الخميس، 23 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 7

الهاجس وأم أحمد 7

يزداد مع الأيّام ظلامي..
يهرب عنّي إلهامي.
ويردّ الصوتَ الكهفُ كلامي
فالمشهد دامي
وحرف الزّور وإيهامي..
ينتشر الذّعر يسود جنون
والكون الأخرس والأعمى
من غير وثائق
زاد الحرّ وزاد القرّ
الحاكمُ غِرّ ...
أهان الحُرّ أذاق المُرّ ..وزاد حرائق
رقص المعتوه الضّائع
فرح الشّامت والسّارق
والمارق جار على المارق
وتمرّغنا في الوحل وباسم الدّين
وتسلّل في الحيّ شياطين
والهاجس عانق حرف اللّين
وغدامس أضحت حطّين
والطين يتوق لحرف السّين..
. والسّين اللاحق والسّابق

من شام الوطن. وعزّ الوطن. وحمّى الزّمن
ويمن اليمن.. وليبيا الشّجن.. وكلّ المدن
عراق الحزن مع الخرطوم
وآل .. وآل.. السر مكتوم..
والآل الثاني جرّ خصوم
والناس نيام
بين معارض.. بين موالي.. الصك معلوم
جيب خالى
هدّ خيالي وكم أبدع .. فالحي قيّوم

يا أم أحمد بدل المحلب دقّي التُّوم..
وامسحي دمعة..وأوقدي شمعة..
جراح الجسد يعاني سموم
وطن مسحور..قد جافى النّور
بالعظم كسور
والوعي تدنّى فيه قصور
والناس اصطفّت في الطابور
قد جار الجور على المجرور
فماذا بعد.. وكيف وكيف
وهذا الزّيف .. ونفس اليوم رصيف الغد
يا أم أحمد ..كم من أحمد حرم النّوم
وكم من أحمد (بات مهموم)
وكم من أحمد هجر الدار في اليوم الماطر
العين .. العين
تقطيب جبين..
كتموا فرحة عرس الزّين..
جلاّد السوط مع السكّين..
وعاد الأحمد ...مكسور الخاطر
حسن الشّاطر.. سئم الحاضر
رتب وعساكر
بين ام بادر وبين الغابة وأم روّابة
بين امدر وبين الشجرة ..والخرطوم....

رهن عقار الجدّ العاشر
لحلّ العقدة هدم سجون

الحيّ الهامس كان يظنّ حروف المد
والحركة سكون..
فانكفأت .. صدئت.. وانحسرت..
مدّت للصبر حبال أيّوب.. والباقي جنون
يا أم أحمد صحّ النوم
بدل المحلب دقّي التوم
فالهمّ تلبّد عمّ غيوم
الهمّ الواحد جرّ هموم
والجسد الواحد أضحى جسوم
والكلّ حزين
الوطن انشطر إلى نصفين
وحلّق فيه غراب البين
والليل تطاول فينا سنين
والدّمع العالق في العينين
والصوت المكتوم تجرّع حنظل

قالت : قد كنت خصال الكون الأجمل
وكنت وفاء القيم الأمثل
وكنت الصوت العالي في المحفل
حتى الكلمة بين الفضلى كنت الأفضل
تعتكف اليوم ولست ملوم..
قل يا حي يا قيّوم..
فالحرف احدودب من جلد سياط وهو الأعزل..
والحرف تباعد بين المعجم والمهمل..
والحال المنصوب تبدّل
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق