الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

إنسان الوطن؟


وتطيب لي لغة حروف هجائها الإيماء،
والهمس، التخاطر، والمشاعر، والدوائر،
والمهاجر في القرون بلا شراع..
ويطيب لي أن أستفيد من البعيد،
الرمز يخفق مثل تشكيل الرموز..
بلوح بدء الخلق والأوجاع والقيد الحديد مع الصراع..
تتثاءب الكلمات حين تكون قافية بلا معنى،
ومفردة بلا إيقاع،
تتسرّب الكلمات بالوصف والتقرير للماضي وللطفل الذي يأتي بغير هدى..
ويموت جذر الفعل حين تلوكه الأفواه
لا طعما ولا رسما ولا اسما ولا حرفا
يجرُّ الصوتُ نحو القاع
تُسدُّ منافذ الأسماع
يغوص الليل في الفكرة
وأجنحة الصباحات البهيّة تستوحي لنا العبرة،
تسافر في ملامح وجهنا العربيّ
أبياتا تقول كفى إلى الماضي
وتعلن نقص ما كان
[ إنّ الفتى من يقول ها أنذا
ليس الفتى من يقول] أبي كان.............




. إنسان الوطن؟

وتطيب لي لغة حروف هجائها الإيماء،
والهمس، التخاطر، والمشاعر، والدوائر،
والمهاجر في القرون بلا شراع..
ويطيب لي أن أستفيد من البعيد،
الرمز يخفق مثل تشكيل الرموز..
بلوح بدء الخلق والأوجاع والقيد الحديد مع الصراع..
تتثاءب الكلمات حين تكون قافية بلا معنى،
ومفردة بلا إيقاع،
تتسرّب الكلمات بالوصف والتقرير للماضي وللطفل الذي يأتي بغير هدى..
ويموت جذر الفعل حين تلوكه الأفواه
لا طعما ولا رسما ولا اسما ولا حرفا
يجرُّ الصوتُ نحو القاع
تُسدُّ منافذ الأسماع
يغوص الليل في الفكرة
وأجنحة الصباحات البهيّة تستوحي لنا العبرة،
تسافر في ملامح وجهنا العربيّ
أبياتا تقول كفى إلى الماضي
وتعلن نقص ما كان
[ إنّ الفتى من يقول ها أنذا
ليس الفتى من يقول] أبي كان

وكان أبي يقول الشعر في الأسواق
وفي الوالي للاسترزاق،
وفي فخر وأنهار من الخمر المعتّق..
وكان أبي عصاميّا
وكان أبي جهاديّا
كان يقارع الأبطال والإفرنج والأتراك والمستعمر الباغي،
وكان يدوّن التاريخ إنسانا..
ويبحر في محيطات من الرمل..
لمّ الشمل، محجوب الأفق..
وكان أبي عدائيّا
يحبّ الذات والشهرة،
يلبّي داعي النخوة،
يعبّ الكأس ما شاءت له الشهوة..
ويشرب ماءه صفوا
ويترك ما به كدرٌ لآخر..
وكان أبي يدوّن علمه سفرا
يضيء الكون شمسا لا تغيب
وكان أبي فدائيّا
يخوض معارك التحرير في الأوطان،
ويحميها رمالا أو جبالا أو مياها تحضن الشطآن..
وكان أبي مع الأيّام صوفيّا
يغرّد باسم خالقة،
يذوب القلب باسم الله
ويا الله .. يا الله.. ويامنّان..
بمفردة يطوف العالم الدنيا ،ويطوي عالم النسيان.
وجئت أنا، وها أنذا
أسرجُ صهوة الماضي
مسابقا للريح أهربُ للوراء
ومرتميا بأحضان المنيّة.. لم أذق طعم الحياة..
أنا المفجوع في لغتي.. التي تاهت مخارجها ، مفاصلها بغير هدىً
أنا الموجوع في وطني..
وقد أضحى ملعبا للجمر،
تطربه القوافي في الرثاء..
وفي الماضي الذي ولّى بلا استحياء،
أودّ هنا ـ مستأذنا قاماتكم ـ
أن أسبق الخطب العصيّة
وأعرضَ للقضيّة
رافعا صوتي: أنا ابن العصر
أحملُ شمعتي وسط الظلام
وأخلّصُ الناجين من تحت الركام
وأضمّد الجرح الذي لا زال ينزف
من عهود خطّها الفعلُ ونام
بإيقاع وأصوات نديّة،
صاغها التهميش في الأحلام

أنا ابن الهجرة الأولى
أعرّي الصدر والرئتين،
حين أشقّه الوادي
أنقّب عن بني الإنسان،
يقتسمونه زادي..
أنا ابن السيرة الأولى
مغول العصر يقتحمون بغدادي
ويستلبون أولادي
وينتهكون أعراضي
وهاأنذا ألملم أحرفي الثكلى لأحفادي
في دفتر الأحزان ينغرسُ الوطن،
وأرسم لوحتي ، فإذا بها الإنسان ،
وأعيد تشكيل الحروف تعانق الأيّام..

من أنت يا هذا ؟؟
أنا ذلك المحمولُ في كفّ القدر
الشمس تحرقه لظىً
لا يحتمي أو يتّقي سيف الصقيع ،
فيلوذ بالحرف الذي..
ويلوذ بالكلمات ينثرها،
ويعوذ بالإنسان من فعل البشر
ويسائل الكيف الذي...
وعن المتى ،
والأين..
يدقّ الطبل،
يهزّ الأرض بالأقدام
حتى يستجيب لها المطر..
ما جئت كي أفنى
أو أنحنى وسط الصقيع
أو أقتفي وقع الأثر، في دورة الأيّام أوفي ساحة الحكّام..


فتقلّبت جنباتها الدنيا لظىً
ممّا أعاني أو نعاني من محن،
نهشت مخالبها من الوجدان لحظات الفرح
ما من صغير أو كبير فيّ إلاّ وانجرح،
ما من شموخ أوطموح فييّ إلاّ وانطرح،
قلنا نناضل بالحروف
فحاصروا فينا البوادي والمدن
قلنا نصالح ..
فاستمالتنا مغارات الشجن
قلنا صلات القُرْب تهدينا،
صلات الغرب تحمينا ..
فداهمنا الوهن
قلنا لنا الله،
قال الله ما بالنفس حبٌّ قد سُجِن،
فكّوا إسار الحبّ في جنباتكم
هو طفل جنّتي التي أعددتها لأمينها والمؤتمن،
شهقت وقالت كيف ذا؟
قلبت لنا ظهر المجن،
وتناثرت حقداً يغصّ الحلق،
يمدّ الفتق،
يجافي الفرق،
يسدّ الأفق
يعصب للعيون ..
ويقهر للزمن
هذا أنا أحيا على جُرَعِ الدواء
ومسكنات من دعاء،
كفّ البلاء..
هذا أنا أمشي على استحياء
هذا أنا أمشي على الأشلاء
وهذا البؤس يطوي السعد يخدش للصفاء
هذا الرياء عقيدةً أضحى
وأصبح قوتنا اليوميّ طعمُ العجز مدفوع الثمن
طالت أيادينا حروف حديثنا
والشرخ زاد مع الأرق
كلّ الخطاوي الهائماتِ على الطرق،
قد هاجرت نحو النفق..
أفق تكسّر حدّ ما نبصر،
همّ تكلّس حدّ ما نشعر
عينٌ تكحّلها الدياجي، ويرهبها القدر
قلب تدثّر بالموات فلم يمت
لكنّه ألف الوسن..
الكهفُ يحرمُه..
والوهمُ يطعمهُ
والجوع يحكمهُ
والخوف يسكنهُ
هجرته ما خطّته من قيم
أرسى دعائمها الزمن..
هانت علينا النفس،
جافتنا مروءتُنا
والصدقُ خاصمنا
والجبن أردانا..
هانت علينا النفس
أضحى الضدّ شرعتنا..
آن الأوان لوجدان يحبّ الغرس
دفء الشمس
طهر النفس
عشق الفعل
حرف الطفل
إنسان الوطن...
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق