي إلى أرض الوطن بعنوان " أشجان التحيّة والسلام" أقول فيها: 
 أغنّي لكم أم أمنّي الوطن.. 
أثير الشجون... أم أعرّي المحن 
وما بالكوامن أصل الغياب وسرّ الإياب 
فأمّ المعاول تهدم فييّ المعاني العذاب 
نفضت غبار السّنين بليل تمطّى طويلا ولم يرتحل 
أنقّب عن بعض نبت نشأت عليه وبعض حروف لا تستكين 
وبعض حروف ليس بها حرف لين 
لكي أستبين الملامح عيني تصافح نبض الخطاب 
مسكون أنا بحبّ الوطن، السودان أو الوطن الكبير.. الوطن العربي.. كتاباتي كلها حول قضايا الوطن والمواطن.. ونحن نحتاج إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن نحبّ الوطن..حتّى الآن ثقافة العمل الطوعي غير متجذّرة ، الكل يريد مقابلا.. أين التربية الوطنيّة، لماذا لا يتم استغلال هذا الكم الهائل من البشر في إنماء المجتمع.. لماذا نحن قاصرين على مجموعة معيّنة هي التي تسيّر هذا الوطن وتتحكّم فيه؟؟ .. هنك كفاءات كثيرة وهناك عقول ومفكرون ، لماذا نختزلهم في مجموعة هي التي تحكم فقط؟ ولماذا صوتي أكتمه عبر بطاقة انتخاب ولا أتحدّث عبر صوتي؟؟

 ليبيا شكّلت في دواخلك الكثير.. ولك علاقات مع أدبائها، ونلت العديد من الجوائز الأدبية ، وكان حضورك فيها واضحا... تحدّث لنا عن تجربتك هناك..... قضيت في ليبيا فترة طويلة، حيث الجامعة والتدريس والعلم، وشاركت في كثير من المسابقات الأدبيّة ، وكنت عضو لجان التحكيم في المسابقات العلميّة بالجامعة والجامعات الأخرى، وبطبيعة الحال لديّ علاقات وتواصل مع الأدباء في ليبيا، وأذكر منهم الروائي الكبير إبراهيم الكوني، والذي تميّز بأدب الصحراء، وكتابته عن أساطير أهلها وعوالمهم المدهشة ، ويذكرني بجماعة الغابة والصحراء..لأن كتاباته تعمّقت في الأدب الأفريقي، أو ما يعرف بأدب جنوب الصحراء والأفريقيّات..وهنا لا أنسى الرمز والقامة الشعريّة محمد مفتاح الفيتوري.. الصحراء هي حلقة الوصل ما بين الشمال والجنوب، وليبيا شكّلت بإدبائها رابطا مهمّا.. كذلك نحن في السودان.. وأنا كتبت في هذا الفضاء الأفريقي.. وهنا جدير أن أذكر أن قصيدة الهاجس والحرف التي نسبت للشاعر الفيتوري كان صديقي البراق النذير الوراق قد أعادها إليّ وهو الذي سمعها حين ألقيتها مرّة في احتفاليّة بقاعة الصداقة بالخرطوم.. هذه الحادثة أشعرتني ببعدي عن السودان وتواصلي الإعلامي والثقافي.. ولكني مازلت أحتفظ بعلاقاتي معهم.. 

 لديك مرثيّة كتبتها عن القذافي، بعكس الآخرين الذين انتقدوه.. كيف تفسّر موقفك؟؟ هي ليست مرثيّة .. لقد كتبتها أثناء الأزمة الليبية حين رأيت الغرب وقد تكالب عليه، فتأثرت بما يحدث، وأنا لست مدّاحا بشعري، ولم أكتب عن القذافي خلال وجودي بليبيا، أنا أمدح الأفعال وليس الأشخاص.. وقد يختلف معي الكثير من الناس وقد يتفقون.. أنا عشت 35 عاما بليبيا ورأيت وسمعت وعاشرت والتقيت بشعب ليبي طيب ودود، وفجأة ظهر صراع دموي شرس مدعوم من الغرب، من أجل ماذا؟؟ من أجل السلطة، وهنا أتذكر قول الشاعر أمل دنقل: لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كلّ قيصر يموت قيصر جديد وخلف كلّ ثائر يموت أحزان بلا جدوى ودمعة سدى لهذا كتبت انفعالا بالحدث، وتعريفي للثورة أنها ثورة ثقافية للمجتمع لتغيير بنية المجتمع نحو الأفضل.. ونحو الوعي، لا من أجل التغيير السياسي، ونحن مررنا بتجربتين ثورة أكتوبر والانتفاضة..

 بهذه المناسبة وعن العودة إلى السودان.. كيف وجدت الوسط الثقافي والمشهد الأدبي السوداني: أنا حقيقة عندما عدت.. صدمت بأن ليس هناك اتحاد للكتاب، بل هناك اتحادات.. وبالتالي أحجمت عن ذلك واعتكفت بمنزلي منذ حضوري.. ولم أتواصل كثيرا سوى بعض اللقاءات عبر قناة الشروق وقناة أمدرمان، والآن معكم كأول صحيفة تستضيفني بعد العودة، هذا لأنّ الوسط الثقافي متشرذم وفي حالة جزر متباعدة، ولست أدري ما هي الأسباب التي تدعوهم إلى هذا بدلا عن الوحدة والعمل تحت مسمّى واحد لأن الثقافة هي الأخرى والأدب السوداني يحتاجنا جميعا من أجل التوثيق والتعريف والنهوض به داخليا وخارجيّا، وأعتقد أن مسألة الخلاف ليس لها ما يبرّرها، إلا إذا كانت هناك تقاطعات سياسية،وهنا فقد انتصرت السياسة..وبالنسبة للشعراء الشباب أعتقد أنهم يبشّرون بخير ويحتاجون إلى رعاية، لأنهم في قمّة الجبل، ويتنبّأون بالمستقبل ويقرأون القادم، ويشعرون بالمواطن، فقط نحتاج إلى توحيد أنفسنا أوّلا..وعلى ماذا نختلف إلا إذا كان صراعنا على السلطة وهذا خلل كبير وعيب.. وعلى الشاعر أن يكون للجمهور وليس سلطويّا، وينطبق هذا على كلّ المثقفين والأدباء، ليستقيم المشهد وتنجلي الصورة. .

 بالعودة إلى فضاءات الشعر .. حدثنا عن العاطفة .. المرأة..وكيف تتمخّض عندك اللحظة الإبداعيّة . من خلال مخزون فكري وهواجس عديدة تتمخّض عندي اللحظة الإبداعيّة، وعادة أكتبها عندما أريد أن أخلد للنّوم فأسجّلها على الورق، والعاطفة هي الهاجس الأوّل للشعر متجسّدة بالحب العام للوطن ..للقيم والمبادئ..للحبيبة المرأة الأنثى.. وهي لها بطبيعة الحال الأثر في كتابة النص العاطفي.. ولكن الكتابة بالأغراض القديمة في الغزليات والهجاء والمدح قد تجاوزها الزمن.. نحن الآن لدينا هاجس أكبر من الأسرة الضيّقة من المشاعر الضيّقة.. هاجسنا هو الوطن.. وأنا أتساءل لماذا نحن بكّائين شكّائين؟؟؟ لقد بكينا الأطلال في القدم.. وبكينا بغداد عندما غزاها المغول..وبكينا الأندلس عندما فقدناها، وبكينا القدس.. وإلى الآن نبكي الماضي.. ما الذي فعلناه غير البكاء، نحن أسرى لما كتبه آباؤنا في عصر التدوين الأوّل حتى الآن.. لم نكتب جديدا..فأصبحنا عالة على تراثنا وعالة على الغرب.. ما الذي قدّمناه.. اللغة العربيّة ماذا تحمل الآن من معرفة؟؟هي الآن ضعيفة لأنها لا تحمل معرفة، محميّة فقط لأنها تحمل النص القرآني.. فالغرب أخذها وتعلّم من خلالها العلم وظللنا نحن في الظلمات بل نأخذ عنهم العلم..

 مقاطعا... هذا يحيلنا إلى سؤال ضروري.. أين نحن من حركة التجديد والنقد العربي لكل أشكال الكتابة؟؟؟ أنا قمت بتدريس النقد الأدبي الحديث والمعاصر، وكل المناهج النقدية المعاصرة من البنيويّة وحتّى التفكيكيّة ، كلّها مناهج غربية المنشأ.. المنهج العربي الوحيد الذي ضمّنته لهذه المناهج في التدريس هو منهج التحليل الفاعلي، وهو منهج عربي أخذته عن نظريّة التحليل الفاعلي للأستاذ الشيخ محمد الشيخ العالم السوداني، والموجود الآن بالسودان، وكان زميلي في التدريس بالجامعة.. ولا أحد يتحدّث عنه فلا كرامة لنبي بين أهله وزامر الحي لا يطرب.. رغم أنه المنهج العربي الوحيد الذي يصلح للنقد في الأدب العربي، وقد قمت بتدريسه لكثير من طلابي، وقاموا بتحضير رسائلهم عبره.. كما أننا نحتاج إلى التعمّق في النقد وفقا لدراساتنا نحن وليس لدراسات الغرب، لهذا نجد حركة التجديد والنقد لدينا شائهة..

 بماذا تختم لنا من قراءة شعريّة؟؟ - 
السلام على الأسماء المجهولة إلاّ مع الألقاب 
السلام على الوطن المكبّل بالحروب وبالحراب 
السلام على حروف اللين والجسد المستكين المصاب 
السلام على من لم يجد غير أن يشرب من البحر أو أن " يسفّ التراب" 
السلام على الفاقدين المراسي والحاملين المآسي والصابرين الرواسي 
والمكتوين بنار اكتئاب والفائزين انتخاب واللابسين الحجاب 
والعالقين الطحالب والفاقدين الصّواب 
والتابعين مسيلمة الكذّاب 
والسالكين دروب المعاصي والقابضين النواصي والمكملين النصاب 
السلام على العجب العجاب 
السلام مع قراءة فاتحة الحبّ وتلاوة أمّ الكتاب.. .
إقرأ المزيد Entry>>

الاثنين، 11 يونيو 2012

الفتنة العربيّة الكبرى

الفتنة العربية الكبرى
لا تحلموا بعالم سعيد.. قبل تفجير الثورة الثقافيّة

عبدالرؤوف بابكر السيّد
أخذت الأمّة العربيّة درسا في التخريب كما تنبّأ الشاعر مظفّر النوّاب.. وحدث التخريب والفوضى كما دعت إليها (رايس) وزيرة خارجيّة (بوش) الابن.. فعصفت بالوطن العربي ما يسمّى بثورات الربيع العربي.. وهي ثورات لم تحمل من الثورة إلاّ اسمها فقط. لماذا؟؟ لأنّ من أعنّ خصائص وسمات الثورة الشعبيّة 1- أن يكون بها إجماع شعبي، والأمر لم يكن كذلك. 2- وأن تكون نابعة من الداخل دون إسناد من الخارج أو محرّض أو داعم، والأمر فيها لم يكن كذلك. 3- أن لا تكون مسلّحة وإلاّ أضحت إنقلابا أو حربا أهليّة.. لأنّع إذا ما تحقّق اللإجماع الشعبي فالعصيان المدني أقوى سلاح لأيّ ثورة شعبيّة..4- أن تسبقها ثورة ثقافيّة بحيث يكون التغيير شاملا لبنية الوعي المجتمعي من حيث غيرة المواطن على وطنه ووعيه بالحياة والهويّة، لا سياسيّا فقط لاستبدال حاكم بحاكم. 5- أن تكون الجماهير موحّدة الرؤى وليست قائمة على تنازع حزبي يقدّم مصلحة الحزب على مصلحة الوطن. 6- أن لا تسمح بسرقتها سواء من الداخل أو الخارج.. إلى غير ذلك من السمات والخصائص لأيّ ثورة شعبيّة. . ما حدث فيما يسمّى بثورات الربيع العربي هو بتحريض ودعم إعلاميّ وماليّ وسياسيّ وحتّى عسكريّ خارجي لتدمير وإضعاف مقوّمات الدول المستهدفة، وتغيير حاكم بحاكم بما يسمّى بالديمقراطيّة الغربية، فما الذي سيقدّمه الحاكم الجديد وهو مدعوم من جهات خارجيّة سوى الولاء لهذه الجهات المتحكّمة في الاقتصاد العالمي، بحيث يكون واليا تابعا لها كما الولاة أيّام الحكم العثماني، والولاة أيّام الحقبة الاستعماريّة الغربية، والولاة أيام الغزو الاستعماري المعاصر سواء في أفغانستان أو العراق.. كرزايات تنصّب لصالح الغرب.. أمّا أن يحكم حزب يحمل أيديولوجيّة دينيّة، فهذا ما لن يسمح به الغرب إلا إذا مدّ له الحبل لمزيد من الصراع والدمار والخراب والدماء ليكون ذلك مبرّرا له للاستعمار المباشر بدلا عن الاستعمار بالوكالة ما حدث فيما يسمّى بثورات الربيع العربي هو إجهاض للثورة الشعبيّة الحقيقيّة في عدد من الأقطار العربيّة ، وهو تنفيذ لمخطّطات استعماريّة بأسلوب حديث مستغلة حالة الاحتقان والفساد والصراعات السياسيّة والمعارضات التي هربت واحتمت بالغرب والوعود التي قطعتها هذه المعارضات لهم إن هم تمكنوا بمساعدتهم من الاستيلاء على السلطة في أقطارهم، ومستغلّة الإعلام العربي والغربي، إضافة إلى العقوبات ومجلس الأمن وحتّى حلف الناتو لتدمير البنى التحتيّة بعد خلق الفتنة الكبرى المدعومة من بعض رجال الدّين كما يسمّون أنفسهم من خلال الفتاوى والتحريض في المنابر يوم الجمعة ، ومستغلّة الحالة الدوليّة ذات القطب الواحد.. والحالة الاقتصاديّة في الغرب التي بدأت تترنّح، ومن ثمّ فلابدّ من إحداث فوضى الربيع العربي لدعم اقتصاديّاتها ولا ضير أن تسمّى بثورات الربيع العربي. كلّ ذلك ورجال الدّين كما يسمّون أنفسهم يقفون متحفّزين لاستلام السلطة، والمثقّفون الذين لم يحسنوا قراءة المشهد يدعمون الفوضى ليجدوا مكانا لهم في السلطة فينحازون بلا حياء للتدخّل الخارجي من أجل حسم الأمر لصالحهم كما يظنّون. وبكلّ أسف ستستمر الفوضى ولن تنطفئ الفتنة قريبا ، وستغرق البلاد في ديون لا حصر لها تلك التي لن تقود إلا لمزيد من الاستعباد الغربي للبلاد العربيّة، وستكون الأحقاد والثارات والعدوات والإحن بين القبائل والأحزاب والجهويّات والطوائف والأفراد متأجّجة لزمن ليس بالقصير.. حتى تنتصر المقاومة لإعادة الأوطان لأهلها.. وسيندم المواطن العربي الذي كان وقود هذه الفتنة، ولكن بعد فوات الأوان .. فقط ما سيتحقّق هو استبدال حاكم بحاكم لا غير ، وحاكم ضعيف تسيّره السفارات وأجهزة الاستخبارات الغربية. فلا تحلموا بعالم سعيد كما قال أمل دنقل:
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت
قيصر جديد وخلف كلّ ثائر يموت
أحزان بلا جدوى ودمعة سدى... .
إقرأ المزيد Entry>>

الأربعاء، 25 أبريل 2012

وقف عليه العقل

وقف عليه العقل 


يقول كانط " إني أسمع من كل مكان صوتا ينادي لا تفكر, رجل الدين يقول لا تفكر بل آمن, و رجل الإقتصاد يقول لا تفكر بل ادفع, و رجل السياسة يقول لا تفكر بل نفذ. و لكن فكر بنفسك و قف على قدميك" وأنا أقول إن كانت لديك أقدام ، وأرض تقف عليها. 

 خمسة يحفظها الرجال ”الرجال قوامون على النساء“ … ”مثنى وثلاث ورباع“ … ”إن كيدهن عظيم“… ... ”للذكر مثل حظ الأنثيين“… “النساء ناقصات عقل ودين”… وخمسة ينساها الرجل: ”خيركم خيركم لأهله“ … ”رفقاً بالقوارير“ … ”إستوصوا بالنساء خيراً “… ”ما أكرم النساء إلا كريم،ولا أهانهن إلا لئيم“ … “ولن تعدلوا ولو حرصتم ... . 
وراء كل امرأة حزينه : رجل وراء كل امرأة محبطه : رجل وراء كل امرأة مترمله : رجل وراء كل امرأة معلقه : رجل وراء كل امرأة مطلقه : رجل وراء كل امرأة مجنونه: رجل وراء كل امرأة مھووسه بعمليات التجميل : رجل وراء كل امرأة ممنوعه من السفر للخارج : رجل وراء كل امرأة غير قادرھ على استخراج بطاقة أحوال شخصية : رجل وراء كل امرأة ممنوعة من العمل : رجل وراء كل امرأة يأئسه : رجل وراء كل مَن ينكر هذا : رجل و مع هذآ وراء گل رجل عظيم ...! امرأة :) 

 أكثر ما يؤلم المرء أنّ الدول الإسلاميّة هي الأكثر فسادا وذلك لأنه يستخدم ستارا خاصّة في مجال السياسة .. أمّا المعاملات فهي ضدّ قيم الدّين الإسلامي السمح (فالدّين المعاملة). 

 هل أصبح الإسلام دمويّا وحشيّا إرهابيا بعد أن كان متسامحا مسالما متساميا ؟؟؟

 كم قتلنا من الصحابة والخلفاء الراشدين ولا زلنا... 

 قال تعالى ( وهديناه النجدين فإمّا شاكرا وإمّا كفورا) فما الذي يجعل الدين والهداية إليه نجدا واحدا بفعل السياسة. 

كان أجدادنا يخافون الله في أنفسهم وفي رعاياهم وبفعل الإسلام السياسي أصبحوا يخافون على الله من المعارضين لهم. 

 أشدّ الحروب قساوة ووحشيّة عبر التاريخ هي الحروب الدينيّة يتقاتلون على إله واحد.. 

"لا كرامة لنبيّ بين أهله " مقولة لم يخرج العرب عن دائرتها حتى الآن.

 "عازف الحيّ لا يطرب" مقولة تحتقر عقولنا ومبدعينا فلا يعرف العرب قيمة ما لديهم ومن لديهم إلا بعد فقدهم. 

" وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " الآية 11، 12 البقرة 

ثورات التخريب العربي إنجاز غربي استعماري بامتياز .. 

 تحالف الغرب مع الإسلام السياسي لأمر في نفس يعقوب.. 

 لا إكراه في الدّين ، فلم الإكراه في فرض الديمقراطية الغربية .. 

أسفي على المثقفين العرب الذين انطلت عليهم الحيلة .. وانخدعوا كعامة الناس وصدّقوا ما يسمّى بالربيع العربي. 

 أسفي على الإعلام العربي اسما والذي يعمل وفق أجندة غربية لم تعد خافية على أحد. 

 الفضائيات العربية أضحت هي النفّاثات في العقد فينبغي التعوّذ بالله منها. 

 الإعلام العربي أصبح هو العمود الفقري للاستخبارات الغربية يتجسّس وينقل على الهواء ويحرّض ويقود الفتن. 

كلّ منّا يفهم الدين حسب عقليته وللأسف عقولنا غير ناضجة. .
إقرأ المزيد Entry>>

الخميس، 1 مارس 2012

الهاجس وأم أحمد 8

الهاجس وأم أحمد 8

قالت لمّا عانت ممّا كانت
شموع الوطن تضيء الكون
لكنّ البذرة ما زالت
لم تجد السّاقي للفكرة
قد جفّ النيل من المنبع
والهمز يحلّ مكان النّون
بلّغ عنّى الأحرار سلامي
الأرض تنادي تعيد كلامي
للشرفاء المقهورين صلاتي
وللبؤساء المحرومين قيامي
وإمامي الوعي النّامي
حبيس السّين
الحرف حزين
القلب النّازف موتور
والدّمع سخين..
الجرحُ اتّكأ.. الحرفَ توسّد
والحرف يعانق فيكِ المد
يا أم أحمد
. والفعل تلفّح بالغدر دسائس
وقصيدي توحّش في المربد
وعكاظ يباع الحرف به
والحرف العاشق لم يرتد
الوعي الكافي
الماء الصّافي
الشعب الوافي
الحضن الدّافي
لا عرّافي ولامتعافي ولا نيرون

سقط الحدّ الفاصل
بين الجسر وبين السد
بين سؤالي وبين الرّد
بين الجرّ وحرف المد
بين اليوم وبين الغد
بين القاصر والممتد
بين السّاكن والمحتد
بين الشّاهد والمشهد
بين سواكن والمجلد
بين المؤمن والمرتد
جنرال الدّين.. إمام الجامع
جامع مانع.. مانع حرف
جهد السامع.. صوت دامع
أمرٌ قاطع. سيف قامع.
حال التابع في العالم ..والعالم رابع..
بحكم قضاء.. كسر فضاء....نزف دماء..
وما أدراك الحجم كمد
صلاة القصر بغير عمد
الأمد تطاول فات الحد
واللّحدُ الشّاهدُ والمشهد

قد جدّ الجد .. يا أم أحمد
لصباح الغد.. يا أم أحمد
لا عد .. لا حد.. يا أم أحمد
وشبابنا سند.. يا أم أحمد
لقواه حشد.. يا أم أحمد
لأمل ممتد.. يا أم أحمد
حدّ الإنصاف.. يا أم أحمد
كلّ الأوصاف يا أم أحمد
جمع الأطراف يا أم أحمد
خدعونا السّاسة وباعوا بلد
خانوا أمانة وباعوا المجد
وذبحوا الوطن الغالي حسد
لا خافوا حساب.. اللهُ أحد
لا راعوا المد لا بنت أحمد لا أم أحمد
فالحال البائس فينا جمد
قد جدّ الجد يا أم أحمد
لا ربيع عربي
لا ربيع غربي
لا سباق ديربي
نسد العين الما بتنسد
بلاد نبنيها من العسجد
نحكم نحن
وما يحكم حد.. لا نحكم حد
لا حزب فلان .. لا حزب الجان
لا حزب ضلال.. لا حزب عُمَد
كتاب مفتوح يا بلدَ الوُد

نكون السد لِمَن يحسد
ونكون المد لِمَن يصمد
ونكون الرد لِمَن يجحد
وما يكون حد أحسن من حد

لن يهدأ فينا الهاجس يا أم أحمد
حتّى يكتب فينا..
عِزّة عزّة..
بناء المجد
شموخ نخيل .. النجم سعد
شقيق الرّوح على الموعد
خلاص اليوم ..وفجر الغد
عيون العالم لو تشهد
يا أم أحمد .. كيف نكون..
.
إقرأ المزيد Entry>>

الخميس، 23 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 7

الهاجس وأم أحمد 7

يزداد مع الأيّام ظلامي..
يهرب عنّي إلهامي.
ويردّ الصوتَ الكهفُ كلامي
فالمشهد دامي
وحرف الزّور وإيهامي..
ينتشر الذّعر يسود جنون
والكون الأخرس والأعمى
من غير وثائق
زاد الحرّ وزاد القرّ
الحاكمُ غِرّ ...
أهان الحُرّ أذاق المُرّ ..وزاد حرائق
رقص المعتوه الضّائع
فرح الشّامت والسّارق
والمارق جار على المارق
وتمرّغنا في الوحل وباسم الدّين
وتسلّل في الحيّ شياطين
والهاجس عانق حرف اللّين
وغدامس أضحت حطّين
والطين يتوق لحرف السّين..
. والسّين اللاحق والسّابق

من شام الوطن. وعزّ الوطن. وحمّى الزّمن
ويمن اليمن.. وليبيا الشّجن.. وكلّ المدن
عراق الحزن مع الخرطوم
وآل .. وآل.. السر مكتوم..
والآل الثاني جرّ خصوم
والناس نيام
بين معارض.. بين موالي.. الصك معلوم
جيب خالى
هدّ خيالي وكم أبدع .. فالحي قيّوم

يا أم أحمد بدل المحلب دقّي التُّوم..
وامسحي دمعة..وأوقدي شمعة..
جراح الجسد يعاني سموم
وطن مسحور..قد جافى النّور
بالعظم كسور
والوعي تدنّى فيه قصور
والناس اصطفّت في الطابور
قد جار الجور على المجرور
فماذا بعد.. وكيف وكيف
وهذا الزّيف .. ونفس اليوم رصيف الغد
يا أم أحمد ..كم من أحمد حرم النّوم
وكم من أحمد (بات مهموم)
وكم من أحمد هجر الدار في اليوم الماطر
العين .. العين
تقطيب جبين..
كتموا فرحة عرس الزّين..
جلاّد السوط مع السكّين..
وعاد الأحمد ...مكسور الخاطر
حسن الشّاطر.. سئم الحاضر
رتب وعساكر
بين ام بادر وبين الغابة وأم روّابة
بين امدر وبين الشجرة ..والخرطوم....

رهن عقار الجدّ العاشر
لحلّ العقدة هدم سجون

الحيّ الهامس كان يظنّ حروف المد
والحركة سكون..
فانكفأت .. صدئت.. وانحسرت..
مدّت للصبر حبال أيّوب.. والباقي جنون
يا أم أحمد صحّ النوم
بدل المحلب دقّي التوم
فالهمّ تلبّد عمّ غيوم
الهمّ الواحد جرّ هموم
والجسد الواحد أضحى جسوم
والكلّ حزين
الوطن انشطر إلى نصفين
وحلّق فيه غراب البين
والليل تطاول فينا سنين
والدّمع العالق في العينين
والصوت المكتوم تجرّع حنظل

قالت : قد كنت خصال الكون الأجمل
وكنت وفاء القيم الأمثل
وكنت الصوت العالي في المحفل
حتى الكلمة بين الفضلى كنت الأفضل
تعتكف اليوم ولست ملوم..
قل يا حي يا قيّوم..
فالحرف احدودب من جلد سياط وهو الأعزل..
والحرف تباعد بين المعجم والمهمل..
والحال المنصوب تبدّل
.
إقرأ المزيد Entry>>

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 6

الهاجس وأم أحمد 6

هجس الهاجسُ لمّا حلّ اللّيل الدّامس
وطئت أقدام العتمة أبصار الكون
وتهدّل وعيٌ بجفاف عيون
وعند تخوم الوعي الخامس
كنت أجانس
بين النظرة والفكرة
بين البعد الثالث والعشرة
بين النهضة والطفرة
بين النفرة بين النصرة
كنت أجالس همس الجرحِ
بين الظلم الصّارخ والقرحِ
كنت أطيل حروفي للشّرح..
وكانت تهفو.. لبناء الصّرح
إكسير الجمع مع الطّرح،
في التعديل أو الجَرحِ
والعمق يغازل للسّطح،
والعتمة تعصب فينا عيون
. وسمعت كلاما أوهاما
من حامي أعلن إسلاما
لبس البنطال ولفّ عمامة شيخ الدّين
من أوباما ومن أوكامبو
ومن ساركوزي ومن أبو رامبو
(ومن قنوات طيران الجامبو
ومن شركات تصنيع الشّامبو)
ومن حكّام الزّمن (الشّين)
كان (الناس) في الزّمن الأجمل
تخاف الله
أضحت فينا الزّمن الأسفل
لا تترجّل
تخاف عليه لتبني الجاه
والسّند الظّاهر كان الدّين
من عقّ أباه فهو لعين
يا بدر الدين وضياء الدين
يا زاكي الدين يا شرف الدّين
صلاح الدين وسيف الدّين
علاء الدين وشيخ الدين
عماد الدين وحسام الدّين
عصام الدّين ، يا نصر الدين وكمال الدّين،
يا علم الدّين
يا نور الدّين
نور الله يضيء الصدر وليس العين
يا عزّ الدين
دين الله تسامح.. عدل ويقين
(ليس سياسة.. وليس كياسة.. وليس حماسة
وليس رئاسة .وفعل خساسة..وليس لقهر المظلومين..
قصور تتشابى.. تنادى سحابة..
وبيوت من قش.. وبيوت من طين)
أمسى الوطن يصارع حمّى الطّاعون
وجناحي أضحى المرهون بحرف النّون
هجس الهاجس لمّا ساد الحرف الودّاعون
فطاف سكون..
هزّ عماد البيت خؤون
كان جناحي الأمل الصّاحي
عانقت أواسي الموتورين
وجراحي عانق أفراحي
حزن مطبق.. فرح مطلق
الباب المحكم لم يطرق
والوعد تباعد لم يصدق
والبدر تراجع لم يسطع
وجع للهاجس زاد وجع
صُمّت آذان ولم تسمع
والشيخ تصابى لم يركع
الطمعُ الجمعُ.. الطرحَ جمع
لكع في الحيّ ..تلاه لُكع..
جفّ المنبع.. ..
قال الحاكي في كلّ جُمَع
والجَمْعُ تجمّع كي يسمع..
جلس التاريخ عليه حكى
الوتر انقطع الناي بكى
حتّى المزمار عليه شكا..
ورقص عليه الدّجالون
.
إقرأ المزيد Entry>>

الاثنين، 20 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 5

الهاجس وأم أحمد 5

الحرف الرّاعف لم يسْلَم
والحرف يقاوم قد أقسم
لن يستسلم
أسْلم تسْلم
لغة جاءت كي تحكم
فالوحي تنزّل في الخرطوم
نجداً واحد لا نجدين
والوطن الواحد صار اثنين
وأحمد لم يطرق من بعدُ الباب..
أتكون قساوة قلب بعد إياب؟
أيكون زحام؟؟
أيكون قضاء الليل مع الأحباب؟؟
أيكون عقوق الغربة فيه ..من الأسباب؟؟
. كانت حيرة أم أحمد.. قد شقّ عليها
بحجم كتاب الوطن
الحرف به كالحرف الواثق
ظلّ الهاجس في قلب الأمّ العاشق
سهرت جنح الليل وليل نهار
وانهدّ الحيل لبسته حداد
وأهل الحي، كانوا العوّاد
لم تكن العادة أن ينسى الشارع وهو قديم
قدم الثورة والأجداد
لم تحسب من قبل حساب
كلّ شوارع هذا الحي
قد ملأتها في هذا الزّمن ذئاب
كانت من قبلُ كلاب الحي
تنبح حصراً في الأغراب
أتراها قد صادت أحمد؟؟
أتراه تَغَطّى بالأعشاب؟؟
والدمع انحدر من العينين
وملأ تراب البيت سكون
سهرت جنح الليل وليل نهار
وخيوط الفجر لم تطلع
أتكون حقائبه المطمع؟
أيكون شبابَ الحيّ جمع؟
رفعتْ كفّا تتضرّع .. والكلّ سمع
(يا رب أحمد تجمع أحمد)

كم كان ينافس حرفي
من تدليس.. أو فعل بائس.. من صنع أبالس
والساسة عجزوا لم يجدوا للباطل حارس
طرق ومناهج ومذاهب شتّى ودسائس
ومدارس بالاسم مدارس
عبس الهاجس يا أم أحمد وتولّى
مذ كان تجلّى..
هجر الحارة والحِلّة
وتحلّى بالصبر الحالم منّا والعابس
جار على المحبوس الحابس
واختلط المنحوس مع النّاحس
والثورة عانقت الثروة
وانحدرت بين الأمم المِلّة
درس الدّارس للمحصول وسرق الغلّة
كان الوضع اليائس سبب العلّة
وعسعس ليلٌ فغفا الناعس
ما قال كفى..
للعجز نفى
همس الهامس بالحرف
ونادى في الحيّ فوارس..
كيف نكون؟؟
ونحن عبيد الكرسي البائس..
ليزا رايس
سوزان رايس
صنع دسائس..
دمىً وعرائس.بالمليون.
فكيف نكون ؟؟
حبّ الأوطان جفته عيون..
وصلاة الفرض وهم ساهون..
كنز المال أيا قارون..
طغيان السّلطة يا نيرون..
فالمهنة بيع ..قالوا الثورة
العين العورا
وتمّت فورة
انكشفت عورة
في الأوطان الكرزايات بدون
حبّ الوطن
في هذا الزّمن جنون
يذهب طاغي .يأتي طاغي.
ينصّب باغي
يسود السّاقي
واللّاحق باقٍ
ينتظر الشّعب المغبون
فيدوم خداع الحاكم للمحكوم
بأمن الدّولة
وسيف الدّولة
وجيش الدّولة
شركات فازت بالجولة ..
الغولة أولى..
والشعب الصابر لا حول..
والقوّة تكمن في التخدير
(والجبّةُ وقعت في البير)..
والبئر ابتلع شعارات
قانون جار على المجرور
يا منّ الله ...ويا خادم الله
ويا سعد الله....ويا نصر الله
ويا عبد الله.....
(خليها على الله)
الله الواحد لم يعبد
حصراً سجدوا (في بيوت النور)
ويا رزق الله
(الرزق على الله)
لكنّ الأسباب بيد الحاكم لا الجمهور
رجال الدّين والصوت جهور في (بيوت الله)
والقهر سرى في (خلق الله)
والظلم تجاوز فات الحد
والناس حيارى
لا فرق لديهم
(سكنوا بيوت أو سكنوا قبور)
والوطن العاري الباقي حزين
طفح الكيل..
انهدّ الحيل..
اندفع السّيل..
القرن وحيد من غير عيون
والقوم مع الياهو تميل
مع الفيس بوك .. مع الهوت ميل
مع التحميل من اليوتيوب
مع تجميل الفوتوشوب
مع التنزيل للوطن عيوب
مع التعذيب والوطن عميل
وأبوغريب في كلّ دروب
وفي المكتوب
وفي أخبار التلفزيون للقتل نصيب
من واشنطن تأتي رايس..
من باريس يأتي التغريب
في مجلس أمن يعوى الذيب
والفصل السّابع والتأنيب
حرف عقاب من شرع الغاب
ليس بعرف لا تنزيل
من غير دليل
أمّا التّابع فهو ذليل
والحلف القاتل والتضليل
من خالفهم فالسيف صقيل
من عاندهم أردوه قتيل
نحن البوساء يا هيجو
تعساء العالم حبس الحابس
.
إقرأ المزيد Entry>>

الجمعة، 17 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 4

الهاجس وأم أحمد 4

تتصلّب فيّ شفاه الأرض العطشى
فيموت الزرع، يجفّ الضّرع
يسود الشّرعُ الممهور بتوقيع السّادة
ويسود الجهل، المرض، الفقرُ
شيوخ السّاسة عند النّصب قيادة
ما أقسى أن يرضع ابني جوع اللّيل
ويدمي الثدي ضراعة
أو يحضن كلّ مساءات الحزن
ويلثم صوتا ممدودا كسكون الموت
الطّينُ الخصبُ العبق الأبقى
والرّوح الحرف سيبقى
. من بعد صلاة الوتر الخاشع للربّ
قام يصلّي في المحراب
أذان صلاة الوطن ارتفع
بجنح دياجي الزّمن الليل الإرهاب
الأنّة من طفل ظمئ للحبّ يشابي
الصرخة من طفل لحنان جائع
الدمعة في حدقات الأمّ على الأعتاب
وبين الغيبة والغيبوبة والغاب
الحبّ هناك يموت
الطلقة تقتل فينا النّطف الحيّة في الأصلاب
والقوت تسوّل
والحبّ مقام وبيوت
والحكم مقام وبيوت
والدين مقام وبيوت
وبيوت السّكن العشوائيّ تغنّي للأطفال
(يا مطيرة.. صبّي لينا .. في عينينا
نحن العطشى نحن الجوعى
نحن المرضى.. بعصا الشرطة
غاز الشرطة
سوط الحاكم غنم ترعى
جدب المرعى
خاب المسعى
لكنّ الطين العبق الخصب سيبقى
والرّوح ستبقى.. وشقيق الرّوح سيبقى
عرق الكدح اليوميّ سيبقى سيّد هذي الأرض

أذان صلاة الوطن ارتفع ينادي
للوطن صلاة الميعاد
وصلاة الوطن
مسح الدمعة والشّجن
بناء المدن
حمل المعول ..
حمل الكفن على الأكتاف
فلا سيّاف ولا سادة
ولا إسفاف ولا إجحاف
صلاة الوطن
غرس البذرة تلو البذرة
داخل هذا الطين العبق الخصب ليبقى..

امسح عنك جراح الليل
اكتب وطنك في عينيك
وحاذر أن تتعلّم حرف الطّاعة
ولتكن السّاعة عامك
اكسب ثانية السّاعة
فالزّمن انحاز إلى الأعداء
منذ احدودب في ذلّ لسياط الباعة

مصلوب في عين جنازته
هذا الشّريان المسفوح إباحة
دمه قد خضّب وجه الشّمس
صبغ الأفق
احتضن الوتر جراحة
مصلوب في أسر عذابات الخبز
وطعم العجز
الشرخ الضّارب في الأعماق
الجوع ،القهر، الفقر، سلاحه

حين يصير الزّيف شريعة
والضيم وسادة
والقائمة السوداء تضمّ الشرفاء وكلّ الأطفال
فالنبض الحيّ.. النّبع الدّفق.. الحبّ الفيض
يكون قلادة
بصدرك يا وطني
ويكون الغضب عبادة..
ويكون الموت ولادة..
.
إقرأ المزيد Entry>>

الأربعاء، 15 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 3

الهاجس وأم أحمد 3

والفيضُ عليه غمامةُ هجرِ
وهجير الهاجرة القهري
والقهر قصور في الأسر
والنصر الكاذب للعسر
والعسر استوطن في اليسر
من هالة سلطات القصر
والقصر قصور في الكسر
وحصارٌ من أهل الحصر
وخطاب من فوق الجسر
بثقافة موت مستشري
زلزال يمحو للأثر
فاستقوى الكسرُ على العشر
ظلما للحرف وللبصر
البصر ارتدّ من الخُسر
جدارُ العتمة عصبَ عيون
زمن ملعون
بيت مسكون
حلمٌ مرهون
حقل الزيتون
لشيوخ غليون
حقل الليمون .. لبني صهيون
وحقول الملح مع الطّلح
من شاء مع الصّلح يكون
أمّا الباقون
فبعض سجون تكفي
والبعض القانون سيعفي
والبعض الباقي لا وزن له
فالبيت عروضيّا موزون
. بقي أنينُ الهاجس في الصدر
"والفجر وليال عشر"
قسم القدّوس على الحصر
ما بان الفجرُ ومن يدري
والشّفع الشّافع للوتر
من حالٍ حلَّ بأحوالي
وليالٍ تتلوها ليالي
كشْفُ الحال
ونصْبُ المال
الضغط العالي
السّعر الغالي
هدّ خيالي
والهمّ يحاصر فيّ سكون
ما طاف ببالي
أنّ الوطن هو المرهون
وفق القانون
فوق القانون
حسب القانون
تحت القانون
سيف مسنون.. أو حتّى بدون
لكنّ إرادة كن فيكون.. ما شئنا في هذا الكون نكون
.
إقرأ المزيد Entry>>

الاثنين، 13 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 2

الهاجس وأم أحمد - 2 -




فيما كنتُ تساءلتُ
عن السّاحة والمشهد
طاف بذهني العائد أحمد
جاء يزور الوطن الأم..
اعتكف.. اعتزل الحال البائس عمدا
ما عانق حرفا أو جدّد
...فاض الدّمع الغالي
لمّا وجد الثوب البالي
يمدّ لسان الأفعى بين المدن وفي الأحياء
فتداعت كلُّ الأشياء
الكيد من الإخوة لا الأعداء
الحرف له لون الحرباء
والغدر تناسى عدل سماء
والداء تمكّن في الأوصال
وطال الصدر سعال
لم تتبدّل حال الغربة
لم يتجدّد في لغة أضحت صمّاء
تكلّس فيها الضاد وصار عماء
. والحقّ يُقال.. عبيد المال وما تسعى..
وجوه السلطة ما توعى..
حمّى السلطان وما يطغى
سمّ الشّهوة والأفعى
خاب المسعى....نهشُ الجوعى.
قيم صرعى...جفّ المرعى
انداح المعنى. ..انهدم المبنى
هرب الجزم من الأفعال إلى الأسماء

قد كان يصلّى الأحمدُ
ويقيم الليل .. يطيل سجود
وبعد سنين مرّت كقرون
سجّل فيها وعنها غياب
صافح بالأقدام تراب الوطن وفيه ارتاب
جافى الأصحاب
لم نجد الفرحة في عينيه
ولم نسمع صوت الطارق،
لا ابن يعيش ولا ابن نفيس ..ولا ابن زياد..
أحمد عاد بلا ميعاد
الرمز السائد كان المد...
لسان العُرْبِ هو المورد
بلاغةَ طرفة وابْن الورد
وجد الوطن الحرف الضد
يناجي الماضي وينسى الغد
فعل مشتقّ فيه جمد
قلبٌ خفّاقٌ فيه كمد

وجمت حيرى كانت
كانت فرحتُها فرحة طفل بالأعياد
والأحمد عاد بغير دليل
وجد الوطن التحف الليل
لم يعرف من سحقته الأيّام
من أبقت منهم أحياء
من شقّ الدّرب بغير ضياء
من أثرى في هذى الحال بغير حياء
ما جدّ من الأفعال على الأرجاء
ومن قبض الجمر التزم الصبر وفات الحد...
عاد الأحمد في استحياء
يقرأ في هذا الوطن حروف هجاء
هذي واو .. وهذي طاء
وهذا الهمز... فأين النون؟؟
نون الوطن، ونون النسوة،
نون العين ، ونون البين
نون الشّجن، النون سجون
هذا حالي ..
مالك.. مالي..
دعني وحالي
ارتدّ سؤالي..
وطاف ببالي
لوثة حرف أو وعي جنون
الأحمد تاه، المسّ جنون
.
إقرأ المزيد Entry>>

الجمعة، 10 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 1

الهاجسُ وأم أحمد - 1-


ما بال سؤالي يرسفُ في الأغلالِ يجافي الرّمز،
يغالي في الأقوال ويفتح بابا لا يوصد..
قد غاب الفعل عن المسند
وتجلّى محالٌ في المقصد
ماذا تروي ؟ ماذا تسرد ؟
ماذا تعني؟ .هذا شأني. ما ذا ترمي؟.. ماذا تقصد؟؟؟
قصدي أنّي والحرف تعاهدنا
أنّا الغيث، ودفء الشّمس، القلب النّابض للأبعد
حرفي ..ظرفي
ديني.. عرفي
بسياق الواقع يتجدّد
ينساب بإيقاع المشهد..
فالغربة ذاتُ الغربة
في الرئتين وفي الأوصال بما في الحال
وبالإجمالي، الحلم الغالي يتبدّد..
وحرف المد هو الأسعد
فالبذرة لم تنمو بعد..
والحلمُ بفعل لم يسند..
. ما احتمل ظنوني وجنوني..
والفجر جنين لم يولد..
لم نكتب حرفا يتعدّد..
أو حرفا فينا يتمرّد..
والهاجس في الأنفاس وفي الإحساس ، بربّ النّاس
بيوت الناس، عيون النّاس، ونبض القلب،
بفيض الحبّ وحلم الغد..
الهاجس كاهنة المعبد
وفي التاريخ بلا موعد
من كدّ وجد.. من زرع حصد..
وهج التعليم اليوم كسد
كان الإيثار اليوم حسد

ما كنتُ سأعزف وترا يُنشَد
لولا أنّ فضائي كان الأبعد حرفا
والأقرب ود
وفي الوجدان حنين العاشق للأبعد
نشوة صوفيّ يحمله الوجد
حرف راهب يتهجّد
ينسى الغائب والدّاني
يتأسّى ما أفصح عنه لساني
وجناني..
يحتاج لمزج الألوان
ما بين الفرح وأحزاني
ما بين الشّفق وأشجاني
ما بين اللّيل الدّاجي وإنساني
تختلّ القافية الخجلى
فتملّ الصّوت وألحاني
ناديت شيوخ كنائس رهباني
والرّاهب يذكر في المعبد
قسّيس تعبّد في المسجد
يتلو آيات من طه
والحبلى الطلق أتاها
تاهت في الحرف كما تاها
لم تبصر أبيض لا أسود
أوقفت بها.. ولها صحبي
وبكيت الطلل وما ينبي..
وكتمت الآهة من غلبي
والله وكيلي.. هو حسبي
قد كان هنا عشقي الأوحد
حلمٌ يتجمّد في صيفٍ
والحيف.. الزيف..
السّيفُ عن الغمد تجرّد
.
إقرأ المزيد Entry>>