الجمعة، 9 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 4

المشهد الآن تجلّى 4

لو حدّد الغرب لنا أسماءنا
وصمّم الغربُ لنا أزياءنا
أو جدّد الغربُ لنا حكّامنا
فربيعنا صيف لنا والحقل أحمر
والنائمون على وسادة عيشهم
هم خائفون برغم إيمان
بأنّ الله أكبر..
والعارفون وخادعوا أوطانهم
باعوا ضمائرهم..مشاعرهم
شعوبهمُ تدمّر
. أو أنّ حقدهم الدّفين نما
قد صوّر العدوان ثورة
من أجل تجفيف البلاد من الشّرف
كانت فعالهم القبيحة كلّها
غدرا وفورة..
كشفا وعورة..
والشأن أبتر
عريٌ وخزيٌ فيك يا دار معمّر..
يشهد الأحرار أنّ الحال ما عادت تسر..

ماذا تبقّى للوطن غير الإحن
من ذا تبقّى للعرب
غير اللّقب
لقب الرئيس المنتخب
يرضى عليه الغربُ شرعا يحتسب
يرعى المصالح بالدّيار أبو لهب
تبّت يداه وما كسب
قد خالف الشّرع القويم
شورى لأمر بيننا
قد سلّم الوطن الجريح لمن طلب

يا دار عبلة في الرّبوع تكلّمي
وخذي بحقّ الرّاحلين وعلّمي
أنّ التراب لظى ونارٌ حامية
أيّامهم حمراء فيها دامية
صبرا لحاملة الجبال ومن بها
صبرا لها
أيّوب في كلّ الحقب
لا يأس يغزو أو عطب
فتيمّموا صبرا نبيلا
في البوادي والمدائن والشّعَب
فسيعلمون المنقلب

يا قيس ليلى تستجير بحبّها
فاهتف بحبّك إنّها بنت العرب
المشهد الآن خراب بل وأكثر
قتل وتدمير وعدوان مركّب

يا آخر الوجع المخاض
يا من يذود عن الحياض
يا حرف ضاد ناصب الوطن البعاد
أبشر فإنّ الطّلق زاد
ميلاد عزّتنا يعاد
السّابحات بلا قياد
المورقات على الفؤاد
الرابضات على البلاد
لا تلبسنّ حرائرَ الوطن السّواد
وديان عزّ للجهاد
لو جفّ ماء غديرها
نهر الكرامة في ازدياد

يبكيك من قتلوك
وينادي عليك من خانوك
فلقد بكى المتشيّعون حسينهم
خذلوا حسينا بينهم
والعالمين تمسّحوا بمسيحهم
صلبوا شبيها
قد كان يكسب ودّهم
ثمّ عادوا يعبدون
وستكشف الأيّام أسرار التآمر والكذب
وسيستفيق القوم عن فقدٍ
وعن خطبٍ لجب
عند الحقيقة مثل ضوء الشّمس
تجلو للحجب..

المشهد الآن تجلّى
لو كان عدوان لحلف الشرّ
تلك طبيعة
ما بال ابن العمّ يوغل في الجراح
ويشرب من دمي..
أ لأنّني كنت الوفيّ لأمّتي ولقارّتي
ولموطني..
أ لأنّني أقسمت أفديه بما ملكت يدي
أ لأنّني أقسمت ألاّ أحتمي بالغربِ
أو أطبق فمي..
أ لأنّني آليت ألاّ أنحني للغير
يأمرني ويملكني
فأطيع حتّى مسكني..
أ لأجل أن أرضى بما شاءوا
استباح دمي ابن العمّ أرواحا
وأموالا وسبيا للحرائر
أو قصف (ماجر)
وعقاب سرت وهدم آلاف المنابر
تقطيع أوردة وأسر وتشريد
سالت دماء للرّكب..

ما بال ثوّار لأجل الغرب
يقتلعون من جسدي العيون
وينتزعون قلب..
كي لا أرى ما يفعلون
حتّى المشاعر تُسْتلب
الله يا ليبيا العجب
عدوان حلف الشرّ
تلك طبيعة فيهم
ما بال عدوان العرب
الأرض باقية..
وأيّام تمرّ وتنقلب
إنسان هذي الأرض أبقى
لو مرّ عام أو حقب..
سبحان من جعل الحياة تداولا
ولها وهب..
سبحان من جعل الحياة غنيّة
فيها التراب كما الذّهب
فيها الخصوبة والجدب
سبحانه.. قدرٌ نفاذ
سبحانه.. فيما سيكتب أو كتب..
لكنّني أبكي صحابا
كانت خصالهمُ المروءة والوفاء مع الأدب
كانوا ملائكة على أقدامها
كانوا البلاسم للجروح
كانوا الأشاوس في الوغى
قاموا بما كان يجب
أبكيك ليبيا فيهمُ
شهداء عند الله روحا نحتسب..
وليشهد التاريخ أنّ نضالهم
فرقان ما بين الحقيقة والكذب...
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق