الخميس، 29 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 6

المشهد الآن تجلّى 6

المشهد الآن تجلّى يا وطن
فليستفق من فيك من أهل الفطن
الشمس تشرق للجميع
والحرف ابن للوطن
وطني الأنا وأنا الوطن
حيّا عزيزا فوق أرضي
أو شهيدا في الكفن
ما عاد بعد اليوم دمع في المآقي والخدود
هي حسرة منّا على وعي تدنّى للنّخب
وعلى جموع المستغربين من العرب
وعلى الدمار يطال أغصان الرّطب
هذا النخيل أبى يطأطئ رأسه
رغم العواصف والرعود..
السعد فوق نواصي الشرف العقود
السعد يا سعد في الأرض الولود
والفجر يشرق للهدى لمن اهتدى
والنبت يورق من جديد
. أبطال سرت وبن وليد
واد لجارف لن يحيد
وأبوسليم لم يغب عن مشهد الجلد الشديد
فشبابهم بجهادهم عزم حديد
المشهد الآن تجلّى يا عرب
ويلٌ لمن خان العقيدة والعروبة والشهيد
ويل لمن هجر الحقيقة والحديقة والوثيقة والنشيد
لعراقنا ولشامنا ولقدسنا
ولبابنا اليمن السعيد
ولليبيا بيت القصيد ..ليبيا العقيد

وطني أيا فردوسي المفقود
وكلّ من فيه شهود
والدم مستباح والقيود
والوحل في المدّ الحدود
باعوك يا وطن الجدود
واحسرتاه عليك ما لَكَ من سند
إلاّ بنوك الأوفياء
الأنقياء الأتقياء الأنبياء
رحل السّعد
وطني تعوّذ بالأحد
من التآمر والحسد
وطني ترابك ضمّخته دماء من كان السّند
وكرامة الماضين والآتين
وعزّة الفرد الصّمد..
وطني يحقّ لك الحداد
بلون حزن لا يزال
كالعتمة العمياء قد حجبت لعين الشمس
قد بدّلت حالي لحال
ولم السؤال؟
وطن البسالة والجلد
وإلى الأبد
أسفي على وطن جريح نحتسب
تجرّع سمّ أفعى
بفحيحها قد مزّقت أحشاءه
وطوّقته يد الكرب
جافت مقلة العين الدّموع
والقلب خاصم للطّرب

أسفي على نخب من الفرح اليتيم
من اليأس الدّميم
لا يستقيم الحرف فيه ولا يقيم
لم تقرأ الماضي القديم
تمرّغوا في الوحل قد قبلوا الرّكوع
ظنّوا بأن الدّار في باب البيوع
أسفي على الأرحام وهي بريئة
قد أنجبت من قد تنكّر للمعاناة الوجع
أسفي على وطن البدع
لم يحتمل نورا سطع
أضحى لحلف الشرّ مرتع
نبعٌ تلوّث بالخيانة والخدع
ستّ الودع
هتفت يسوع وكبّرت
ليفي وساركوزي حمد
حشدت لآلة قصفهم
حصدت عدد
حتّى الرّضاعة قد جحد
بين الولادة واللّحد
صلّى ولكن ما سجد
والعنق طوّقه المسد
فالسعد عانق للسّعد
والمدّ ممتدٌّ مدد
عتب له وله رصد
القصد كان وما قصد
الزرع كان وما حصد
وجاحد وما جحد
فالترب جافته السّحب
والحرف عانقه الكذب

ينتابني أنّ الملائكة الذين تغرّبوا بديارهم
ذبحتهمُ أيدي الخيانة والمخازي والحسد
وللشهادة قد شهد
وآخرون سيهجرون الدّار في النفس الكمد
ويغضّ طرفهم الإباء
شممٌ وعزم الكبرياء
ما دام عربد فيهمُ حرف الدّماء
وتجرّعوا كأس الدّموع
سكبته ألسنة الخيانة وهي تطفئ للشموع

السعد ابن للسعادة والبشائر
الماء غاض عن البلاد
والجرح مفتوح وغائر
والكلّ حائر
فالجهل أضحى سيّدا
وعلا على كلّ المنابر
فالجمع تحكمه الدوائر
وحقائب التوزير والتزوير جائر

في عتمة اللّيل تيمّم بالتمائم
أذّن بأعلى الصوت إنّ الصبح نائم
ولتلتئم منّا الجراح
ولنحتضن في جوفنا الحزن المباح
لا تساوم في الصفاء وفي المكارم
حتّى الملائكة الذين تغرّبوا
بصفاتهم ستعود للوطن المسالم

آهـٍ لما في القلب من جرح كمد
الجرم مشهود
سيشهد يوم غد
فخلفك يا كريم الأصل آلاف مؤلّفة مدد
يا سرت يا بنت البلد
فيك الأصالة والصمود لمن صمد
إن كان آلمك الفقيد
فإنّ في الأرحام من نطف لها في الوعد وعد
ضمّي جراحك يا بلد
فالطلق آتٍ بالسّعد
وتيمّمي صبرا يكابده الجلد
إنّ الجريرة يا جرير مريرة
مفضوحة ولها أمد
والله للمظلوم ساند من سند
عدل وإنصافٌ وحقٌّ للأبد
وطني تعوّذ بالأحد
وعزّة الفرد الصّمد..
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق