السبت، 17 يوليو 2010

مقامة الكلمات المثقوبة
عبدالرؤوف بابكر السيّد

كلمات الوطن نشيد، يسمو فوق الترديد، أحلى من نور البسمة ونعومة جيد، أعذب من نظم قصيد، أنقى من طهر وليد،.. قالت والوهم عراجين تتدلّى بين البين، وقيد يدين..من غير يقين: نتيمّم بالصبر إلى حين، فنصف الكلمات جليد، والأخرى تعشق للوجنة أو تسعى للتمجيد، والأخرى تعتمد الأنساب، وجع ينساب، في المسكون بحمى العشق، وبين دفاتر أمن وحديد..
نصف الكلمات المثقوبة بالفوضى، حلم أشهى لا يحتمل الطعن أو التنديد، يتسكّع فوق سطور التلمود، يتمطّى بطرا فالخير عميم، ويردّد ديباجته دون علامة ترقيم، فالشكّ يغوص بعمق الكلمات، يطعن خاصرة العتمة والآهات، وبلا رحمة يخنق حنجرة التغريد..
. لكنّ الأرض ولود، والنبض مع العشق يزيد، يحملها عشّاق الحرف المحموم، علامة وجع مكتوم، في وطن مكلوم..
يا نبض ثراها.. أتراها ترفل في الأصفاد.. تتدثّر أتربة وغيوم، تتوارى الأحلام إزاء الفعل القادم.. خجلى من سيف الحاكم ، تأسى للشعب المغلوب النائم والمحكوم.. والعالم يرقب سحرة فرعون، والعين على خازن قارون.. ويظلّ العشق كسير، كشف المستور، ويْلٌ وثبور،والبرق الخلّب منشور، بالكلمات المثقوبة تمشي في الطرقات قبور..وتبقى كلمات الوطن نشيد .. يسمو فوق الترديد.. فوق الأطماع الشخصيّة والتهديد.. عصفور الجنّة نائم..داخل قفص التوليد..
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق