الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

سلامٌ سادتي الشعراء


أجمل الكلمات
تلك التي بخصامها للحرف ولّدت المعاني المورقات من القريب إلى البعيد..
أجمل الأفكار
تلك السامقات فيستظلّ بهنّ فعلٌ أحرقته الشمس خطّ على الجبين حياته وكما يريد..
أجمل الفتيات
تلك الموقنات بأنّهنّ الباقياتُ من الرصيد..
وكما الحروف الرائعات بوعيهنّ الكونُ يولد من جديد..
هلاّ قرأتِ النشأة الأولى في غمرة التبديل والتزييف والتحريف
من فصل إلى فصل ومن عام إلى عام جديد.
أجمل الأشعار ما خلقت بعالمنا من الأنغام روح براءة الطفل النشيد..
فتستفيق سعيدة جزلى بمولدها ومولود جديد..
لو قلتِ لي أبشر أتاني الطلقُ ،
عزّ عليّ أنّي لم أعدّ له حرفا يدثّره ،
ومفردةً تقيه نوائب الدهر المصاحب لاختلال الكون،
. يجلد للصغار وللكبار وللإماء وللعبيد..
لو لم تكوني واحة للروح فاطّرحيه
حتّى لا يعيد السيرة الأولى
فتطمسه الحواسّ بفعل أوامر الجلاّد سادرةً لتقويم الرشيد..
هذا الوليد الحرّ ينضح بالبراءة قاومي حبّ الأمومة،
لا تعرّي الطفل، هذا الوعي زائف،
والمصابيح التي أوقدتها
لا دار تحميها ليقرأ في ظلام اللّيل سورة مريم وقصيدة للبيد..
هذا الوليد الحرّ اسم جامع ،
فتجمّلى لا تطعميه من السموم الجامدة،
ومن القوافي تلك التي فقأت عيون الحرف،
وارتجلت من الخوف أرتالا من الكلمات،
وارتحلت تردّد دون وعيٍ أو تعيد..
أجمل الأشعار
ما خلقت بعالمنا من الأنغام روح براءة الطفل النشيد..
والنشيد على مدى العمر المديد،
مدائح السلطان
تهريج وفخرٌ كاذبٌ،
وهجّاءٌ وبكّاءٌ وخمّارٌ وحبّ الغيد، والعربيدُ ،
حتّى الوصفَ في غرض بليد..
لا تطعميه معلّباتٌ صابها التخزين بالعطن المميت،
فأورثتنا الحبّ قاصر،
وعلّمتنا أن نجاهر بالمظاهر أو نفاخر بالقصيد..
أجمل الكلمات
تلك التي بخصامها للحرف ولّدت المعاني المورقات من القريب إلى البعيد..
الروح طعم غذائها الأشهى
التجرّدُ والتمرّدُ والتجدّد والتوحّدُ في الفضاء بلا قيود..
ما بالنا نحيا نردّد في قوافينا
ما مات من حرفٍ تدثّر بالمخاوف والمتاحف
واصطفى كهف الظلام أو انحنى كي لا يموت..
هل مات حرفٌ صادقٌ عشق الشموس
وعانق الأفقَ البعيد.؟؟
سلامٌ أيّها الإنسان ،
وأنت تنوء بالأثقال من همّ إلى همّ
ومن ظلمٍ إلى غمّ ،
ومن بؤس إلى عسرٍ
يناجي لحظة الفرج البعيد..
سلامٌ أيّها العاري من الكلمات
تحمل في أراضيك البعيدة عن عيون الحزن،
وتجرّ أقداما من الغبنِ على طرقاتها ،
فتستبدّ بك الشكوى لمن؟
وقد تكالبت النوائب لا تملّ النهب حتّى في الجمود..
سلامٌ أيّها المذبوح قربانا على عتبات عصر جامد ،
متجرّد من روحه يبنى صروحا من جماجم البشر
المباحُ دماؤها والمستفيد..
سلامٌ أيّها الطفل المطلّ بدمعتين..
يرى ما لا يُرى،
يقتات حَبُّ الفقر ،
حُبّ المشفقين على براءته التي هُدرت وعُدّت من بقايا الأمس ،
بعد طوفانٍ لعولمة الأنا وقد اكتست زيّ الجنود..
سلامٌ أيّها الإنسانُ أنثى تستباح
كما الأراضي البكر سال لعاب من أقوى أو استقوى بمخلب جيشه، وجنونه،
عطشٌ لحكم الغاب لا عرفٌ ليسترها ولا دينٌ
ولا رجلٌ، تخلّى عن حمايتها،
ولا حقّ لإنسان بحكم الوعي، والعصر الجديد..
بحكم الوعي ، والحقّ المسافر للبعيد..
سلامٌ للأنا فيكم
تلفّح ثوب ضعفٍ ساعة الميلاد موروثا
فأورثناه الأنا الآتي من الأصلاب أعمى يرتعد
من صوت رعد..
أو يخاف الربّ يفتك إن رفض..
أو يكتفي ممّا يجد،..
أو يحمد الربّ الأحد،
يشكو له ضعفا سقته له عصور قد توالت
صنّفته من العبيد..
لؤمُ السياسة،
أو مراوغة الحروف يقودها برقُ السيوف
فنبتني زيفا بمجد أو نجالد للظروف لها نكرّر أو نعيد..
ووراءها الطبّالُ،
خال البال ،
رسمُ المال ،
والتصفيقُ يعلو والدفوفُ بلا نشيد..
الغبن يكمن في المتون،
وقراءةُ القاضي لما في النصّ وفقَ جموده هربا من الحرف الجديد..
سلامٌ سادتي الشعراء،
وأنتم تستقون الشعر دفئا
بإيقاع يذوّب في المشاعر ما ترسّب من جليد..
سلامٌ كلّما طلّت صباحاتٌ يلدن الكون في ثوب جديد..
سلامٌ كلّما ابتسمت مساحاتٌ
تحرّر وعيها المفضي إلى وعيٍ جديد...
.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق