الاثنين، 7 فبراير 2011

استيلا قايتانو

استيلاّ

دفء المرافئ لم يعد
لغة الهروب كما ورد
استيلاّ يا بنت البلد
أنت التميمة في بلادي والسّعد
أشعلت قنديلا يشعّ بنوره
في عتمة الليل المسافر راجلا
والأنامل طيب ند،
والمراسي في الفيافي
غافلات لا تحد
شدّها شفق الغروب المستبد،
الليل والبيد الأبد،
والنجم في كفّ ارتحال
ما عاد في العين الحسد،
حين اتّكأتِ على السؤال
فضبابنا حجب المدد،
مات النهار
ولم يعد لليوم غد
. كنّا وما عاد الجنوب،
إلاّ بوجدان الزمان المستجد،
كنّا نعانق شمسنا،
يا واحة كانت ترانيم البلد
تشدو مع الأفق المحال،
أضحى الجنوب بلا سند
بقي الشمال بغير مد..
وتيتّم القدر المبالي
حول حالي
وارتحالي
في مجالات الوصال
في مسارات النضال،
في طريق الاحتمال،
ويظلّ يتّشح السؤال
علامة العجب المغالي والجلد
ينتابني
وجع الحروف بغير جِد
لوحات آلاف الدوائر
وجع الطيور الراحلات بغير ود
وجع السلام والانقسام
وجع المآلات المصائر
ينتابني
وجع الحروف الساكنات على المنابر
من أكابر لا يجيدون الترفّع في الكلام
ويحاصرون الحرف، حتّى في المشاعر
استيلا يا بنت الكرام..
حرف لجرّ لا يلام،
والحرف عند الظلم جائر
لا يراعيه التسامح
لا... ولا جبر الخواطر
باسم تجزّأ حرفه عند السلام
لا فعل يعرج مشيه أو يصطفيه
سوى الحلال أو الحرام
ومن تجاسر في الكلام
الصوت قد ملأ الفضاء بلا شبيه أو نظائر
وسوّد الصحف القديمة
والمقامات المقيمة والمقام
عذرا بلادي
عفوا بلادي
مازال يسكنني اشتياق
والجرح ينهش في فؤادي
والكمد
أشتمّ رائحة الخداع مع الشعائر
والدخان يسدّ حدّ الاختناق
عذرا إذا ما قلت همسا
في اعترافات السياق
بما تغلغل في الفؤاد
وما تسرّب في المسام.
إنّي أهيم بكلّ واد، وكأيّ شاعر
أصواتنا شقّت سماء الكون تفتقد المذاق
قد استجاب لها النفاق،
وأصابع الحمقى ،
وما كتبته في سفر المصائر
قد استحت منها ملائكة السماء
كما اتفاقات السلام والاحتراق،
ومن تدثّر بالصغائر..
عذرا حبيبي
ما عهدتك غير باق
حتّى ولو طال الشقاق
من فعلهم أو حرفهم
نثروا البذور من الشكوك عليك
من روح انتقام،
وسادنا القلم المكابر.
عذرا فقد خانت حروف النصّ
في هذا السباق.
وطنا بحجم الكون يلتحف السماء،
لكنّه وطن معاق،
يتدثّر الحزن اشتياق
الساق قد بُترت،
والعين قد عَشيت،
والأرض قد شُطرت،
فما عاد اللّحاق
لا جناس يدثّر اللّوحات فينا أو طباق
لا رمز فيه البعدُ يحتمل اشتقاق
جمرٌ من الكلمات فيها قد خبا
جفّت منابعها وحلّ بها المحاق
وبلا سنام
بعقوقهم غطّوا لقرص الشمس
عمدا للشقاق
تتناسل الأصوات تعرج
حين تلفظها الشفاه بلا ابتسام
لا عين ترمق للأمام
الكلّ مزهوّ بوهم الكهف يطربه الصدى
الكلّ يحمل آلة الحجر القديم
الكلّ يحمل للعصا،
وكأنه الشيخ الحكيم
ويستبدّ به الخصام،
يتربّع الشيطان يحكم بيننا
بالحقّ أو بالزيف من غير احترام،
هذا أنا أنعي حزينا ما تبدّد بالفراق.
وأدُ الحروف بصمتنا
أقسى من التحديق في هذا الفراغ
من فصل رأس عن جسد
استيلا يا بنت البلد،
أنت التميمة في بلادي والسعد..
.

هناك تعليق واحد:

  1. ياسلام عليك .. ولابد من الخرطوم وانت طال السفر، واكيد حنقرأ قصص ومقالات استيلا الرائعة وهي في الخرطوم من جديد

    ردحذف