الأربعاء، 28 يوليو 2010

تيمّم صبراً

مَتْنُ كتابِكَ يا وطني
حبٌّ، نبْعٌ، فَيْضٌ، نَبْضٌ مكتوب
تاهت أبعادُ النّصّ..
واستعصى الفهمُ على الشّارح
جيلٌ مسلوبٌ حدّ غياب ملامح،
حدّ غياب الروح الطامح،
حدّ لهاث الشفة العطشى خلف سراب..
حدّ النسر الجارح يهوي فوق خراب
فتيمّم صبرا يا أيّوب..
وسّد رأسك بعض الكلمات الجوفاء وسامح
فالفجر غروب وهروب
الأفق احتجب فلا تأسى
الحرف تحجّب لا تنسى
القارب تاه عن المرسى،
انطفأ بريق العين الثكلى
لا ترثي الحال المنكوب
. فدروب العشق شتات
بين هجير الصحراء وأحراش الغاب..
والهجرة أضحت لصفات العشّق العاري
والجاري من عتمة ليلي ونهاري
لا ثوب يقيه ولا جلباب
جفّ الحلق، انفطر القلب
انحسر المدّ، وضلّ السرب
والفتنة أضحت قدرا مكتوب
حتى القبلة خجلى لا طعم لها
لحبيبة قلب كانت لهفى بعد غياب
فالعتمة حلّت في داري
أشواك أدمت مشواري
وأنا ألهث بالجرح النّازف
بالوعي الساري والشفة العطشى
والأقصى من حرف مثقوب
رحت أنقّب عن وطني
أتدثّر – رغما عني – شجني
بين شمال وجنوب
معصوب العين
حافي القدمين
لا عمّة في الرأس ولا مركوب
لم تبق لديّ سوى
عصا موسى
عليها جيلي يتوكأُ
وأهزّ بها لمسيح مصلوب
دياجي العتمة هتفت
من منا الغالب والمغلوب؟؟؟
هاجر عن صدري
الحرف الصادق والمكذوب
وبراءة عصفور مرعوب
فالمفردة اتشحت وجعا
بعيوب وعيوب
بجيوب كبرت وجيوب
ومشاهد مرضى وحروب
خسر الطالب والمطلوب
لكنّ المرجل يغلي
من أجل الفرح المسلوب
لعيون الوطن المحبوب
والفجر قريب
فتيمّم صبرا يا أيّوب..
تيمّم صبرا يا أيّوب...
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق