الهاجس والحرف... شعر وتواصل عبدالرؤوف بابكر السيد

للحزن محراب مقدّس

اتكأ الجرح على كتفي ونام

وعدته أن يستكين هادئاً

نادمته قبلا بكأس فانتشى

للحزن محراب مقدّس

أولى شعائره الصيام عن الكلام........

.للحزن محراب مقدّس

اتكأ الجرح على كتفي ونام
وعدته أن يستكين هادئاً
نادمته قبلا بكأس فانتشى
للحزن محراب مقدّس
أولى شعائره الصيام عن الكلام
ألبسته الظلّ،
دثّرته الغيب،
نادمته بحروفي الأولى استفاق ولم يجبْ
أسكنته جسدي
فعربد ساخراً منّي ونام..
لم يستبن بملامحي الأيّام
ما خلّفته وراءها،
ما خبّأته،
وما قد أودعت في القلب من آلام
لم أشكُ جُرحي أو أعاتبه
لم أكن جزعاً
حين اكتشفتُ بأنه لا فرق يعنيه
الحلال أو الحرام
ولا الأوجاعُ تعصف بي مع الآم،
ولا حين احتملتُ كأيّوب ابتسامته
فاستعبد الجسد المسام
واستوى يغري الدموع بملحها
لم يرع حتّى حرمة الأرحام..
حين استفاق
تهشّم الصبرُ
فرحْتُ أرمّمَ الكلمات بالإيمان والأحلام
متجلّداً ومحدّقا، ومعانقا أفق السلام..
يا جرح فلتفتك بكلّ جوارحي
فالنفس أقوى
لم تثنها عبثيّة الأيّام
ياجرح فلتهنأ
وخذ فرحي الأليم
وكحّل الأحداق بالشفق المقيم
بنات الدهر تسكن في الأديم
يا جرحُ فلتهنأ
وخذ منّي السلام
وابلغ كما شاءت لك الأقدار
من جسدي المرام
لكنّ روحي لن تضام..
اتكأ الجرحُ على كتفي ونام
للحزن محراب مقدّس
أولى شعائره الصيام عن الكلام..

.