الثلاثاء، 25 مايو 2010

عيناك..



عيناك حين تجمعان الليل والنهار أغنية
وترحلان للبعيد .. يمامة وزهرة وسنبلة
وترسمان غابة من المعاني
لوحة من الزمان والمكان،
والزمانُ لا يطاق.

تسجدُ الأحزان، ترفع الأكف للإله والمسيح
فيذرفُ المسيحُ دمعة..
يحدّق الأطفالُ في الضلال والهدى..
البؤس يرتدون
يجلدون في البيوت من آبائهم
ثم يجلدون حين يكبرون،
الصغار يجلدون
الصغار والنساء يجلدون..
الصغار والنساء والرجال يجلدون..
لكنهم يحدّقون في المدى،
والعين في الجنوب،
والجنوب... والجنوب.
يا مارد الجنوب،
ثبت الأقدام في التراب واحتم،
بحكمة الأحراش، والغابات، والدروب.
بالحبّة السوداء، بالأعشاب،
بكل نبتة في أرضنا السمراء..
تعانق السماء..
. عيناك معجم من الحروف،
وليس كل من يعي الحروف يقرأون.
عيناك نبع للحياة مفردة،
وليس كل من يحيا عليك يشربون.
عيناك فيهما،
معنى النماء والإباء والفداء،
والنداء والوطن.
البرق فيهما يكتب النشيد،
والصفاءُ يرسم ابتسامة الوليد..
عيناك أجمل ما رأيت في المكان والزمان.
موسوعة الأنهار والبحار والوديان..
والخلجان والشطآن والإنسان والإنجيل والفرقان،
والإيمان والمحبّة التي تضمني بصدرها..
قبيلة من الحنان والأمان..
واحة من الجنان.
عيناك حين ترصدان كيف تنحر الحروف،
وكيف باسم العدل،
باسم العقل، واللاعقل تكتب الحروف،
وتنزف الحروف،
تعتصم عيناك حينها بالشعب،
الذي ما خان يوما
وتتحدان في كل المدائن والقرى،
تنفست مرافئ المدن،
وصادرت لون السماء،
ومارست فنّ الطباق،
والبيانُ عانق الأحداق والبعيد..
والوفاءُ في العينين أغنية..
تجسّدت..
تجاوزت حروفنا التي توحدت في الجرّ والإضافة،
عيناك سوداوان، ترفض أن ترى فينا.
حروف اللين،والأفعال،والأسماء معتلة،
عيناك ترفض أن يكون الجرّ في لغتي مذلّة
عيناك ترفض أن يكون النقصُ في الأفعال،
مندسّا مع التاريخ والأقوال والملّه
أن يكون الخوف مندسا مع المبنيّ للمجهول..
عيناك ترفض الدخلاء والنكرات
ترفدها بلام العرف والتعريف
ترفض كلّ هذا الزيف..
كلّ العيون تهاب لحظك الوضاء مثل السيف..
كلّ العيون اليوم خجلى
لا الرأس مرفوع،
ولا الأجفان مشرعة..
لكنها خجلى لضعف قد تغلغل في المعالم،
وحدها عيناك تحتمل العظائم،
تزداد سحرا..
تنهض من حطام القهر تكرار الهزائم
اصحى يا نائم

عيناك يا وجه النهار
حدّة الأبصار
غاية المدار ..
خفّاقةٌ كراية في قمّة الجبل..
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق