الخميس، 8 ديسمبر 2011

حول الهاجس والحرف.. آية عبدالحي أحمد

الفنّانة التشكيليّة: آية عبد الحي أحمد
 حول الهاجس والحرف

رسالة شدّتني وأذهلتني بأنّ هناك من يتذوّق الحرف في بلادي بهذا العشق وبهذه النشوة وفي هذا الزمان الصعب العطب لك آية معزّتي واحترامي وتقديري واسمحي لي أن تتشرّف بها مدوّنتي ضمن من كتبوا عن الهاجس والحرف من أدباء ونقّاد.مشاعر أعتزّ بها وحروف تتسامى إلى عالم التوحّد مع الذات والحرف والروح. لك التحيّة والمحبّة.. .......................عبدالرؤوف بابكر السيّد
بسم الله الرحمن الرحيم
روعة تلك الكلمات التي ينغمس فيها وجداني ليصل لذلك الشعور الذي هام فيه ذلك الشاعر شلتني، اغرقتني بصمت على عيناي ..أيعقل؟؟!
كلمات لن أجد لتكرارها مثيل.. عندما سمعتها لأول مرة بحثت عن تلك المفردات لأضمها الى تاريخ كتاباتي, فوجدت أنها من المستحيلات، فالأحساس بتلك الكلمات يفوق تلك الحدود التي يمكن أن يرتسم عليها الشخص..
شاعر أفاضت به غربة الأيام واستسلم للواقع السؤال، دون وجود الاجابه في وترية وقف بينها الهاجس والحرف...
. أحياناً أتأمل غرابة تلك المترادفات ومعاني تلك الكلمات وأسأل نفسي هل وجد لحظة، ليكتب تلك العبارات التي في تناغمها ضياع للذات بين الروعة والابداع، أم أخذ يبحث في قواميس الحرف ليجدها؟؟
صمتٌ تغلغل في أفكاري وفي روائع تلك السمفونية لمايسترو عندما أمسك بالقلم لينثر روعة ما وشمته الأيام على جبينه، جعل الدهشه، الرغبة، الحيرة، ولحن هذه الكلمات ينسج في دواخلنا معزوفات ليس لها انقطاع، بين الآهة والعبرات، بين الألم والثغرات، بين السعادة وتلك الزمنيات، بين الاستفهام والاستعجاب، وبين الحين والآخر، فاغوص في عمق تلك الحروف وأجد في موازينها نغمٌ وفي ترتيبها لوحة تُعمّق في احساسها فنان توصل الى مرحلة التجريدات، لعالم بينه وبين ذلك الأفق نقطة تتمركز عليها الأحداث.
هواجس تمرحلت على أوزان وطنٍ غاب وبدأ يذوب في ذاكرة النسيان، هواجس لمعالم بدأت تتوطن على أشكال حملت في جوفها عادات وتقاليد ارتسمت عليها معالم الرحيل، هواجس لدروب تزحزحت في أناملها وقائع بين الماضي والحاضر لازالت تتمحور عليها، هواجس تعملقت في عقولنا وطاردت أفكارنا لتصبح بين طيات السؤال دون اجابة، فأصبح بال الهاجس يوغل بين مسامِ التربة يكتبُ فينا كيف نكون.
لم أكن في حياتي كاتبة، بل استسلمت لروعة الحرف عندما يمتزج بكلمة في عنفوانها احساس بزمن، تاريخ، لحظة، ميلاد, وكلمة أثارت في النفس شعور لم يستطع سوى القلم أن يسرده في سطور الأوراق، ليتربّع على تلك الخطوط بحبر غارت عليه الأيام ليتجسد في خواطر بسيطة, لكن ما جعل صمت دهشتي هو الروعة في حد ذاتها، عبارة والحرف شقيق الروح فكيف تخون الروح التوأم فينا كيف تخون، هذه العبارة جعلت صمتي أمامها هو التعبير الوحيد الذي يمكن أن يصدره لساني، سبحان الله دائماً ما أعتز في دواخلي بأنني سودانية، دون أعرف لمَ هذا الاعتزاز بوطن أبعد روعة عن تلك الصفات التي توسمت في شلوخٍ، وُشمت على زماننا لتصبح في ثوب غريب لم يكن في الأصل لنا، لكن هذه الوترية جعلتني أدرك بأن وطني فيه من الكلمات ما يعجز التفكير.

وجدت كلمة "شكراً"، احدى الكلمات التي ذابت خجلاً في حضرتك سيدي الأستاذ عبدالرؤوف السيد فلك العتبى حتى ترضى، أو، حتي أجد مفردات أو كلمات وربما لوحة، لُتعّبر عن سعادتي بتلك الوترية العملاقة.
آية عبدالحي أحمد
فنانة تشكيلية

.

هناك تعليق واحد:

  1. مهما قلتى يا استاذه ما حتوفى الزعيم حقه وبهذه الونرية اسميناه زعيم اللغة -- اللغة التى باتت ركيكة و لهجات غريبة وعجيبة

    ردحذف