الاثنين، 3 مايو 2010

المفردات أنا

المفردات أنا وأنت ضمائر الذات المطلّة نحو آفاق الحياة مع الأثر..
والظاهراتُ البيّناتُ السافراتُ تصارع المتخفّياتِ مع النقاب أو الحجاب
تستّرت خلف العصور ولم يبن منها أثر..

قدّر كما شاءت لك الأقدارُ لا تظلم قناعتها ،
ولا تغريك طاعتها وطاعته لأيّام توارت لم يعد منها أثر..

الشمس قالت فجر هذا اليوم : إقرأ ..
قلت: ما أقرأ؟
وكنت أترجم المعنى الذي قد أودعته بداخلي ، عبر شعاعها الفضّيِّ، :
هاأنذا أجدّد لوحةً بهتت معالمها بإشراق تمدّد فيه مزهوّاً
ضميرٌ كان ملتحفا غطاء النوم،
مختبئا بسحر العتمة الماضي،
بأمسٍ كانت الذكرى توقّع لحن أغنيةٍ
لتأخذ من مشاعرنا وتسحرنا قوافيها التي غزلت
من العمر الثياب الباهرات
تضوع عطراً بعد أن مرّ العمُر...

هذا الحنين أبى يفارق ما اعترانا
يبتني أو يغتني فيه الضميرُ المستتر...

طوعا قبلتُ القيدَ للماضي
وأسكرني بقبلته التي كانت نبيذا عتّقته يد الّدهَر.

. الشمس قالت صبح هذا اليوم:
هيّا توحّد فييّ خذ دفئي الذي يشفي من الأرق
الذي قد طال ليلتك التي أمضيتها في كهفك المنسيِّ من طول السفر..

جبال الثلج قد ذابت وعرّت للمساحات التي عادت ،
والتي انتصبت بنهديها،
والتي أخذت عليها المفرداتُ الموحياتُ بما يمرّ غدا ،
وما قد يعتمر..

عانقت مفردتي جهاراً،
وصرتُ أنا وأنتِ أنا والمضمراتُ كثُر...

ماعاد معجمي القديم يضيء ملامح النصّ الذي قد شكّلته بداخلي،
وكتبته فيها..
والحروفُ مدادها حزمٌ تضيء كما النهار..
ما عاد يلتحف الضميرَ مع الفضاءات التي شمخت بوحدتها
وقاومت القدر..

أنت الفضاءُ فوحّدي ساحاتَنا وتوحّدي،
أنفاسك الحرّى مذاقُ الشهد ،
حرفُ العهد
والوعد الذي أنت المدادُ له
وأنتِ المدُّ فاتنةً وعاريةً كما في النصّ
صادقة تجوبين النهارَ النهرَ دفاقاً،
ويستعيرُ الصوتُ منكِ إيقاعَ المطر..

العينُ جائعةٌ للوحاتٍ تفتّح وردها عبقاً
بقافيةٍ تخصّبُ للأراضي البكر،
ببسمتها، وطيبتها ،
وروعتها، وقبلتها،
ورقصتها على إيقاع طبلٍ في الحصاد..
أو عندما نجني الثمر..

أنتِ الفيافي والضفاف الباسماتُ الساهماتُ بروعة العين التي ..
كحّلت أحداقها بالمدّ المديد من الحياة ..
بما استقرّ من المحبّة وانتشر..

المفرداتُ أنا وأنتِ ضمائرُ الذات التي طافت
عوالم الماضي،
وحطّت رحلها عندما عثرت على طيب المقر..

المفردات أنا
وأنتِ ضمائرُ الفرح المطلّ من العيون
مقاوماً جوع السنين على فضائيَ ينتظر..

المفرداتُ أنا ،
وأنتِ ضمائرُ الغابات..
أنتِ عوالم السّاحاتِ..
دنياواتنا
وعيا بآي الله فينا،
من محبّته الصفاتُ تطلّ تحتضنُ البشر..
لا تختصر..
لا تبتسر..
لا تمّحي..
لا تختفي خلف الحجاب..
لا تستباحُ ولا تفر..
ليست كما قال المعلّم أنّها مثل الضمائر تستتر..

المفرداتُ أنا ..
وأنتِ سياق جملتيَ التي حملت بداخلها المعاني كلّها..
حين أنطقها..
حين أكتبها..
أو حين أنشرها على مدّ البصر.
المفردات أنا
وأنت قوافي الفرح المطلّ من العيون على شفاهي ينتظر..

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق