الاثنين، 26 يوليو 2010

أمام أضرحة العشّاق

احملوا عنّي،
عباءة القسّ، والشيخ، والراهب،
وكمّامة الإنعاش،
وابعدوا مصل الدواء..
امنحوا القلب فرصة للغناء،
إنها الآن ، أشعلت ندّ أصابعها..
عبق الطيبُ ، في انتظار المغنّي..
فاحملوا فارغا تابوتكم..
ودعوني أحمل المصباح في وضح النهار،
كي أضيء مساحة للرقص لكم..
زمنا توكأتم العتمة العمياء..
وتدثّرتم بغبار آلاف السنين..
تدحرجت سحبُ السماء..
خرساءَ من بين العيون..
والعباءاتُ التي تستركم، مزّقتها الرّيحُ
واستعارتها الشياطينُ التي قطفت،
هذا الضياء من الغصون،
ولم تأبه لكم..
ولشوك خطّ في الأجساد حرف اللين،
مهزومين..
محرومين..
منبوذين..
بكائين..
شكّائين..
. لم تأبه لحرف البدء والتكوين..
لصوت الجرّ والتسكين....
دعوني أحمل المصباح في وضح النهار
كي أضيء مساحة الرقص لكم..
أقدامكم .. تدمدم..
هذا النهار معتمُ ..
دمٌ .. دمٌ .. دم .... دم .... دمُ
لا بأس ..
فاغرسوا النخيل في الجراح..
أوتاره ستعزف النشيد، توقظُ الصباح..
ها هي ذي تراقص الظلّ
تعانقُ الفارس الذي ضمّخه عطرُها المقاومُ..
سحرها لها شقّ الطريق وابتنى
قصرا إليها..
أحجاره الكلماتُ ، وارتفاعه المكارمُ ..
وحين ألتقي فراشة في وطني..
أصير ظلاّ ..وماء .. سرابا لا يهم..
أكسو دفاتري شعرا..
أرضي اخضرارا..
وشمسي تخيط الثوبَ
شمس الله تمنحكم من الدفء ثمارا
وأنهرا من أجلها..
وهالني حين استفقتُ أنّني..
أنا الذي رسمتها .....
وأنني لا زلت قابعا
تحت رحمة الجلاّد وأسوار الظنون..
فلتهزموا القبور
وامنحوا القلب فرصة للجنون..
إنه وحده الذي يراقصها،
في ساحة ظلالُها أنتمُ ..
وأقســـمُ !!
من يُحكمُ الإيقاعَ من إيقاعها لا يهزمُ ..
القلبُ وحده ـ يا شيخ ــ لا يشيخُ ..
لا يعرف الفناءَ .. لا يهرمُ .
لا ترسموا الحدود فيه
لا تجلدوه بالمطارق السوداءَ والظنون..
ما زال لم يغمض العيون ..
يسمع الناقوس ، والأذان، والأصداء
اللغوَ والكلام..
الداء .. والدواء..
فامنحوه فرصة للغناء..
امنحوا القلبَ فرصة للغناء..
إنّها الآن أشعلت ندّ أصابعها،
عبق الطيب.. في انتظار المغنّي..
فاحملوا فارغا تابوتكم..
إنه وطنى.. رغم الجراح والركام..
إنه صوتي، وصوت كلّ الفقراء..
يشقّ أسرار الظلام..
ينسج العباءة للحبّ..
ولا يبكي إلاّ أمام أضرحة العشّاق
النائمين في ســــــــــــلام ...
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق