الثلاثاء، 6 يوليو 2010

تحيا المقابر

قالت لي الخنساء: ابكِ أباك
قلت : كفى..
بكيت آلاف السنين عليه
ما جدوى البكاء..على المتاحف
والبكاء على المآثر ..
قالت: ألا ترثيه بالكلمات
قلت: كفى ..
عمري مضى وأنا أردّد
-عبر تاريخي – البكائيات
فوق آلاف المنابر..
حتى بكى زمني -الذي أحيا – عليَّ
. ومضى يؤنّبُ فيّ
ألعنه فترتدّ لعناتي إليّ..
قالت: ألا تفخر به؟؟
: أبي يفخر إذا ما عشت عصري
ويسخر من بكاء العجز
يغضب إن رآني أنتحب
أسفاً عليه..
بكيت عليه ما يكفي
فإذا به يبكي على ضعفي
ويسخر حين أُعطى الشمس ظهري
أردّد كلّ تاريخي الذي ولّى على القبر..
تجلّى العجز حتى صار مجتمعي يكابر
وأمسى ليس فيه سوى المظاهر
وأصبح يستعين بكلّ مسحور وساحر
وموتى يأكلون ويشربون..
يتناسلون الموت يمشي في سكون
ويوم الأمس تحرسه العساكر
لكي تبقى أسير الكهف ميْتا أو تهاجر
وإن شئت الحياة الموت فلتهتف:
بلى تحيا المقابر..
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق