الخميس، 5 يناير 2012

المشهد الآن تجلّى 8

المشهد الآن تجلّى 8

المشهد الآن تجلّى
والحرف في الحقّ وجب
الناي خاصم للطرب
والنار تحرق للحطب
الشمس تشرق للجميع
ونحن نعشق للدّجى..ولنا انتسب
قلم الملائكة استوى
حبر الضّلال وما هوى
والقلب يخفق في الظلام وما نوى
والحالمون العين تقرأ ما روى
زمن يبعثر للجوى
سكنت قلوبا للبشر
ممّا أذيع وما نشر
كذب وكذّاب أشر
. بشرٌ تصارع بعضها
حول الإله المنتصر
قد أثخنوا أوطانهم بجراحها
حتّى يجافيها المطر
وطنٌ مديدٌ مثل ما امتدّ البصر
أبناؤه وعيٌ تدنّى وانكسر
الماء في النهر انحسر
والحال أضحت لا تسر
والقلب قُدّ من الحجر
قصر النظر
كرّ وفر
قطع الشّجر
حفرٌ حفر
كدرٌ كأنّا في سقر
أوفي جحيم يستعر
حتّى البراءة في الطفولة تنتحر
قيم المحبّة تنكسر
ويعود شر فوق طاقات البشر
والحقد فينا ينتشر
ما بالنا حتّى كلاب الحيّ فيها من عوى
متحرّشا بالأهل
يلعق في الدماء وما ارتوى
جاءت كلابٌ أخريات
واللّيل فينا قد سجى
والمدى في حدّه الأقصى تعب
من السّياسات اللّعب
ومن الفساد المجتلب
المشهد الآن تجلّى فاستفيقوا يا عرب

يا أيّها الوطن الذي قد أسبلت أجفانه
حزنا من القهر ارتوى
وطنٌ يغازل خيط شمس في الدّجى
والعتمة العمياء في وضح النّهار
والنّائمون اللّيل طولا والنّهار
الهائمون التائهون بلا قرار
والعازمون الانتصار
يناضلون وليس خلفهمُ سوى هذا الجدار

لا تبكِ يا وطني..
فلم يحن وقت الحساب أو العَتَبْ
وطن العجب
بالراجمات هناك رب
بالسابحات على الهوا
الخافضات المستوى
الرافعات وما غوى
النازفات وما كوى
الهاجرات المقتفى
الساقيات لما صفى
نبعٌ ترمّل وانكفا
دمعٌ تحدّر للوفا
الخافضات لمن جفا
من يا ترى يشري الضلالة بالهدى
قالت: بكيتُ وما بكى
أخلاقنا ذهبت سدى
وطن الفدا
أضحى ملاعب للخيانة والعدا
والدّجى حجب الحجا
ومنظّمات سابحات في الهوا
أنّى يميل الغربُ مالت بالهوى
والمرتجى
وعيٌ توشّح بالمحبّة والنّدى
بحوارنا في المنتدى
لتعود بسمة من هوى
والضّحى، واللّيل إذ كان سجى
قسم الإله وما قلى
من الضّلال إلى الهدى
ستعود ليبيا للعلا
سودان عزّة يستفيق على الملا
ويجاوز الوطن الكبير المنحنى
الحقّ والحقّ انجلى
رجع الصّدى
يتلو يعيد المبتدا
الشّمس تشرق للجميع
ونحن نعشق للدّجى
والعتمة العمياء فينا تنتحب
فاستفيقوا.. استفيقوا يا عرب
.

هناك تعليق واحد:

  1. اخى الاستاذ الحاج عبدالروؤف لك التحية والتقدير تعجز الكلمات والحروف عن وصف هذة المنظومة الرائعة اتمنى ان يطيل الله فى عمرك وان لاينضب هذا المعين
    لك كل التحايا

    معاوية محمد السيد
    ابومحمد

    ردحذف