الاثنين، 13 فبراير 2012

الهاجس وأم أحمد 2

الهاجس وأم أحمد - 2 -




فيما كنتُ تساءلتُ
عن السّاحة والمشهد
طاف بذهني العائد أحمد
جاء يزور الوطن الأم..
اعتكف.. اعتزل الحال البائس عمدا
ما عانق حرفا أو جدّد
...فاض الدّمع الغالي
لمّا وجد الثوب البالي
يمدّ لسان الأفعى بين المدن وفي الأحياء
فتداعت كلُّ الأشياء
الكيد من الإخوة لا الأعداء
الحرف له لون الحرباء
والغدر تناسى عدل سماء
والداء تمكّن في الأوصال
وطال الصدر سعال
لم تتبدّل حال الغربة
لم يتجدّد في لغة أضحت صمّاء
تكلّس فيها الضاد وصار عماء
. والحقّ يُقال.. عبيد المال وما تسعى..
وجوه السلطة ما توعى..
حمّى السلطان وما يطغى
سمّ الشّهوة والأفعى
خاب المسعى....نهشُ الجوعى.
قيم صرعى...جفّ المرعى
انداح المعنى. ..انهدم المبنى
هرب الجزم من الأفعال إلى الأسماء

قد كان يصلّى الأحمدُ
ويقيم الليل .. يطيل سجود
وبعد سنين مرّت كقرون
سجّل فيها وعنها غياب
صافح بالأقدام تراب الوطن وفيه ارتاب
جافى الأصحاب
لم نجد الفرحة في عينيه
ولم نسمع صوت الطارق،
لا ابن يعيش ولا ابن نفيس ..ولا ابن زياد..
أحمد عاد بلا ميعاد
الرمز السائد كان المد...
لسان العُرْبِ هو المورد
بلاغةَ طرفة وابْن الورد
وجد الوطن الحرف الضد
يناجي الماضي وينسى الغد
فعل مشتقّ فيه جمد
قلبٌ خفّاقٌ فيه كمد

وجمت حيرى كانت
كانت فرحتُها فرحة طفل بالأعياد
والأحمد عاد بغير دليل
وجد الوطن التحف الليل
لم يعرف من سحقته الأيّام
من أبقت منهم أحياء
من شقّ الدّرب بغير ضياء
من أثرى في هذى الحال بغير حياء
ما جدّ من الأفعال على الأرجاء
ومن قبض الجمر التزم الصبر وفات الحد...
عاد الأحمد في استحياء
يقرأ في هذا الوطن حروف هجاء
هذي واو .. وهذي طاء
وهذا الهمز... فأين النون؟؟
نون الوطن، ونون النسوة،
نون العين ، ونون البين
نون الشّجن، النون سجون
هذا حالي ..
مالك.. مالي..
دعني وحالي
ارتدّ سؤالي..
وطاف ببالي
لوثة حرف أو وعي جنون
الأحمد تاه، المسّ جنون
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق