الأحد، 31 يناير 2010

الصوت جسر للعبور

حبلى بلادي، لا تجهدوها بالصراع
لا تجهضوا الحمل فيها، أو تثخنوها بالجراح وما يدور
حبلى كفاها ما تعاني
من مخاضِ قد تعثّر بالتحزّب والتقلّب والسلاح وبالنفور
ما عادت الكلمات تغني
ولا حرف التمرّد في السطور
فالفعل نقش في الوجود
والصوت جسر للعبور
ما عادت الأحلام تشفي للصدور
نادى المنادي أن أفيقوا
فالمحبّة في بلادي للقلوب هدىً ونور
لا صوت يعلو فوق صوتك ياوطن
لاحرف أجمل من ترانيم الوطن
لا عشق في وطن المحبّة غير اسمك ياوطن
. طال الزمن
والشوق أرهقه الشجن
حلّ الوسن
والشرخ زاد مع التخلّف والقصور
هل لعبة الصندوق تكفي؟
حين يسرق صوتنا المجروح والموتور؟
حين تحكمنا تعاليم القبور؟
حين تختزل الحروف بكلمتين..
إشارتين : نعم ولا
هل قتل صوتي داخل الصندوق يشفي الحاقدين
من الجناة أو الولاة، الموبغات، السادرات بغيّهنّ
أو الهجين من الكلاب
أو الأفاعي في الجحور؟
هل غرفة الإنعاش تكفينا الشرور؟
من يستمع للصوت؟؟؟
...لا أحد فأودعه البطاقة
...هكذا أنت المواطن لعبة
...فيها السياسة والسلامة والحذاقة..
وينتهي الدور الكبير
بالطول أو بالعرض
بالقهر بالتزوير
وتختزل الملايين العديدة في الرئيس أو الوزير
ما هكذا يا سادتي تبنى البلاد
وقد طغى فيها الفساد
تراكم الظلم الظلام على العباد..
الجلد للذات انتهى
تبلّدت فينا الحواس
فما يفيد سوى الجديد من الرؤى
والوليد من المحبّة والمحجّة في الوداد
أن تنطلق أصواتنا فعلا
تعبّر عن مشاعرها
بحب غامر سامته عسفا
لغة السياسة، والرئاسة، والطوائف، والتحزّب
رفع المصاحف والمتاحف، والخداع
قطف الثمار وفوقها قطع الجذور..
هل ياترى يبقى الصراع على الكراسي
المبتدا والمنتهى وبها ندور؟
هل صوت فرد قبره صندوق أوراق
وطابور من البسطاء ندعوها ونرجوها ونرشوها
لتحكمنا القشور؟
لا تقتلوا أو تجهضوا حملاً
به طفل المحبّة قد نما
لا يخاف من الدسائس والمكائد
والعوائق والصخور
حبلى بلادي..
لا تجهدوها بالصراع
أو تثخنوها بالجراح وما يدور
فصوت بنيك يا وطني
سيعلو وهو أقوى وهو أعلى وهو أغلى
وهو جسر للعبور..

 الخرطوم 31. 1. 2010
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق