السبت، 5 ديسمبر 2009


قلمي
قلمٌ أبى أن يستجيب،
صراعه بيني وبين الحرف،
وهو يجول بداخلى يخشى الرقيب َ ،
يعاندُ الممنوعَ والمرغوبَ في لغةٍ،
يؤرّقه الحبيب
طالَ المحالَ، وملّ من بعد المسافة وهي عطشى كالرمال ،
على مداها تستزيد..


قلمٌ يصافح للمحابر علّه يزداد إيمانا
بأنّ الكونَ يولد كلّ يومٍ من جديد..

الصفحة البيضاءُ ساحة خلقه
لكنّه مهما يخطّ بطيشه، نزقٌ يعربد بالحروف كما يشاء،
لا فعلٌ يعلّمه، ولا حرفٌ يترجمه، ولا قولٌ يحكّمه،
سيّان ما يدعوه بالنصّ القديم أو الجديد..

لو سطّر التاريخ أحجيةً لأجيالِ المدى
سطا عليه المخبرون فجرّموه وألجموه، وساوموه..
ساموه عسفاً كالعبيد..

. لو زخرف الكلماتِ أعجمها وأحكمها وغنّى أو تمنّى،
سدّوا منافذه..
إنّ الهوى سمة الشباب،
عودُ التصابي لا يفيد..

النصّ يحمل مصباح السياق له
يعرّي ما خبأت من الشعور وما ثقفتُ من الحديد..

تشكو ؟
فكلّ الناس تشكو في الغرام وفي الهيام من الملام
من الخصام
ومن تراتيل النشيد..

القبلةُ انشطرت بطعم الحبّ
بين رائعة الحروف،
والأوطان التي نادت حروف العطف والتنوين
والوعي الجديد..

قلمي تحاصره العيون،
والأسماعُ مرهفةً لما في الصوت من نغمٍ
يعرّي الخوفَ يغتالُ الحروفَ ،
ويفقأُ عين حاضرنا السعيد..

قلمٌ تجرّأَ أن يقول الصدق ،
تخرسه منابرهم وتجلده ليصرخ ،
يستغيثَ بما تربّع من معاجمَ
ألجمت منّي الفؤادَ وأسدلت أستارها ،
حجبت معاني العيد والفرح البعيد..

دعوتُ لهم بطول العمر للمولى وحارسه وكاتبه
وحاجبه يؤمّن كلّ يومٍ باسم مولاهُ الجديد..

لكنّ ما في القلب ينبض باسمها وطني المكبّل بالقيود..

.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق