الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

النقص فينا




لغة أبت تحريك ساكنها، لمؤنّث حبسته أقبيةُ الحريم،
وطوّقته بزينة الجسد المقيم،
وحدّدت نون الإناث وخيمة التحريم والتجريم..

حرفٌ لأنثى حدّدته لها بمدّ الصوت في التنغيم والترخيم،
في آه من الصدر تطلقه ودمع مستديم..

سكرت حروفي وانتشت لمّا احتمت برياضها
روحا سمت بجمالها فتجمّلت ،
لمّا نمت، قالت ،
وكانت منذ آلاف السنين تعانق الصمت الأليم..

قالت وكانت قد اختلست من النظرات بعضا من زمان العصر ،
وانسلّت تطالب نونها أن تستقيم..
. لكنّ فعل حبيبتي لحقته تاءٌ بالسكون زجرتها،
أنثى الجمود بغير إعراب يصافحها النقابُ أو الحجابُ
لتستكين بظلّ كهفٍ لم تصافحه الشموسُ من القديم..

حتّى خطايانا منذ آدم أضحت خطاياها
بفعل شيطان رجيم..

ما باله الإنسانُ أنثى
لا يفرّق بين رقّته وضعفٍ خطّه حرفٌ سقيم..

بشرٌ كأنّ لغاتهم من وحي غاب
يستلذّ بنظرة الأقوى وينهش للّحوم..

بشرٌ تعثّر وعيه أعمته أعرافٌ،
فصاغ لسانَه منها وشرّعها كدين..

المجد للإنسان مفردةً تعاني بُعدَها
في الفهم والنطق السليم..

المجد للإنسان،
حين وحّد ذاته وأمدّها بصفات خالقه الرّحيم..

النقص فينا ليس في الأنثى التي هي ذاتنا
وحيا وإلهاما ونجما في سماء الكون
تسكن في الأديم وفي السديم..

لغة الحريم،
صفاتهنّ وضعفهنّ
حديثهنّ ووعيهنّ قصورنا الماضي ،
ولا زال القصور بنا مقيم..

أرأيتم البشريّة الشوهاء
حين مارس بعضها استعباد بعض ،
فاستباحوه شعوبا
أرضعوه الجهل حتى الآن في ذلٍّ مقيم..

هذا الذي مارستُه بشرا بأرضي ،
بين الفحولة والأنوثة، واستباحتها..
حتّام ؟
كيف ؟
متى ؟
ينهض الإنسانُ فينا أو يقيم؟..
.

هناك تعليق واحد:

  1. على قدراستيعابى للقصيدة الرائعة. والتى تمس جوانب النقص في البشرية, والتى ابت لغة الحروف قبولها, لتصل بنا الى مرحلة بنية خلاقة تاخذ صفة الانسان بالكمال. فالانسان بداخلنا لكنة يأبى الا الرحيل عن الجسد المشوه منذ الالف السنين.فمعك وبكلماتك الرائعة سوف نصل الى قمة الانسانية لانها توقظ فينا الامل الدائم. والشعور بالوجود وبالحياة.
    ام: دونا

    ردحذف