الخميس، 29 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 6

المشهد الآن تجلّى 6

المشهد الآن تجلّى يا وطن
فليستفق من فيك من أهل الفطن
الشمس تشرق للجميع
والحرف ابن للوطن
وطني الأنا وأنا الوطن
حيّا عزيزا فوق أرضي
أو شهيدا في الكفن
ما عاد بعد اليوم دمع في المآقي والخدود
هي حسرة منّا على وعي تدنّى للنّخب
وعلى جموع المستغربين من العرب
وعلى الدمار يطال أغصان الرّطب
هذا النخيل أبى يطأطئ رأسه
رغم العواصف والرعود..
السعد فوق نواصي الشرف العقود
السعد يا سعد في الأرض الولود
والفجر يشرق للهدى لمن اهتدى
والنبت يورق من جديد
. أبطال سرت وبن وليد
واد لجارف لن يحيد
وأبوسليم لم يغب عن مشهد الجلد الشديد
فشبابهم بجهادهم عزم حديد
المشهد الآن تجلّى يا عرب
ويلٌ لمن خان العقيدة والعروبة والشهيد
ويل لمن هجر الحقيقة والحديقة والوثيقة والنشيد
لعراقنا ولشامنا ولقدسنا
ولبابنا اليمن السعيد
ولليبيا بيت القصيد ..ليبيا العقيد

وطني أيا فردوسي المفقود
وكلّ من فيه شهود
والدم مستباح والقيود
والوحل في المدّ الحدود
باعوك يا وطن الجدود
واحسرتاه عليك ما لَكَ من سند
إلاّ بنوك الأوفياء
الأنقياء الأتقياء الأنبياء
رحل السّعد
وطني تعوّذ بالأحد
من التآمر والحسد
وطني ترابك ضمّخته دماء من كان السّند
وكرامة الماضين والآتين
وعزّة الفرد الصّمد..
وطني يحقّ لك الحداد
بلون حزن لا يزال
كالعتمة العمياء قد حجبت لعين الشمس
قد بدّلت حالي لحال
ولم السؤال؟
وطن البسالة والجلد
وإلى الأبد
أسفي على وطن جريح نحتسب
تجرّع سمّ أفعى
بفحيحها قد مزّقت أحشاءه
وطوّقته يد الكرب
جافت مقلة العين الدّموع
والقلب خاصم للطّرب

أسفي على نخب من الفرح اليتيم
من اليأس الدّميم
لا يستقيم الحرف فيه ولا يقيم
لم تقرأ الماضي القديم
تمرّغوا في الوحل قد قبلوا الرّكوع
ظنّوا بأن الدّار في باب البيوع
أسفي على الأرحام وهي بريئة
قد أنجبت من قد تنكّر للمعاناة الوجع
أسفي على وطن البدع
لم يحتمل نورا سطع
أضحى لحلف الشرّ مرتع
نبعٌ تلوّث بالخيانة والخدع
ستّ الودع
هتفت يسوع وكبّرت
ليفي وساركوزي حمد
حشدت لآلة قصفهم
حصدت عدد
حتّى الرّضاعة قد جحد
بين الولادة واللّحد
صلّى ولكن ما سجد
والعنق طوّقه المسد
فالسعد عانق للسّعد
والمدّ ممتدٌّ مدد
عتب له وله رصد
القصد كان وما قصد
الزرع كان وما حصد
وجاحد وما جحد
فالترب جافته السّحب
والحرف عانقه الكذب

ينتابني أنّ الملائكة الذين تغرّبوا بديارهم
ذبحتهمُ أيدي الخيانة والمخازي والحسد
وللشهادة قد شهد
وآخرون سيهجرون الدّار في النفس الكمد
ويغضّ طرفهم الإباء
شممٌ وعزم الكبرياء
ما دام عربد فيهمُ حرف الدّماء
وتجرّعوا كأس الدّموع
سكبته ألسنة الخيانة وهي تطفئ للشموع

السعد ابن للسعادة والبشائر
الماء غاض عن البلاد
والجرح مفتوح وغائر
والكلّ حائر
فالجهل أضحى سيّدا
وعلا على كلّ المنابر
فالجمع تحكمه الدوائر
وحقائب التوزير والتزوير جائر

في عتمة اللّيل تيمّم بالتمائم
أذّن بأعلى الصوت إنّ الصبح نائم
ولتلتئم منّا الجراح
ولنحتضن في جوفنا الحزن المباح
لا تساوم في الصفاء وفي المكارم
حتّى الملائكة الذين تغرّبوا
بصفاتهم ستعود للوطن المسالم

آهـٍ لما في القلب من جرح كمد
الجرم مشهود
سيشهد يوم غد
فخلفك يا كريم الأصل آلاف مؤلّفة مدد
يا سرت يا بنت البلد
فيك الأصالة والصمود لمن صمد
إن كان آلمك الفقيد
فإنّ في الأرحام من نطف لها في الوعد وعد
ضمّي جراحك يا بلد
فالطلق آتٍ بالسّعد
وتيمّمي صبرا يكابده الجلد
إنّ الجريرة يا جرير مريرة
مفضوحة ولها أمد
والله للمظلوم ساند من سند
عدل وإنصافٌ وحقٌّ للأبد
وطني تعوّذ بالأحد
وعزّة الفرد الصّمد..
.
إقرأ المزيد Entry>>

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 5

المشهد الآن تجلّى 5

مكلومةٌ يا أخت عزّةَ
بالخطوب وبالكُرب
من يا تُرى زاد الحطب
المشهد الآن تجلّى فاستفيقوا يا عرب

لن يكتب التاريخ عنّي
أنّني واليت حلف الشرّ
وطعنتُ أهلي والوطن..
لن يستقيم الحرف
وهو شقيق روح لم تخُن
حتّى ينادي في العلن
من كان يطمس للحقائق عامدا
متعمّدا، فليستفق أهل الفطن
باعوا التراب ومن به
غرسوا العداوات الإحن
دارت بنا الأيّام دورتها
وعانقنا الوهن
. لا تسألوني عن مكامن عزّكم
هو بالمحبّة في القلوب لها سكن
لكنّ أوطانا بحجم الكون
تعرض في المزاد
تباع منّا ترتهن
ودماؤنا أضحت كقطعان لأضحية
من يا ترى دفع الثّمن
إن لم تُرق سفكا لها فستمتهن

باعوك يا أخت الرجال
باعوك يا أرض المحال
باعوك يا بلد النّضال
والخطبُ أكبرُ والسؤال
أين الأمان؟
الحزن حملُ قوافل الأزمان
تنهب في اتجاهات المكان بغير حب
خذلان أوطان يجيء من النّخب

ما كان لي أن أتبع الخذلان
في أرضي البتول..
ما كان لي أن أنحني
كالعبد يتبعهم ذليل
ما كان لي أن أتبع التشويه للأبطال
فيما قدّموا كان البديل
والحبّ منتشر وأمن أمانهم
وأمينهم كان الدّليل
آليت أن لا أخذل الوطن المجاهد والجميل
آليت أن أصدق التّاريخ حدّ المستحيل
سيكون أروع إن تربّع في دواخلنا
طفل البراءة ينتصب
روح التسامح تستقيم بما نحبّ ومن نحب..

المشهد الآن تجلّى
قد توشّحنا بقافية الضياع
وأعناق تطاول في الفراغ
وجهل فيه اسم الاتفاق
وحرف الجرّ والفعل المعاق
يمزّقنا على قربٍ شقاق
نظنّ بأنّنا أهل السّباق
وإلى انحدار والطريق هو العراق
نفق بعتمته طلاق وانغلاق
وطعم الغدر مرّ في المذاق
يُسارع خطوُنا خطو البراق
ونحن نهوي للعدم..
ألمٌ.... ألم
عين .. وفم
جرحٌ.. ودم
همّ .. وغم
فالصدق هاجر واغترب
والعزّ فينا مجتلب
النبع خاصم للمصب
وغالب وما غلب
الخصب فينا والجدب
والاسم يبقى للعرب
فيه العقوق لكلّ أب
فيه الشهادة والشّهيد المحتسب
فيه اللّظى و به الحطب
والكاتبات وما كتب
والخائنات لمن تحب
والنائحات وما انتحب
والشعر والبحر الخبب
إلقاء يوسف قعر جب
الحقدُ والعقل الخرب

البيت أبيض
والسوادُ خِمَارُنا
وحدادنا.. ومدادنا
والقلب ملأى بالأفاعي
والسموم مع المساعي
الخائبات مع النّدم
نون والقلم
آيُ الإله وما قسم
فالحرف نسطر والألم
أنّا حفرنا بيننا أنهار دم
والّلون مصبوغ علم
والغدر لا يخشى النّدم
فالزّور أطلق للّسان وما انتظم
الموت أقربُ دون إطلاق لنار
من الأقارب والعجم
والنار تأكل ما تشاء
من القوافي والحكم

فالثأر فينا لا يعي
ما الحرف في كلّ اللّغات
والجهر ليس السرّ والمتتاليات
والقصف والإعلام والمتلازمات العاديات
والباقيات الصّالحات تباعدت
والصوت للآذان صم
ما عاد للوطن العشم
المشهد الآن تجلّى وانحسم
والموطن الآن انقسم
إن لم يكن أرضا فوجداناً نَقِم
والثأر ثأرٌ فيه دم

كم كنت أشكي أنّ حرفي تائه
بين الجموع.. والصوت ضائع
ما بين وزنٍ وقوافٍ وإيقاع المسامع
لكنّني أيقنت أنّ العيب
في بلد تبلّد سمعها
والنائمون من المجامع
فإذا الهدى من شاء يهديه
والآي جامع..

سبحان من جعل السّبات بليلنا
فإذا بقومي في السّبات
نهارهم ليل السّوابع
يستيقظ القوم فرادى
لكنّ أعين جمعهم بين الكرى والدمع صب
تلك التي جعلت لجمهرة العرب
من غير وعي تستجيب لما طُلِب
تلك التي جعلت لجامعة العرب
صوتا من الشجب والتنديد أضحى
صوت اغتيال للعرب
وكأنّها للغرب تجمع للحطب
شكرا لها
فالعيب فينا..
فيم العجب..
فالجهل ممتدّ قرونا
والجهل للجهلاء يطرب
” ونجهل فوق جهل الجاهلين"
ما زالت الكلمات تروى في الدّواوين الكتب
أمظفّرٌ هذي بلادي
بأيدينا وأيديهم تخرّب..
ماذا تبقّى من دروس
بعد كأس الموت يُشرب..
.
إقرأ المزيد Entry>>

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 4

المشهد الآن تجلّى 4

لو حدّد الغرب لنا أسماءنا
وصمّم الغربُ لنا أزياءنا
أو جدّد الغربُ لنا حكّامنا
فربيعنا صيف لنا والحقل أحمر
والنائمون على وسادة عيشهم
هم خائفون برغم إيمان
بأنّ الله أكبر..
والعارفون وخادعوا أوطانهم
باعوا ضمائرهم..مشاعرهم
شعوبهمُ تدمّر
. أو أنّ حقدهم الدّفين نما
قد صوّر العدوان ثورة
من أجل تجفيف البلاد من الشّرف
كانت فعالهم القبيحة كلّها
غدرا وفورة..
كشفا وعورة..
والشأن أبتر
عريٌ وخزيٌ فيك يا دار معمّر..
يشهد الأحرار أنّ الحال ما عادت تسر..

ماذا تبقّى للوطن غير الإحن
من ذا تبقّى للعرب
غير اللّقب
لقب الرئيس المنتخب
يرضى عليه الغربُ شرعا يحتسب
يرعى المصالح بالدّيار أبو لهب
تبّت يداه وما كسب
قد خالف الشّرع القويم
شورى لأمر بيننا
قد سلّم الوطن الجريح لمن طلب

يا دار عبلة في الرّبوع تكلّمي
وخذي بحقّ الرّاحلين وعلّمي
أنّ التراب لظى ونارٌ حامية
أيّامهم حمراء فيها دامية
صبرا لحاملة الجبال ومن بها
صبرا لها
أيّوب في كلّ الحقب
لا يأس يغزو أو عطب
فتيمّموا صبرا نبيلا
في البوادي والمدائن والشّعَب
فسيعلمون المنقلب

يا قيس ليلى تستجير بحبّها
فاهتف بحبّك إنّها بنت العرب
المشهد الآن خراب بل وأكثر
قتل وتدمير وعدوان مركّب

يا آخر الوجع المخاض
يا من يذود عن الحياض
يا حرف ضاد ناصب الوطن البعاد
أبشر فإنّ الطّلق زاد
ميلاد عزّتنا يعاد
السّابحات بلا قياد
المورقات على الفؤاد
الرابضات على البلاد
لا تلبسنّ حرائرَ الوطن السّواد
وديان عزّ للجهاد
لو جفّ ماء غديرها
نهر الكرامة في ازدياد

يبكيك من قتلوك
وينادي عليك من خانوك
فلقد بكى المتشيّعون حسينهم
خذلوا حسينا بينهم
والعالمين تمسّحوا بمسيحهم
صلبوا شبيها
قد كان يكسب ودّهم
ثمّ عادوا يعبدون
وستكشف الأيّام أسرار التآمر والكذب
وسيستفيق القوم عن فقدٍ
وعن خطبٍ لجب
عند الحقيقة مثل ضوء الشّمس
تجلو للحجب..

المشهد الآن تجلّى
لو كان عدوان لحلف الشرّ
تلك طبيعة
ما بال ابن العمّ يوغل في الجراح
ويشرب من دمي..
أ لأنّني كنت الوفيّ لأمّتي ولقارّتي
ولموطني..
أ لأنّني أقسمت أفديه بما ملكت يدي
أ لأنّني أقسمت ألاّ أحتمي بالغربِ
أو أطبق فمي..
أ لأنّني آليت ألاّ أنحني للغير
يأمرني ويملكني
فأطيع حتّى مسكني..
أ لأجل أن أرضى بما شاءوا
استباح دمي ابن العمّ أرواحا
وأموالا وسبيا للحرائر
أو قصف (ماجر)
وعقاب سرت وهدم آلاف المنابر
تقطيع أوردة وأسر وتشريد
سالت دماء للرّكب..

ما بال ثوّار لأجل الغرب
يقتلعون من جسدي العيون
وينتزعون قلب..
كي لا أرى ما يفعلون
حتّى المشاعر تُسْتلب
الله يا ليبيا العجب
عدوان حلف الشرّ
تلك طبيعة فيهم
ما بال عدوان العرب
الأرض باقية..
وأيّام تمرّ وتنقلب
إنسان هذي الأرض أبقى
لو مرّ عام أو حقب..
سبحان من جعل الحياة تداولا
ولها وهب..
سبحان من جعل الحياة غنيّة
فيها التراب كما الذّهب
فيها الخصوبة والجدب
سبحانه.. قدرٌ نفاذ
سبحانه.. فيما سيكتب أو كتب..
لكنّني أبكي صحابا
كانت خصالهمُ المروءة والوفاء مع الأدب
كانوا ملائكة على أقدامها
كانوا البلاسم للجروح
كانوا الأشاوس في الوغى
قاموا بما كان يجب
أبكيك ليبيا فيهمُ
شهداء عند الله روحا نحتسب..
وليشهد التاريخ أنّ نضالهم
فرقان ما بين الحقيقة والكذب...
.
إقرأ المزيد Entry>>

الخميس، 8 ديسمبر 2011

حول الهاجس والحرف.. آية عبدالحي أحمد

الفنّانة التشكيليّة: آية عبد الحي أحمد
 حول الهاجس والحرف

رسالة شدّتني وأذهلتني بأنّ هناك من يتذوّق الحرف في بلادي بهذا العشق وبهذه النشوة وفي هذا الزمان الصعب العطب لك آية معزّتي واحترامي وتقديري واسمحي لي أن تتشرّف بها مدوّنتي ضمن من كتبوا عن الهاجس والحرف من أدباء ونقّاد.مشاعر أعتزّ بها وحروف تتسامى إلى عالم التوحّد مع الذات والحرف والروح. لك التحيّة والمحبّة.. .......................عبدالرؤوف بابكر السيّد
بسم الله الرحمن الرحيم
روعة تلك الكلمات التي ينغمس فيها وجداني ليصل لذلك الشعور الذي هام فيه ذلك الشاعر شلتني، اغرقتني بصمت على عيناي ..أيعقل؟؟!
كلمات لن أجد لتكرارها مثيل.. عندما سمعتها لأول مرة بحثت عن تلك المفردات لأضمها الى تاريخ كتاباتي, فوجدت أنها من المستحيلات، فالأحساس بتلك الكلمات يفوق تلك الحدود التي يمكن أن يرتسم عليها الشخص..
شاعر أفاضت به غربة الأيام واستسلم للواقع السؤال، دون وجود الاجابه في وترية وقف بينها الهاجس والحرف...
. أحياناً أتأمل غرابة تلك المترادفات ومعاني تلك الكلمات وأسأل نفسي هل وجد لحظة، ليكتب تلك العبارات التي في تناغمها ضياع للذات بين الروعة والابداع، أم أخذ يبحث في قواميس الحرف ليجدها؟؟
صمتٌ تغلغل في أفكاري وفي روائع تلك السمفونية لمايسترو عندما أمسك بالقلم لينثر روعة ما وشمته الأيام على جبينه، جعل الدهشه، الرغبة، الحيرة، ولحن هذه الكلمات ينسج في دواخلنا معزوفات ليس لها انقطاع، بين الآهة والعبرات، بين الألم والثغرات، بين السعادة وتلك الزمنيات، بين الاستفهام والاستعجاب، وبين الحين والآخر، فاغوص في عمق تلك الحروف وأجد في موازينها نغمٌ وفي ترتيبها لوحة تُعمّق في احساسها فنان توصل الى مرحلة التجريدات، لعالم بينه وبين ذلك الأفق نقطة تتمركز عليها الأحداث.
هواجس تمرحلت على أوزان وطنٍ غاب وبدأ يذوب في ذاكرة النسيان، هواجس لمعالم بدأت تتوطن على أشكال حملت في جوفها عادات وتقاليد ارتسمت عليها معالم الرحيل، هواجس لدروب تزحزحت في أناملها وقائع بين الماضي والحاضر لازالت تتمحور عليها، هواجس تعملقت في عقولنا وطاردت أفكارنا لتصبح بين طيات السؤال دون اجابة، فأصبح بال الهاجس يوغل بين مسامِ التربة يكتبُ فينا كيف نكون.
لم أكن في حياتي كاتبة، بل استسلمت لروعة الحرف عندما يمتزج بكلمة في عنفوانها احساس بزمن، تاريخ، لحظة، ميلاد, وكلمة أثارت في النفس شعور لم يستطع سوى القلم أن يسرده في سطور الأوراق، ليتربّع على تلك الخطوط بحبر غارت عليه الأيام ليتجسد في خواطر بسيطة, لكن ما جعل صمت دهشتي هو الروعة في حد ذاتها، عبارة والحرف شقيق الروح فكيف تخون الروح التوأم فينا كيف تخون، هذه العبارة جعلت صمتي أمامها هو التعبير الوحيد الذي يمكن أن يصدره لساني، سبحان الله دائماً ما أعتز في دواخلي بأنني سودانية، دون أعرف لمَ هذا الاعتزاز بوطن أبعد روعة عن تلك الصفات التي توسمت في شلوخٍ، وُشمت على زماننا لتصبح في ثوب غريب لم يكن في الأصل لنا، لكن هذه الوترية جعلتني أدرك بأن وطني فيه من الكلمات ما يعجز التفكير.

وجدت كلمة "شكراً"، احدى الكلمات التي ذابت خجلاً في حضرتك سيدي الأستاذ عبدالرؤوف السيد فلك العتبى حتى ترضى، أو، حتي أجد مفردات أو كلمات وربما لوحة، لُتعّبر عن سعادتي بتلك الوترية العملاقة.
آية عبدالحي أحمد
فنانة تشكيلية

.
إقرأ المزيد Entry>>

المشهد الآن تجلّى 3

المشهد الآن تجلّى 3

المشهد الآن تجلّى بالتفاصيل الدقيقة
لم يعد ما يحجب الشمس
من طمس حقيقة..
كلّ احتلال كان يأتي
يستعين بمن توارى بيننا
ليفقد الضوء بريقه
كلّ محتلّ له أطماعه
وله بها ألف طريق وطريقة
وحين تستعصي الدّيار عليه
يصبح العدوان أقرب
وأقرب النّاس إليه من تحزّب
. المشهد الآن تجسّم
فيه حقد ليس يُكتم
فيه شيطان تأسلم
فيه خوّان مترجم
فيه أوباما وأوكامبو
وملاّقي وعلقم
فيه دمّامٌ وشل أم
فيه فتوى من شيوخ ليس تعلم
فيه ليفى قيل أسلم
فيه مص.. فيه تر..
وفيه زن.. فيه بن.. فيه جن
فيه بلغم
فيه إعلام يفتّن إن تكلّم
فيه أنّي لست أفهم..
غير أنّ الحال أضحى
مثل أعمى قاد أبكم
غير أنّ حصادنا ولدان أشأم
لست أعلم من سيحكم
غير أنّ الليل أظلم
شعبنا فيه تقزّم
بعد أن كان المعلّم
صار مقهورا ومرغم
كان متبوعا فأضحى تابعا من غير أب
تلك أفعال الخيانة والعمالة والكذب
الرأس مقطوع
هل يستقيم له الذّنب
عجب عجب

يا دار ميّة ربعنا منّا استلب
لهب لهب
والنار تأكل للحطب
المشهد الآن تجسّم
فيه أحلاف
وحلف الغرب منها قد تنظّم
فيه نفط
فيه غاز وجهنّم
فيه أنّ جدار أمن فيك يا ليبيا تهدّم
فيه أنّ الفرز تم
بين أحرار البلاد
وبين أحرار الوهم
بين شرفاء العباد
وبين حنّاث القسم

ينتابني أنّ المساحيق التي استوردها البعض
كانت للعدم
أنّ الشعارات التي نادى بها البعض
سمّ في الدّسم
أنّ المسارات التي قادنا البعض لها همّ وغم
ما دام كان طريقها نار ودم
هدم القيم
ورحيل أب...


وتجلّى ما تجلّى
والنضال إذا تعلّى
رتل عزم ووفاء
مشهد الأرواح تصعد للسّماء
والموت يمشي في الطريق
والتّربُ يحتضن الدّماء
والقصف يهدم للبناء
أبصارنا صارت عماء
قدرٌ تحتّم بالقضاء
شهداء للوطن الجريح المستلب

ينتابني وعي تصدّى
وعاطفة لثأر قد تحدّى
ومشاعر الأوطان بدّا
فالرّوح مهداة تهدّى
وحبيب رمل قد تبدّى
عرقي النّابض نادى من تندّى
ليس للمحتلّ في أرضي شبرا
لا ولا أذنابه شرقا وغربا
هي للتاريخ سلطان لمن باع الأمان
والزّمان يدور في ذات المكان
والحياة بعزّة فيها طلب
مهرُها غالٍ
شرف البطولة من غلب
من مات في ساح الوغى
كأس الشّهامة من شرب
ثأرٌ ونطفة الأرحام تعلم ما الغضب
خطب جليل أن نباع بغير ذنب

يا أهل سرت الملتقى
حمل ثقيل من طغى
لا تصالح
إنما الغرب مَصالح
إنّما الغدر من ابن أخيك جارح
طعم الخيانة في المذاق ولن يبارح
حتّى يعود الحقّ يفرح من قضى
يا أهل سرت الملتقى
زرع الوفاء بأرضكم فيه الرّضا
خفقاتكم نبض الشّهيد
كلماته في الحقّ ما ضاعت سُدى
فلتنقذوا أوطانكم ممّا سيأتي من سغب
غسق لليل إذ وقب
جمع لمال إذ نهب
دحرٌ لوحش إذ وثب
من يحتكم للحقّ
لا يخشى الأعاصير تهب..

يا سرتُ يا بنت الكرام
وكأنّني قد عشت فيك طفولتي
وصباي حتّى منتهى عمري
فطاب بك المقام
وكأنّ أهلك من كلّ العشائر في مقام عشيرتي
رسل المحبّة والسّلام
أحببتُ فيك تواضعا وأصالة
دفئا جميلا
قيما تنادي للورى
فيها المودّة والوئام
فيها الهدى لمن اهتدى
فيها (التشرهبُ) بابتسام
يا سرتُ
كان بنوكِ أبنائي الكرام
أحببت فيك الكبرياء مع الشموخ والاحترام
أحببت فيك طموح جيل في التصدّي والتحدّي
والتقدّم للأمام
أحببت فيك الصدق، والعهد الوفاء والالتزام
أحببت يا سرت البراءة في عيونك
والمحبّة في الهيام
أحببت فيك الصرح يصدح بالنشيد
في كلّ يوم ملتقى
في كل يوم كان عيد
كم من طريق صافحت قدماي ممشاه
وكم من ساحة غطّى جوانبها الغمام
كنت النقيّة في الهواء
والأهل أنقى بل وأصفى
وثراك أطهر بل وأطيب في المقام
حتّى الخصام في ميثاقها
بين أهليها حرام

يا سرت سيّدة المدن
فيك الحضارة والبداوة
والأمان لمن سكن
فيك الوفاء شريعة
والحبّ دستور الوطن
حيّاك نهر الشوق
يا سرت المدينة والضواحي
وديانها لحن وفن..

ستعود يا سرت الرباط بلا انقسام
ستعود حامية الخليج
لتوحّد الوطن العصام
سيخبّر الوادي عن (الزّينين)
وكيف كان يحتضن الأمين
وكيف بسالة الأبطال فيها
شهدت لها في العالمين
كانت تقوم بما يجب
تاريخها كتبت ملاحمه المعارك والكتب
المشهد الآن تجلّى لمن يؤرّخ للحقب
ينتابني رحل الشّهيد
لكنّه باق بفكر لم يغب..

ينتابني أنّ الصراع مصيره
أن سوف يحسم
وحين تنتصر الملاحم
لن يصبح التاريخ أبكم
وسيعلم القاصي كما الدّاني تعلّم
كلّ من شوّه حرفا
أو تراه عاب اسما
أو بفعل جائر فينا ترنّم
قولوا له:
ليس في التاريخ حرف سوف يرحم

.
إقرأ المزيد Entry>>

السبت، 3 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 2

المشهد الآن تجلّى 2

المشهد الآن تجلّى
في التلال وفي الهضاب
حتّى الملائكة استحوا لمّا رأوا
هذا الخليفة فعله العجب العجاب
قابيل جرّد سيفه ظلما
وعربد في الرقاب
المشهد الآن تجلّى في الصحائف والكتب
وربيعنا الدّامي تعرّى
عند أخبار الجزيرة
كلّ من شوّه حرفا كان مرتكبا جريرة
المشهد الآن تجلّى بالكبيرة والصغيرة
سالت دماء شبابنا
من أجل تطهير التّراب
لكنّهم قتلوا أخاهم بالسيوف وبالحراب
حان وقت الفرز ما بين العرب
بين من والى لحلف الشرّ منّا واغترب
وبين من عرف الحقيقة وانتسب
وافتدى بالرّوح اسما للعرب..
المشهد الآن تجلّى مثلما كنّا نقاتل بعضنا
كيفما كانت رحاها منذ أيّام العرب.
. ينتابني أنّا كلامٌ في كلام
أنّا جفونا الفعل خاصمنا السّلام
أنّا فقدنا بيننا لغة الوئام
أنّا فقدنا في الحياة الاحترام
أنّا جفونا أو جفانا الابتسام
كلّ الصّراع على التحكّم في رقاب الآخرين
حول كرسيّ حزين مغتصب
لم يبق فيه لا أمين... ولا رئيس منتخب
كلّ الفصول تداخلت إلا الربيع لمن غلب
كلّ من حاز القوائم
قد تألّه صار رب
من قال تبّا للرئاسة ما كذب
ما تعلّمنا العمل
لا ولا حتّى تراكيب الجمل
غير المسارات اللّعب
ينبوع صدق قد نضب

ينتابني أنّ الظلام يلفّنا
من ألف عام
أنّ البصيرة أعتمت
أبصارنا تحت القدم
ألم يعانق للألم
ينتابني أنّ الرعيّة لا تلام
ما دام إعلام بحجم الكون
يرقص وهو يكذب في الكلام
أنّ النفوس ضعيفة حدّ الخصام

المشهد الآن تجلّى
ماذا نقدّم للوطن؟
هذي المحن قد جلبناها بضعف
قد ترسّب من زمن
بين المفاصل والمقاصل
والتآمر والعداوات الإحن..
من ذا يعي أنّا على وشك التلاشي
من المعاجم والكتب
ينمحي اسم تردّد للعرب
ينتابني أنّا حماة الجهل
ولنا من أبي جهل نسب
أنّا رماة في الوغى
حين الوغى بين أبناء العمومة يلتهب..

ينتابني ما انتاب أحرار بسرت مجاهدين
حين حلف الشرّ عربد بالعمالة يستعين
حتّى إذا ارتحل الشّهيد
توقّف القصف اللّعين
وكأنّما كلّ الدمار لأجل فرد
لم يهادن لا يلين
لكنّهم لا يعلمون
بأنّ أحراراً لأجل شهيدهم لا يهدؤون
بدأ النضال وصيّة
لن يضيّعها أمين
مهما تطاولت السنون سيستعاد المستلب
وتستعاد كرامة لمن الحياة لها وهب

ينتابني ما انتاب أحرار البريّة
أنّ القضيّة ضعف وعي ورديّة
فالأخوّة ما عادت لنا فيها مزيّة
والعقيدة لم تشفّع في الأسيّة
والنفوس تنافرت
ولم تعد فيها الأبيّة
والعقول تخاصمت
سدّت منافذها، ولم يعد فيها رويّة
ما بال هذا العهد أضحى
مثل عهد الجاهليّة
ردّت كبار القوم عن عصر الجماهيريّة
فغزوة الأحزاب لم تع ما القضيّة
والجيل أضحى حاقدا
من فتنة غربيّة
جاءت بأهوال الرّدى
والأرض كانت يعربيّة
وشهيدنا كان المدافع عن حماها
قدّم الرّوح سخيّة
من أجل أن تبقى البلاد
مع النضال معمّريّة
والرأس مرفوع لعزّته غضب
فسيعلم الأعداء حين تنزاح الحجب
وسيعلم الإعلام ما بين الحقيقة والكذب..

ينتابني أمل المقاومة الجهاد
أنّ البلاد أمانة حتّى تعاد
والغرب يرجع خاسئا عمّا أراد
بانت سعاد
وأرضنا أرض المعاد
حين تخفق راية خضراء
فوق سمائنا ماء وزاد
سيقول أعداء البلاد
أنّ معمّرا باق
وأنّ بلاده ليست جدب
حبّا لأوطان ورب
الخدعة انقلبت علينا واللّعب

لا لم يعد يمن سعيد أو عراق
لا ولا سوريا العروبة والوفاق
لا ولا مصر الكنانة والشقاق
لا ولا ليبيا ابتلاء واحتراق
واختراق من نفاق
لا ولا سودان عزّة بعد أن حدث الطلاق

صدى الكلمات يرتدّ
فلا سمع ولا ودّ
ولا أخذ ولا ردّ
وخطو الموت يمتدّ
وأرحام بظهر الغيب ترتدّ
لتحمل حقدها ثأرا
وحبل الثأر يشتدّ
وأذان لفجر الفاتح أبدا
يعانق المدّ
: حيّ على الخلاص
جهاد واجب بدّ
شهيد القوم قد وصّى
ووسّد كفّه الخدّ
أذان أسمع الدنيا
فآن أوانه الجدّ
فلا جمع ولا طرح ولا عدّ
شهيد يسعد الأرض
جريح يسند المدّ
ونصر قادم بدّ
أرضٌ تيمّم المختار فيها
لن تجافيها السّحب

ينتابني أنّ الأمانة لم تعد لغة الخطاب
والصدق ما عاد الحرف منطقه امتثالا للكتاب
والمنطق اختبأت قضاياه
نتائجه تصدّت قبل تقدمة الحساب
من أخطأ النهج القويم فقد أصاب
من عانق الظلماء فينا
فقد ارتقى فوق السّحاب
الحرف معوجّ
وبلادنا كي ترتقي
لابدّ أن تلج الخراب
حتّى كلاب الحيّ أضحت كالذئاب
سأظلّ أشهد طيلة التاريخ
أنّ معمّرا أمَّ الجهاد والاجتهاد
أفكاره قد حرّكت
ما كان يسكن في البرك
فتحالف الشيطان حلف الشرّ
خاض المعترك
نزع الأمان من البلاد
نصب الشّرك
أفكاره كانت للمّ الشمل توحيد العباد

ينتابني أنّ الدعاء المستجاب
يحتاج للفعل الإرادة
لا يدانيها ارتياب
لكن إنسان الحياة منازع
ما بين صحراء وغاب
بشر البريّة أوغلت
في غيّها حتّى الصّحاب
طفل البراءة خلف أستار الحجاب
ما بين وحشة ظلمة
ما بين حزن واكتئاب

يا سادتي..
لابدّ للإنسان من أن ينتصر
من بعد أن طال الغياب
يا سادتي
آن الأوان لأن نفكّ القيد
فالإنسان حر
وطعم القيد للأحرار مر
لا بدّ ممّا ليس بد
لا بدّ لو طال الأمد
لابدّ من يوم وغد
قلّ أو كثر العدد...
فاليتم ليس له سند
إلاّ اعتماد الذّات تمزيق الحجب
وضع النقاط على الحروف
أذان فجر قد وجب
فالمشهد الآن تجلّى
في الصحائف والكتب
تاريخنا يرنو لنا
أنّا نقوم بما يجب
لعبة الموت تمادت يا عرب
بعضكم قد زاد في النار الحطب
يا عاركم .. يا عاركم.. فالصبر فينا قد نضب
.
إقرأ المزيد Entry>>