الجمعة، 18 ديسمبر 2009

سفرٌ يؤرّخ ما يجري..



حكمت خطاي المفرداتُ أسوقها طوعا فيردعني السياق بسوطه،
الجلاّد حدّد الإيقاعَ
رتابةَ الصوت الصدى..
والغار مكسوّ بصمت رهبته المهيب..
لم أبك ،
فانفجرت قوافيّ البعيدةُ لاغتراب الروح
تنزف كلّما غاب عن شفتي التحصّنُ باسمه الغالي الحبيب..
فأعيشه ويعيش فيّ ،
أدفنه بحضني دافئا ،
وبداخلى تمدّ النار ألسنة اللّهيب..
يا رائع الحرف ،
كم في الحرف من لغة عانقتها فرحاً،
فدار الوصف دورته فيها،
لم يجد للحسن وصفا يعادل لوحة الحال المحال برفضه والمستجيب..
. الرفض محمود،
والتمرّد نبضه الدفّاقُ، حتى حين شقّ النهدُ طاعته،
لم يرضَ أن يبقى حبيس الغار تدفنه الجيوب..
ما بال كلّ خطاي يحكمها السياق بسوطه،
اكتب بكاءً أو مديحا، أو ترفّق بالغروب..
الشمس دارت كلّ دورتها ،
وأنا أحدّق ساهما جفّت مآقيّ
لم يعطف عليّ الليل ،
لم تتناثر الكلمات بردا،
صبّ الجمودُ الحالَ تمثالاً،
فلا جفنٌ له رفّت ،
ولا شقّت شفاهُ الحالِ مفردةً تحرّك ساعة الزمن الغريب..
صورٌ ظلالٌ باهتاتٌ للذي في البدء مارس شهوة الجسد العجيب..
وماذا بعدُ يا بشريّة حطّت على أرضٍ تصارع في طواحين الهواءِ ،
تسفّ تمتلك التراب ،
وتلعقُ من دماء الحرفِ ، تدفنُ نفسها ، والخوفُ سيّد ربعها،
هل يستوي الإشراقُ عن شفق الغروب..
سافر بأرض الله حرفاً
تجد بشراً يسدّ منافذ الأبعاد للكلمات والطرقات ،
يغتالون لحظات الفرح،،
ويقتاتون من منعٍ ومن حجرٍ،
يحاربُ بعضهم بعضا،
ليس الإلهُ صديقَهم ، فيمارسون هواية التعذيب والتغريب..
هربت بلادُ الوزر من أرضي بنهريها،
هربت بلادي من بنيها،
هربت بلادي ما عليها،
بلا لونٍ لتربتها،
بأطفالٍ ملامحهم بلا لحنٍ تغنّي في مآسيها..
سفرٌ يؤرّخ ما يجري فخانته شجاعته،
وسجّل عند باب العرش ينبوع الحياة
غدا طفلاً تشكّله وتنجبه الحروب..
يا رائع الحرف
أضحى الحرفُ محترفا،
لكلّ زيفٍ يروم الشكلَ يغدرُ بالمعاني المترعاتِ
تهزّ أوتار القلوب..
لم نعد نطوي الفيافي، بل طوتنا أوكلتنا للمرافي،
علّمتنا أن نجافي لامتدادات البصيرة..
أن نبتني سدّا نحدّد فيه آفاقا نرى فيها الغريب من القريب..
النجم يخطفُ أبصارا
ويشدّ حتّى من تغافل ، غضّ طرفاً،
فإذا بالنجم يُصنعُ من مصابيح الزيوت
ومن بيوتٍ شاهقات ، سدّت على البشر الدروب..
هذي الصحارى قد تعرّت للسماء فقبّلتها الشمسُ
خاصمت بجفافها كلّ البشر،
لكنّه الإنسان فيها صاغ هيبتها حروفاً
طالت المدّ المعانق للشمال وللجنوب...
لكنّه التسآل مكرورا
وباقٍ في الكهوف وفي الجروف على الحروف ،
وفي القطوف على الدفوف ،
ولا مجيب..
من وعى السرّ اغتراب الروح أرّقه
فقاوم أو تمرّد أو تجرّد منصفاً عانى
ولكنّ التسامح كان أمضى في الصراع من الحروب..
قد ملّ طعمَ الحرف للشكوى..
وروح الحبّ للنجوى،
تحرّمه ، تجرّمه العيوب..
هذي تخاريف الحضارة قد دعتنا أن نؤوب..
هذي الأساطيرُ البراءة علّمتنا أن نجيب..
هذا الفضاءُ الحرّ لم تبصره غير عوالم الإنسان
عامرةً بحبّ الكون في إشراقه أو في المغيب..ُ
سفرٌ يؤرّخ ما يجري فخانته شجاعته،
وسجّل عند باب العرش ينبوع الحياة
غدا طفلاً تشكّله وتنجبه الحروب..


.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق