الجمعة، 17 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 4

الهاجس وأم أحمد 4

تتصلّب فيّ شفاه الأرض العطشى
فيموت الزرع، يجفّ الضّرع
يسود الشّرعُ الممهور بتوقيع السّادة
ويسود الجهل، المرض، الفقرُ
شيوخ السّاسة عند النّصب قيادة
ما أقسى أن يرضع ابني جوع اللّيل
ويدمي الثدي ضراعة
أو يحضن كلّ مساءات الحزن
ويلثم صوتا ممدودا كسكون الموت
الطّينُ الخصبُ العبق الأبقى
والرّوح الحرف سيبقى
. من بعد صلاة الوتر الخاشع للربّ
قام يصلّي في المحراب
أذان صلاة الوطن ارتفع
بجنح دياجي الزّمن الليل الإرهاب
الأنّة من طفل ظمئ للحبّ يشابي
الصرخة من طفل لحنان جائع
الدمعة في حدقات الأمّ على الأعتاب
وبين الغيبة والغيبوبة والغاب
الحبّ هناك يموت
الطلقة تقتل فينا النّطف الحيّة في الأصلاب
والقوت تسوّل
والحبّ مقام وبيوت
والحكم مقام وبيوت
والدين مقام وبيوت
وبيوت السّكن العشوائيّ تغنّي للأطفال
(يا مطيرة.. صبّي لينا .. في عينينا
نحن العطشى نحن الجوعى
نحن المرضى.. بعصا الشرطة
غاز الشرطة
سوط الحاكم غنم ترعى
جدب المرعى
خاب المسعى
لكنّ الطين العبق الخصب سيبقى
والرّوح ستبقى.. وشقيق الرّوح سيبقى
عرق الكدح اليوميّ سيبقى سيّد هذي الأرض

أذان صلاة الوطن ارتفع ينادي
للوطن صلاة الميعاد
وصلاة الوطن
مسح الدمعة والشّجن
بناء المدن
حمل المعول ..
حمل الكفن على الأكتاف
فلا سيّاف ولا سادة
ولا إسفاف ولا إجحاف
صلاة الوطن
غرس البذرة تلو البذرة
داخل هذا الطين العبق الخصب ليبقى..

امسح عنك جراح الليل
اكتب وطنك في عينيك
وحاذر أن تتعلّم حرف الطّاعة
ولتكن السّاعة عامك
اكسب ثانية السّاعة
فالزّمن انحاز إلى الأعداء
منذ احدودب في ذلّ لسياط الباعة

مصلوب في عين جنازته
هذا الشّريان المسفوح إباحة
دمه قد خضّب وجه الشّمس
صبغ الأفق
احتضن الوتر جراحة
مصلوب في أسر عذابات الخبز
وطعم العجز
الشرخ الضّارب في الأعماق
الجوع ،القهر، الفقر، سلاحه

حين يصير الزّيف شريعة
والضيم وسادة
والقائمة السوداء تضمّ الشرفاء وكلّ الأطفال
فالنبض الحيّ.. النّبع الدّفق.. الحبّ الفيض
يكون قلادة
بصدرك يا وطني
ويكون الغضب عبادة..
ويكون الموت ولادة..
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق