السبت، 3 ديسمبر 2011

المشهد الآن تجلّى 2

المشهد الآن تجلّى 2

المشهد الآن تجلّى
في التلال وفي الهضاب
حتّى الملائكة استحوا لمّا رأوا
هذا الخليفة فعله العجب العجاب
قابيل جرّد سيفه ظلما
وعربد في الرقاب
المشهد الآن تجلّى في الصحائف والكتب
وربيعنا الدّامي تعرّى
عند أخبار الجزيرة
كلّ من شوّه حرفا كان مرتكبا جريرة
المشهد الآن تجلّى بالكبيرة والصغيرة
سالت دماء شبابنا
من أجل تطهير التّراب
لكنّهم قتلوا أخاهم بالسيوف وبالحراب
حان وقت الفرز ما بين العرب
بين من والى لحلف الشرّ منّا واغترب
وبين من عرف الحقيقة وانتسب
وافتدى بالرّوح اسما للعرب..
المشهد الآن تجلّى مثلما كنّا نقاتل بعضنا
كيفما كانت رحاها منذ أيّام العرب.
. ينتابني أنّا كلامٌ في كلام
أنّا جفونا الفعل خاصمنا السّلام
أنّا فقدنا بيننا لغة الوئام
أنّا فقدنا في الحياة الاحترام
أنّا جفونا أو جفانا الابتسام
كلّ الصّراع على التحكّم في رقاب الآخرين
حول كرسيّ حزين مغتصب
لم يبق فيه لا أمين... ولا رئيس منتخب
كلّ الفصول تداخلت إلا الربيع لمن غلب
كلّ من حاز القوائم
قد تألّه صار رب
من قال تبّا للرئاسة ما كذب
ما تعلّمنا العمل
لا ولا حتّى تراكيب الجمل
غير المسارات اللّعب
ينبوع صدق قد نضب

ينتابني أنّ الظلام يلفّنا
من ألف عام
أنّ البصيرة أعتمت
أبصارنا تحت القدم
ألم يعانق للألم
ينتابني أنّ الرعيّة لا تلام
ما دام إعلام بحجم الكون
يرقص وهو يكذب في الكلام
أنّ النفوس ضعيفة حدّ الخصام

المشهد الآن تجلّى
ماذا نقدّم للوطن؟
هذي المحن قد جلبناها بضعف
قد ترسّب من زمن
بين المفاصل والمقاصل
والتآمر والعداوات الإحن..
من ذا يعي أنّا على وشك التلاشي
من المعاجم والكتب
ينمحي اسم تردّد للعرب
ينتابني أنّا حماة الجهل
ولنا من أبي جهل نسب
أنّا رماة في الوغى
حين الوغى بين أبناء العمومة يلتهب..

ينتابني ما انتاب أحرار بسرت مجاهدين
حين حلف الشرّ عربد بالعمالة يستعين
حتّى إذا ارتحل الشّهيد
توقّف القصف اللّعين
وكأنّما كلّ الدمار لأجل فرد
لم يهادن لا يلين
لكنّهم لا يعلمون
بأنّ أحراراً لأجل شهيدهم لا يهدؤون
بدأ النضال وصيّة
لن يضيّعها أمين
مهما تطاولت السنون سيستعاد المستلب
وتستعاد كرامة لمن الحياة لها وهب

ينتابني ما انتاب أحرار البريّة
أنّ القضيّة ضعف وعي ورديّة
فالأخوّة ما عادت لنا فيها مزيّة
والعقيدة لم تشفّع في الأسيّة
والنفوس تنافرت
ولم تعد فيها الأبيّة
والعقول تخاصمت
سدّت منافذها، ولم يعد فيها رويّة
ما بال هذا العهد أضحى
مثل عهد الجاهليّة
ردّت كبار القوم عن عصر الجماهيريّة
فغزوة الأحزاب لم تع ما القضيّة
والجيل أضحى حاقدا
من فتنة غربيّة
جاءت بأهوال الرّدى
والأرض كانت يعربيّة
وشهيدنا كان المدافع عن حماها
قدّم الرّوح سخيّة
من أجل أن تبقى البلاد
مع النضال معمّريّة
والرأس مرفوع لعزّته غضب
فسيعلم الأعداء حين تنزاح الحجب
وسيعلم الإعلام ما بين الحقيقة والكذب..

ينتابني أمل المقاومة الجهاد
أنّ البلاد أمانة حتّى تعاد
والغرب يرجع خاسئا عمّا أراد
بانت سعاد
وأرضنا أرض المعاد
حين تخفق راية خضراء
فوق سمائنا ماء وزاد
سيقول أعداء البلاد
أنّ معمّرا باق
وأنّ بلاده ليست جدب
حبّا لأوطان ورب
الخدعة انقلبت علينا واللّعب

لا لم يعد يمن سعيد أو عراق
لا ولا سوريا العروبة والوفاق
لا ولا مصر الكنانة والشقاق
لا ولا ليبيا ابتلاء واحتراق
واختراق من نفاق
لا ولا سودان عزّة بعد أن حدث الطلاق

صدى الكلمات يرتدّ
فلا سمع ولا ودّ
ولا أخذ ولا ردّ
وخطو الموت يمتدّ
وأرحام بظهر الغيب ترتدّ
لتحمل حقدها ثأرا
وحبل الثأر يشتدّ
وأذان لفجر الفاتح أبدا
يعانق المدّ
: حيّ على الخلاص
جهاد واجب بدّ
شهيد القوم قد وصّى
ووسّد كفّه الخدّ
أذان أسمع الدنيا
فآن أوانه الجدّ
فلا جمع ولا طرح ولا عدّ
شهيد يسعد الأرض
جريح يسند المدّ
ونصر قادم بدّ
أرضٌ تيمّم المختار فيها
لن تجافيها السّحب

ينتابني أنّ الأمانة لم تعد لغة الخطاب
والصدق ما عاد الحرف منطقه امتثالا للكتاب
والمنطق اختبأت قضاياه
نتائجه تصدّت قبل تقدمة الحساب
من أخطأ النهج القويم فقد أصاب
من عانق الظلماء فينا
فقد ارتقى فوق السّحاب
الحرف معوجّ
وبلادنا كي ترتقي
لابدّ أن تلج الخراب
حتّى كلاب الحيّ أضحت كالذئاب
سأظلّ أشهد طيلة التاريخ
أنّ معمّرا أمَّ الجهاد والاجتهاد
أفكاره قد حرّكت
ما كان يسكن في البرك
فتحالف الشيطان حلف الشرّ
خاض المعترك
نزع الأمان من البلاد
نصب الشّرك
أفكاره كانت للمّ الشمل توحيد العباد

ينتابني أنّ الدعاء المستجاب
يحتاج للفعل الإرادة
لا يدانيها ارتياب
لكن إنسان الحياة منازع
ما بين صحراء وغاب
بشر البريّة أوغلت
في غيّها حتّى الصّحاب
طفل البراءة خلف أستار الحجاب
ما بين وحشة ظلمة
ما بين حزن واكتئاب

يا سادتي..
لابدّ للإنسان من أن ينتصر
من بعد أن طال الغياب
يا سادتي
آن الأوان لأن نفكّ القيد
فالإنسان حر
وطعم القيد للأحرار مر
لا بدّ ممّا ليس بد
لا بدّ لو طال الأمد
لابدّ من يوم وغد
قلّ أو كثر العدد...
فاليتم ليس له سند
إلاّ اعتماد الذّات تمزيق الحجب
وضع النقاط على الحروف
أذان فجر قد وجب
فالمشهد الآن تجلّى
في الصحائف والكتب
تاريخنا يرنو لنا
أنّا نقوم بما يجب
لعبة الموت تمادت يا عرب
بعضكم قد زاد في النار الحطب
يا عاركم .. يا عاركم.. فالصبر فينا قد نضب
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق