السبت، 29 يناير 2011

نصوغ حياتنا وكما نريد

نصوغ حياتنا وكما نريد..


الذات حرف لا يغيب ،
رغم النوازل والخطوب
أيهذا الحبّ في قلب تعب..
عشقي الممتدّ من بكر وتغلب
لم يغب نبض.. وإيقاع..
وفاصلة .. وشارحة تطول..
"ديجول" أيقن أنها عصب الجزائر،
والترك .. والإيطال .. والمستعمرون.
ربّنا الله ... وتلك الآلهة
من صخور الأرض كانت تنتصب،
ما هانت الأطلال يوما،
والأصل كالنخل في أرض العرب،
والأرض كالعرض في لغة العرب،
يا ترى بي من أبي جهل نسب ؟
يا ترى بي من أبي جهل غضب
كل زنديق تخفّى كالمرابي
معتلّة بعض الحروف،
محقونة بالسمّ أخرى
والفكر أضحى للجموع بلا حُجُب..
. الشوق .. والعشق.. والحبّ
أرحب في بلادي...
تشرق الأحلامُ تولد في القصيدة.
كراسة الطفل الحزين،
بها الألوانُ خارطة الخصام
بها الأيام.. والأرقام، دائرة بلا إشراق
بها التاريخ أعمى..
بها العينان مختلفان
ـ لا بصرٌ ولا أحداق.

كل البراءة لم تجب
عن لماذا لم يتسع للحبّ هذا الكون
لم تتسع للنهر مرآة الفصول..
أترحلين حبيبتي..
أنت التي كنت النسيم ،
وكنت عاصفة التمرد،
عيناك بالإجهاد أبعد من حدود الوهم،
والخصلة الحيرى.. تداعب كلّ واحات النخيل

لا ترحلي..
عودي إلينا من صقيع الليل
عودي لدفء الصدر والقبل الرحيق
ولحزمة الضوء التي خبأتها من شمس أمس
بها حنين من سنين..

يا تُرى بي من حصار الغرب داء
يا تُرى بي من قيود الأمس..
من عداء الشمس..
همس..
وانكسار..
وانحسار..
واحتماء..
والتواء واختباء.
واختباء القهر..
وحش العصر..
ذلّ الخوف،والكهف الوراء..
متباهيا يمشي على القدمين هذا الظلمُ
يعبث بالقيم..
مستعذبا طعم الجراح..
وكل صرخات الألم..

هذى جهنّم قد خلقناها بأيدينا
حين أضحى القيدُ مشنقة الحروف.
والزنازين التي لا تمتلئ..
قالوا لنا إن الجنان لمن يلوذ بصمته
من يحتمل جلاّده..
من يرتدي الخوف جلبابا..
من يغلق الأبواب من لفح الهجير ليستريح..
ليتقي غضب الرئيس أو الوزير أو المدير..
قالوا لنا: إن الجنان لمن ينامُ على الحصير
قالوا .. وقالوا..
هم وحدهم من يملكون الحرف والعقل الكبير..
دار الإذاعة .. والصحف..
وخزائن المولى .. وجنّته..
والحقّ في التأويل والتفسير..
فتساوت الآهات .. والضحكات،
والآلامُ طعمُ الأغنيات..
وهاجرت عن دارنا، كل الكفاءات الصفات..
هاجرت كلّ الصفات..
كل الصفات ..
[ وفات وفات ... في جيبو سبع لفات]
[ فات وفات]
لا يحمل غير الكلمات..
[ والبيت فيه حمامات ..
[وصقور غرست نزعات
[والراية أضحت رايات..
[وعواصم واشنطومات..
[ وعواصم ما فيها ثبات..
[ومصارف للحريّات ..
[وحقائب فيها جوازات ..
[أسلاك في البوّابات..
[ورئيس حصد الأصوات
[وبرامج للتبريرات..
[وبرامج للإعلانات..
[ والجبّةُ وقعت في البير..
والبئر ابتلع شعارات ]

الحبّ هاجر عن بلادي..
والعشقُ أضحى المشنقة..
والسلامُ سطورُ ذلّ وقّعت..
والمشاعرُ أصبحت ..لا طعم لا ألوان..

حاصروا كلّ القبل
كلّ الأمل..
وكل موقع فينا اكتمل..
وكلّ عشق أو غزل..
وكلّ صدق في عمل..
وكلّ حرف يشتعل..
فرسمت صمتي في الصخور..
وكتبت فيها:
سطر يقرأُ ....
سطرٌ ينسى ...
سطرٌ يمحى ..
سطرٌ يكتب للتدجيل وللتدجين..
سطرٌ يحجب عنّا
فكيف لنا .. أن نقرأ أبعاد التكوين.

أيّهذا الكمُّ من صفر على سفر الوجود..
أيهذا الوجدُ من لحن ومن عبق الخلود
أيهذا الفارس الممدود .. يا وطني..
قل لماذا؟
أيّهذا المدُّ ... والمددُ
أيّهذا الحدُّ .. والعددُ
أيهذا الجدّ .. والجلدُ ؟
يا تُرانا قد نصبنا لهذا العجز مشجب.
يا تُرى ؟
أيّ ربّ صادر الحرف..
من الإنسان والفنّان ..والمطرب ؟
هاجرت كلّ الحروف
[ من بي خفض .. أو با نصب]
يا تُرانا قد طعنّا بالرماح الصدق فينا
فاحتجب ؟

الخلق والإبداعُ لا يأتي..
وهذا السيفُ فوق الرأس قائم..
هذى المحارق.. والعوائق.. والمطارق..
والبنادق.. والمحاكم..
هي نُصب أعْيُننا.. فأين هي الحياة ؟

تلدُ النساءُ الموت يمشي في الطريق
والصبية الغرقى..
وأطفال المدارس..
والخوفُ يغرسُ بذرة من بعد بذرة

اللهُ لو يرضى لنا..
مثل القطيع يهشّه الراعي..
ويحصره الطريق..
ما خاطب العقل في آياته حتى نفيق..

خلق الإلهُ الخلق أحرارا .. ولم يبن السجون.
خلق التراحم بيننا .. لكنهم خلقوا الأتون..
غرس الأخوّة .. والترابط .. والمحبّة
والتآلف.. والتزاوج .. والتمازج ..والحنين.

هم قسّموا باسم السلام ديارنا
هم شوّهوا باسم السياسة ذاتنا
هم دمّروا بالخوف كلّ حياتنا
هم نصّبوا الأوثان في أوطاننا
هم عمّقوا باسم الإله جراحنا
نحن الإله له عبيد
لكننا في هذه الدنيا
نصوغ حياتنا وكما نريــــد ..
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق