الأحد، 8 يناير 2012

المشهد الآن تجلّى 10

المشهد الآن تجلّى 10

البدرُ غاب وأعتمت لغة الحوار
وسنابلُ خضرٌ تيبّس عودها
زيتٌ ونار
فسدت محاصيل الثّمار
ومثقفو وطني تحاشوا للحروف
بجرّ فعلٍ وانكسار
صمّاء أذن الّليل حين يلفّ عتمته النّهار
والعين تجرحها المخازي
وهي تشهد للدّمار
في النّفس أو في القلب
أو فيما خلّفته يدُ التّتار
صلّيتُ ثمّ بكيتُ
حين شهدتُ هذا الانحدار
لكنّني لا أستكين
الرّوحُ والحرفُ المقاومُ والأمين
للّه خرّوا ساجدين
والعهدُ للأوطان خُطّ على الجبين
الحمدُ للّه ربّ العالمين
. المشهدُ الآن تجلّى
في عيون الصّادقين
الحقّ والقولُ المبين
من هجوم المعتدين
من فساد الظّالمين
من قهر حرف في السّجون
من خافضين ورافعين
الحقدُ والثّأرُ الجنون
قالوا :ربيع الياسمين
قلنا : وخذلانٌ لأعراف ودين
من ذا يعين على الفساد
سوى الطغاة المفسدين
من ذا يريدُ لنا الدّمار
سوى المخرّب واللّعين
باسم التّحرّر ساند المستعمرين
من ذا يفرّق بين أيّام الأمان
والائتمان مع الأمانة والأمين
وبين قوم فاسقين
جاءوا بغير هدى
وعاثوا في البلاد كثائرين

يا أيّها الوطن الجريح
الحزن في عينيك ينزف
من عيون العاشقين
والعشق يخترق المجال
والعشقُ يهدي للنّضال
طال الزّمان أو استطال
بثبات عزم كالجبال
إيمان حلّ وارتحال
شرف الحياة وما يقال
عزم القبائل والرّجال
الحربُ نصرٌ أو سجال
والحرّ توّاقُ الكمال
يسعى لتحقيق المحال

يا أمّة في عصرنا لم تعتمد
إلا بنفط للزّوال
رغم المساحات الفضاءات
العتاد مع العدد
رغم الجسارة والجلد
فاللّه ساندُ من سند
مددٌ .. مدد
لو لم نعِ ما نحنُ فيه
من الظّلام المستبد
لو لم نفق من نومنا
يهتزّ عرشٌ للصّمد
ونتوه عن أوطاننا
يستبدل الله بنا بشرا جدد
لو لم نقاوم للفساد
الظلم يهدم للعَمَد
بلّغتُ اللّهمّ فاشهد..

هذي حروف مدّها
ما نحن فيه من الكُرب
أطفالنا ونساؤنا قد شرّدوا
ها نحن نشهد عن كثب
لم يبق شيء محتجب
والناصبات ومن نصب
والكاذبات ومن كذب
والهائمون السّاهمون من السّغب
فرحٌ يناجي للغضب
والجهلُ ممتدّ حقب

هذي حروف ليس فيها
ما يوارى أو يداري
للمعاني والمباني والمثاني
أو يرمّز للمقاصد والعتب..
من خان جافاه العتب
عتبي على من يستفيق من النّجُب
حتّى يكفّر عن ذنوب أو خطايا تُرتكب
كيف لا ينضمّ للشّرفاء من إخوانه
وللحقيقة ينتسب..
فالمشهد الآن تجلّى
والنّار تصقل للذّهب
هب ما أقول تعصّباً
ماذا تقول لمن عصب؟
هب ما أقول تملّقا
لمن التّملّق يا تُرى
وأنا لأوطاني انتسب؟
هب ما أقول تزلّفاً
لمن التزلّف يا العجب؟
أنا لا أرومُ سوى الحقيقة
أن يُردّ المستلب..
وجلاؤها في شرعتي
حرفٌ يقومُ بما يجب
المشهد الآن تجلّى
هلاّ أفقتم يا عرب؟؟
.

هناك تعليقان (2):

  1. يا للروعة انت قلت كل ما بداخلنا حياك الله ام الشيخ محمد

    ردحذف
  2. حياك الله - يسلم فمك - يا اسناذنا الجليل

    ردحذف