الاثنين، 24 مايو 2010

ملاحظات عابرة..

عبدالرؤوف بابكر السيّد

صديق يرتاد الحداثة، طلب منّي أن أتجاوز الغنائيّة،، قلت: الحياة كلّها أغنية، رغم اختلاف إيقاعاتها ولكنّني سأستعيض عنها ببعض الملاحظات:

• قال لي أحد الزملاء بعد أن استمع لعدد من القصائد:
اكتب لنا قصيدة في الحب..
قلت في نفسي، وأنا أدرك مرماه،:
وهل يصبح الجسد عائقا لنا حتى في ومضات الشعر..
أم أنّ هناك قصيدة تخلو من الحب..

• في أحد المحلاّت التجاريّة الذي كنت أرتاده،
وجدت السلطات تستبعد كل المعلّبات،
ــ التي انتهى زمن صلاحيّتها..
حمدت للسلطات ذلك،
ليتها تفعل في ما انتهت صلاحيّته،
ــ من تراث نجترّه، ويشدّنا دائما للخلف..
. • القصّاب ، تفرض السلطات عليه أن يبيع الّلحم ،
مختوما .. وموزونا..
لكنّها، تذبح من تشاء، ومتى تشاء،
دون أن يحاسبها أحد،
في الخفاء وفي العلن..

• بعض الوجبات التي أتناولها لأسدّ جوعي،
أكاد أتقيّؤها..
لا لأنها غير صحّيّة.. أو طبخها غير جيّد
ولكنّها فقط لأنها تصادف نشرات الأنباء
ــ في الجهاز المرئي..

• الجمل ينظر للبعيد..
لكنّه لا يرى اعوجاج رقبته وطولها..
ونحن ننظر تحت أقدامنا.. فلا نرى المستقبل..
لم نلاحظ أنّ رقابنا قصيرة..

• الّلحظة الوضّاءة انطفأت..
والمدية الحمقاء ما فتئت..
وما برحت ..
وما انفكّت ــ بضحكتها ــ
تمارس فيك يا وطني..
هوايتها القديمة..

• الغشّ أضحى قيمة..
الغشّ والتضليل والكذب المباح..
والرياح العابثات بكلّ حرف أو جناح..
الغشّ حتّى في مجال الفنّ قيمة..
فالشعر عذب كاذبه..

• جفّ دمع الطفل فينا
مات همّا كلّ جدّ مزّقته الخضرمة
الغشّ أضحى مذهبا..
وحوادث الطرق الّلعينة،
والضجيج طغى على نواقيس الخطر..
والرياح محت من دربنا كل الأثر..
وحواسّنا ضاقت بنا..
وحروفنا رسم بلا أبعاد..
السوق.. والحانوت.. والمستشفيات..
النوم.. والأحلام..
والهروب إلى الأمام..
بكأس معرفة الفضائيّات..
وأحلام الورائيّات..
والفتك يعمل في الرقاب بلا انتظام.

• اكتبيني يا أنت يا وطني،
بإزميل الفؤاد على جدار الأزمنة..
وارسمي وجهي العاري.. وصدقي..
والحقيقــة.

• عالم المحبّة اضطراب..
سعادة ، حديقة.. عواصف اكتئاب..
لأنّ من نعيش بينهم،
يفسّرونه بأنّه سراب،
وأنّه خراب،
وأنه تمرّد، فالعرف سيّد الكتاب..
لا يعرفون إلاّ كيف ينسلون..

• الحال منصوب.. ومكشوف..
و يعني الآن ليس الأمس .. ليس الغد..
وثمّ محال..
(وعال العال)،
يطوّف في سماء البعد ليس يقال..
أيا جيلا من الآمال..
يا بحرا من الأمواج والأفعال..

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق