الجمعة، 11 يونيو 2010

قرّى عيوناً

لسانٌ فقير إلى المفرداتِ
وعينٌ ترى ما يجب
فقرّى عيوناً جفاها الكرى
ترى ما ترى دون أن تحتسب

تحت سقف البيوت
تجثو الرياح على ركبتيها
وسجدة طفل على ثديها قد تطول
وخوف أصمُّ يعمُّ الحقول

دعوني أنفض هذا الغبار الذي لم يزل
دعوني أنادي بصوت يهاجر فيما يقال عليها

أما قلتَ من قبلُ ما شئت ؟
بلى ..
ولكنني لم أشأ أن أموت
لها دينٌ علىّ ..
مددتُ يديَّ ..
أعادت إلىّ النصوص التي مزقتها الفصول

. وماذا عن الليل والعاديات
الضياع الذي ماحقاً ..
الظلامِ الذي عالقاً ...
والفراغِ الذي شاهقاً.. يبتنى ما يشاء

والدموعِ التي
ـ عساها تفتت قلب الإله ـ
ارتحلت للسماء
يمر الهواءُ الذي كان قبلُ عليلا
يمر قليلا ..
يمر عويلا ..
ومتشحاً كل يوم بغبار العقول التي ترتجف .

إله مفاصله من حديد
يطالبني بالسجود الملثم
ويمنحني ثدي أمّ محطم
وبعض قبور تعالت
ومالت
بها الموتُ باقٍ في انتظار النشور
وأكرم به ....
وأكرم به من هرم ..

أحقق بعض النصوص
وألعقُ بعض القشور
وأحثو التراب
أوسّدُ رأسي بعض الصخور

عبدتُ السماء
فصادر عني إله الحديد السماء
حروفي كساها الغبار
وخيلي تمرُّ وئيداً على الأرصفة
لسانٌ فقير إلى المفردات
وعين ترى ما يجب
فقرِّى عيوناً جفاها الكرى
عيونَ الإله وعبدَ الإله
وعينَ الرقيب التي
تريد الجميعَ عراةً ..
تعريتُ مثل الجميع
واحتسيتُ الصقيع
تضوعُ الحروف بعيداً
فتحملها الريحُ أنىّ تحب
لأبقى وحيداً .. بقلب تعب
سليلَ المحبةَ والمرتقب
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق