الخميس، 8 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 3

المشهد الآن تجلّى 3

المشهد الآن تجلّى بالتفاصيل الدقيقة
لم يعد ما يحجب الشمس
من طمس حقيقة..
كلّ احتلال كان يأتي
يستعين بمن توارى بيننا
ليفقد الضوء بريقه
كلّ محتلّ له أطماعه
وله بها ألف طريق وطريقة
وحين تستعصي الدّيار عليه
يصبح العدوان أقرب
وأقرب النّاس إليه من تحزّب
. المشهد الآن تجسّم
فيه حقد ليس يُكتم
فيه شيطان تأسلم
فيه خوّان مترجم
فيه أوباما وأوكامبو
وملاّقي وعلقم
فيه دمّامٌ وشل أم
فيه فتوى من شيوخ ليس تعلم
فيه ليفى قيل أسلم
فيه مص.. فيه تر..
وفيه زن.. فيه بن.. فيه جن
فيه بلغم
فيه إعلام يفتّن إن تكلّم
فيه أنّي لست أفهم..
غير أنّ الحال أضحى
مثل أعمى قاد أبكم
غير أنّ حصادنا ولدان أشأم
لست أعلم من سيحكم
غير أنّ الليل أظلم
شعبنا فيه تقزّم
بعد أن كان المعلّم
صار مقهورا ومرغم
كان متبوعا فأضحى تابعا من غير أب
تلك أفعال الخيانة والعمالة والكذب
الرأس مقطوع
هل يستقيم له الذّنب
عجب عجب

يا دار ميّة ربعنا منّا استلب
لهب لهب
والنار تأكل للحطب
المشهد الآن تجسّم
فيه أحلاف
وحلف الغرب منها قد تنظّم
فيه نفط
فيه غاز وجهنّم
فيه أنّ جدار أمن فيك يا ليبيا تهدّم
فيه أنّ الفرز تم
بين أحرار البلاد
وبين أحرار الوهم
بين شرفاء العباد
وبين حنّاث القسم

ينتابني أنّ المساحيق التي استوردها البعض
كانت للعدم
أنّ الشعارات التي نادى بها البعض
سمّ في الدّسم
أنّ المسارات التي قادنا البعض لها همّ وغم
ما دام كان طريقها نار ودم
هدم القيم
ورحيل أب...


وتجلّى ما تجلّى
والنضال إذا تعلّى
رتل عزم ووفاء
مشهد الأرواح تصعد للسّماء
والموت يمشي في الطريق
والتّربُ يحتضن الدّماء
والقصف يهدم للبناء
أبصارنا صارت عماء
قدرٌ تحتّم بالقضاء
شهداء للوطن الجريح المستلب

ينتابني وعي تصدّى
وعاطفة لثأر قد تحدّى
ومشاعر الأوطان بدّا
فالرّوح مهداة تهدّى
وحبيب رمل قد تبدّى
عرقي النّابض نادى من تندّى
ليس للمحتلّ في أرضي شبرا
لا ولا أذنابه شرقا وغربا
هي للتاريخ سلطان لمن باع الأمان
والزّمان يدور في ذات المكان
والحياة بعزّة فيها طلب
مهرُها غالٍ
شرف البطولة من غلب
من مات في ساح الوغى
كأس الشّهامة من شرب
ثأرٌ ونطفة الأرحام تعلم ما الغضب
خطب جليل أن نباع بغير ذنب

يا أهل سرت الملتقى
حمل ثقيل من طغى
لا تصالح
إنما الغرب مَصالح
إنّما الغدر من ابن أخيك جارح
طعم الخيانة في المذاق ولن يبارح
حتّى يعود الحقّ يفرح من قضى
يا أهل سرت الملتقى
زرع الوفاء بأرضكم فيه الرّضا
خفقاتكم نبض الشّهيد
كلماته في الحقّ ما ضاعت سُدى
فلتنقذوا أوطانكم ممّا سيأتي من سغب
غسق لليل إذ وقب
جمع لمال إذ نهب
دحرٌ لوحش إذ وثب
من يحتكم للحقّ
لا يخشى الأعاصير تهب..

يا سرتُ يا بنت الكرام
وكأنّني قد عشت فيك طفولتي
وصباي حتّى منتهى عمري
فطاب بك المقام
وكأنّ أهلك من كلّ العشائر في مقام عشيرتي
رسل المحبّة والسّلام
أحببتُ فيك تواضعا وأصالة
دفئا جميلا
قيما تنادي للورى
فيها المودّة والوئام
فيها الهدى لمن اهتدى
فيها (التشرهبُ) بابتسام
يا سرتُ
كان بنوكِ أبنائي الكرام
أحببت فيك الكبرياء مع الشموخ والاحترام
أحببت فيك طموح جيل في التصدّي والتحدّي
والتقدّم للأمام
أحببت فيك الصدق، والعهد الوفاء والالتزام
أحببت يا سرت البراءة في عيونك
والمحبّة في الهيام
أحببت فيك الصرح يصدح بالنشيد
في كلّ يوم ملتقى
في كل يوم كان عيد
كم من طريق صافحت قدماي ممشاه
وكم من ساحة غطّى جوانبها الغمام
كنت النقيّة في الهواء
والأهل أنقى بل وأصفى
وثراك أطهر بل وأطيب في المقام
حتّى الخصام في ميثاقها
بين أهليها حرام

يا سرت سيّدة المدن
فيك الحضارة والبداوة
والأمان لمن سكن
فيك الوفاء شريعة
والحبّ دستور الوطن
حيّاك نهر الشوق
يا سرت المدينة والضواحي
وديانها لحن وفن..

ستعود يا سرت الرباط بلا انقسام
ستعود حامية الخليج
لتوحّد الوطن العصام
سيخبّر الوادي عن (الزّينين)
وكيف كان يحتضن الأمين
وكيف بسالة الأبطال فيها
شهدت لها في العالمين
كانت تقوم بما يجب
تاريخها كتبت ملاحمه المعارك والكتب
المشهد الآن تجلّى لمن يؤرّخ للحقب
ينتابني رحل الشّهيد
لكنّه باق بفكر لم يغب..

ينتابني أنّ الصراع مصيره
أن سوف يحسم
وحين تنتصر الملاحم
لن يصبح التاريخ أبكم
وسيعلم القاصي كما الدّاني تعلّم
كلّ من شوّه حرفا
أو تراه عاب اسما
أو بفعل جائر فينا ترنّم
قولوا له:
ليس في التاريخ حرف سوف يرحم

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق